أصر و ألح عليَّ ثلة من الفضلاء و النبلاء و العقلاء أن أكتب مقالا مختصرا فيما يحدث اليوم من رد فعل غاضب و منفلت و غير منضبط تجاه الباعة المتجولين و أصحاب(البسطات)و(الفرشات)و غيرهم من شمال اليمن،فأقول باختصار شديد و لفظ سديد بإذن العزيز الحميد: أولا:يجب أن يكون العدل و الإنصاف لا الظلم و الإجحاف هو الميزان و إلا أضعنا الحق و فقدنا الاتزان،و عليه فلا ينبغي أن نأخذ البريء بجريرة الجاني لعجزنا عن ردع المذنب و القصاص من المجرم على طريقة قانون الغاب(الطارف غريمك)لأن ذلك ظلم مبين و فعل مهين نهى عنه رب العالمين في كتابه المبين فقال و هو أصدق القائلين(و لا تزر وازرة وزر أخرى). ثانيا:العدل و الإنصاف و مجانبة الاعتساف ليس معناه أن ندع الحبل على الغارب و نعامل الجميع كأنهم أهل و أقارب بينما فيهم حيات و عقارب قد ذاق الناس لذعهم و لدغهم و(لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين)،و كلنا يعلم أن كثيرا من جنس هؤلاء الباعة انقلبوا بين عشية وضحاها من باعة متجولين إلى مسوخ متحولين من قناصة محترفين و قتلة حاقدين و مجرمين حانقين فلم يسلم من شرهم و شررهم ضرهم و ضررهم صغير و لا كبير بل حتى النساء و الأطفال الصغار في وقائع تبين مدى الذلة و الصغار الذي تخلق بها القوم فمن ارتاب في أمرهم فليس عليه لوم و لكن على قاعدة(لا تأمنهم و لا تظلمهم) فالأمر إذاً لا إفراط بتعميم ذميم للظلم و الاعتساف و مجانبة العدل و الإنصاف و لا تفريط بالتهاون و عدم التصاون و ترك المراقبة و المحاسبة و نقع في الغفلة التي تليها القفلة ثم نصبح نادمين غاضبين نخبط خبط عشواء و نكون نحن و الحمقى سواء. ثالثا:لا ينبغي بحال من الأحوال أن يصدق فينا قول نبينا و معلمنا و قدوتنا محمد عليه الصلاة و السلام(إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه و إذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد)! فإذا أبى كثير من الغاضبين و الحانقين إلا التعميم رغم أنه مبدأ ذميم فعليهم بأهل القوة و الباس الذين قتلوا خيار الناس و لا تزال أيديهم بالدماء مصبوغة و جيوشهم بأموال(الكفيل)مصنوعة و لهم رايات و دساكر و معسكرات و عساكر بعداوتنا تجاهر فأين الشجاعة و الإقدام و لماذا التخاذل و الإحجام يا من زعمت أنك بطل همام و أسد ضرغام؟! رابعا:حرف القضية عن مسارها و فتح جبهات إعلامية أساسها الغثاء و الغثيان و السفاسف و الهذيان دليل واضح و أمر فاضح للعجز و قلة الحيلة و ضعف العقل و انعدام الوسيلة فالعدو بين ظاهر فعليه ينبغي أن نتظاهر لا بعدواة و اتهام بعضنا بعضا نجاهر! إضاءة: لماذا لا يحضر(الكفيل)العروض العسكرية للانتقالي أو الشرعية التي يحدث فيها القصف و الاستهداف و إصابة الأهداف؟! ثم لماذا لا يستهدف الحوثي عروض طارق عفاش التي يستعرض بها بغاية الانتفاش و هل يحتاج الأمر إلى بحث و نباش؟إذاً فالقوم ليسوا بشرا بل كباش! أخيرا:الأمر الذي هو للخير جامع و للشر مانع و هو الميزان العدل الذي به قوام الدنيا و الدين أن يحتكم المسلمون إلى كتاب ربهم و سنة نبيهم على نهج الصحابة فذلك عين الصواب و الإصابة و من فعل ذلك فقد حقق العدل و ليس عليه لوم أو عذل إلا من أهل الشر و الفجور الذين عاقبة أمرهم بور. تلك مني على عجالة راجيا ألا يكون فيها ميل و إمالة و أسأل الله جل في علاه أن يجنبنا الفتن و المحن و الإحن ما ظهر منها و ما بطن و أن يجمعنا على الحق المبين و الطريق المستبين و الحمد لله رب العالمين.