بالأمس القريب بكى أبناء الجنوب بكل أطيافه على أكثر من ثمانون شهيداً وجريح..كانوا كلهم من الجنوب...فكانت النتيجة الشهيد والجريح واليتيم والارملة والحزين والباكي ألماً على قريب له أو صديق.. وفي الجانب المظلم الآخر.. كان هناك الفاعل وكان هناك المخطط وكان هناك المؤيد وكان هناك الساخر وكان هناك من يوزع التهاني... في كل مرة يستشهد المئات بل الألوف من خيرة وانبل واشجع أبناء الجنوب ويخيم الألم والحزن بقية الشعب الجنوبي وعلى مدى أعوام مديدة من تصدير الموت المستمر وبمختلف الذرائع والحجج.... صدر الإصلاح لنا الموت بحجة الماركسية وصدر المؤتمر لنا الموت بحجة الوحدة العفاشية وصدر لنا الحوثي الموت بحجة الإرهاب الداعشية وصدرت لنا الشرعية المنبطحة الموت بحجة الأقاليم الوهمية.. ومعا هذا الموت كله بقي البعض مِنا غافل أو ساذج أو غير مبالي بل ومشاركاً فيه...محاولاً أن ينهش معهم ما تبقى من الجنوب ارضاً وإنسانا. لا أعلم ماذا أصاب البعض منا؟ هل هي العاطفة؟ ..أم الغباء الفطري المركب... أم هو جهل...أم تبعية مطلقة لبعض القادة الرخيصين جداً..؟ أم هو بيع للضمائر والاهل والوطن مقابل ثمن بخس يقبضه...؟ هل خدعوا حتى خيل لهم أن الدم اصبح ماء..وان الموت ليس سوى فرح وان الحزن سعادة..وأنهم يريدون قلوبنا ومحبتنا وقربنا.. و لا يريدون أرضنا و ثرواتنا وتاريخنا اي عيون لديهم لا ترى الواقع الحزين.. واي قلوب لا ترحم أهالي الشهداء.. واي مشاعر لم تحركها صرخات اليتامى والأرامل. كيف بنا أن نغض الطرف عن ما يحصل بأبناء شعبنا. هل سيستمر هذا المسلسل الدامي...؟ هل سيستمر العذاب الذي خنقه الصمت ..؟ هل سيستمر هذا العبث بدماء شهدائنا..؟ لا اضن..!! فمن طرد الإمبراطورية الإنجليزية قادر على تأديب كل من تسول له نفسه العبث.. ومن طرد وواجه الغازة الجدد قوات الهالك عفاش وزنابيل الحوثي وهم عزل قادر على سحق ما تبقى من خلاياهم.. ومن صمد أمام حملات الموت المتكررة قادر على الحياة..قادر على المستقبل قادر ورب محمد.. فشعبنا الجبار حليم.. لكن كما قيل.. إتقِ شر الحليم إذا غضب.