خرجت قبل أيام في رحلة مع رفاقي، استقلينا أحد باصات الفرزة، وكان موقعي خلف السائق مباشرة، خرجنا من عدن الساعة 10 مساء، ما أن خرجنا حتى أسمعنا السائق أغنية لأبي بكر سالم(أمي اليمن) وكانت أمامنا سيارة من النوع الفاخر . لا أدري لماذا عند سماعي للفنان ورؤية السيارة أمامنا طار خيالي وكأنه يحلق فوق إب وصنعاء وأبين وعدن وتعز وحضرموت ولحج حلق حول اليمن كلها ، شعرت حينها بنعمة الأمن والأمان في الماضي، وأنا أموج في تخيلاتي إذا بالفنان يقول( يا أصل قحطان. . يا نسل عدنان ، عيني على كل من يهوى ربوع اليمن) تذكرت الإرث التاريخي الذي تحمله اليمن وموقعها الذي حباها الله ، يستمر الفنان رحمه الله بالقول ( من قبل بلقيس و أروى والعظيمه سبأ أمي اليمن) تذكرت المراحل الدراسية التي تعلمنا فيه تاريخنا العظيم مر في خيالي زملاء دراستي وبعض المواقف التي تحصل أثناء الحصص ، وأنا بين مستمتع بهذه التخيلات على طول الطريق إذا بوالدي الحبيب يتصل بي: السلام عليكم ورحمة الله كيف حالك ياولدي ...... .. ثم قال : قتل اليوم في عدن أكثر من 40 شخصا في موقعين. وتضرر السكان وسببت هذه الانفجارات هزه كبيرة لبيتنا. أكمل أبي محادثته لي ثم أغلق جواله، أما أنا فقد انقلب تفكيري 180 درجة، لا حولا ولا قوة إلا بالله ، كيف أصبح وضع وطني، لا يمر وقت إلا وسمعنا بخبر قتل أو تفجير أو تصفيه الخ ... ففي الشمال لدينا الحوثي وفي الجنوب اختلطت الأمور في ظل ضعف الدولة . فحسبنا الله ونعم الوكيل ولكن أملنا في الله لا حدود له وثقتنا في يمننا أقوى من جبالها الشامخات.