السامعي يوجه رسالة شكر وتقدير وعرفان لكل المتضامنين معه ويؤكد استمراره في أداء واجبه الوطني    مقتل ضابطين برصاص جنود في محافظتي أبين وشبوة    مسؤول إسرائيلي: نعمل على محو الدولة الفلسطينية    مستشفى الثورة… حين يتحوّل صرح العلاج إلى أنقاض    الرئيس المشاط يعزّي في وفاة الشاعر الكبير والأديب كريم الحنكي    السهام يقسو على النور بخماسية ويتصدر المجموعة الثالثة في بطولة بيسان 2025    وزير التجارة يكشف أسباب تعافي الريال ويؤكد أن الأسعار في طريقها للاستقرار(حوار)    ردود أفعال دولية واسعة على قرار الكابينت الصهيوني احتلال غزة    هبوط العملة.. والأسعار ترتفع بالريال السعودي!!    واشنطن: استقلالية البنك المركزي اليمني ضرورة لإنقاذ الاقتصاد ومنع الانهيار    مليونية صنعاء.. جاهزون لمواجهة كل مؤامرات الأعداء    إعلاميون ونشطاء يحيون أربعينية فقيد الوطن "الحميري" ويستعرضون مأثره    الفاو: أسعار الغذاء العالمية تسجل أعلى مستوى خلال يوليو منذ أكثر منذ عامين    الأمم المتحدة تعلن وصول سوء التغذية الحاد بين الأطفال بغزة لأعلى مستوى    القبض على 5 متورطين في أعمال شغب بزنجبار    رباعية نصراوية تكتسح ريو آفي    200 كاتب بريطاني يطالبون بمقاطعة إسرائيل    الأرصاد يتوقع أمطار رعدية واضطراب في البحر خلال الساعات المقبلة    الذهب يسجل مستويات قياسية مدعومًا بالرسوم الجمركية الأمريكية    الشهيد علي حسن المعلم    الإدارة الأمريكية تُضاعف مكافأة القبض على الرئيس الفنزويلي وكراكاس تصف القرار ب"المثير للشفقة"    صحيفة روسية تكشف من هو الشيباني    اشتباكات مسلحة عنيفة بين فصائل المرتزقة في عدن    بايرن ميونخ يكتسح توتنهام الإنجليزي برباعية نظيفة    تفشي فيروس خطير في ألمانيا مسجلا 16 إصابة ووفاة ثلاثة    فياريال الإسباني يعلن ضم لاعب الوسط الغاني توماس بارتي    ما سر قرار ريال مدريد مقاطعة حفل الكرة الذهبية 2025؟    اكتشاف معبد عمره 6 قرون في تركيا بالصدفة    دراسة تحذّر من خطر شاشات الهواتف والتلفاز على صحة القلب والشرايين!    المحتجون الحضارم يبتكرون طريقة لتعطيل شاحنات الحوثي المارة بتريم    يحق لبن حبريش قطع الطريق على وقود كهرباء الساحل لأشهر ولا يحق لأبناء تريم التعبير عن مطالهم    في تريم لم تُخلق النخلة لتموت    إنسانية عوراء    الراجع قوي: عندما يصبح الارتفاع المفاجئ للريال اليمني رصاصة طائشة    باوزير: تريم فضحت تهديدات بن حبريش ضد النخبة الحضرمية    لماذا يخجل أبناء تعز من الإنتساب إلى مدينتهم وقراهم    وتؤكد بأنها على انعقاد دائم وان على التجار رفض تسليم الزيادة    وسط تصاعد التنافس في تجارة الحبوب .. وصول شحنة قمح إلى ميناء المكلا    تغاريد حرة .. عندما يسودنا الفساد    كرة الطائرة الشاطئية المغربية.. إنجازات غير مسبوقة وتطور مستمر    القرعة تضع اليمن في المجموعة الثانية في تصفيات كأس آسيا للناشئين    إب.. قيادي حوثي يختطف مواطناً لإجباره على تحكيمه في قضية أمام القضاء    الرئيس المشاط يعزي في وفاة احد كبار مشائخ حاشد    محافظ إب يدشن أعمال التوسعة في ساحة الرسول الأعظم بالمدينة    عصابة حوثية تعتدي على موقع أثري في إب    الصراع في الجهوية اليمانية قديم جدا    وفاة وإصابة 9 مواطنين بصواعق رعدية في الضالع وذمار    جامعة لحج ومكتب الصحة يدشنان أول عيادة مجانية بمركز التعليم المستمر    خطر مستقبل التعليم بانعدام وظيفة المعلم    دراسة أمريكية جديدة: الشفاء من السكري ممكن .. ولكن!    أربع مباريات مرتقبة في الأسبوع الثاني من بطولة بيسان    هيئة الآثار تنشر قائمة جديدة بالآثار اليمنية المنهوبة    اجتماع بالمواصفات يناقش تحضيرات تدشين فعاليات ذكرى المولد النبوي    مجلس الوزراء يقر خطة إحياء ذكرى المولد النبوي للعام 1447ه    لا تليق بها الفاصلة    حملة رقابية لضبط أسعار الأدوية في المنصورة بالعاصمة عدن    من أين لك هذا المال؟!    تساؤلات............ هل مانعيشه من علامات الساعه؟ وماذا اعددناء لها؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرئيس هادي ليس( جمل معصرة)!
نشر في عدن الغد يوم 20 - 08 - 2019


بقلم /عبدالفتاح الحكيمي.
لتشخيص وتصنيف ما حدث في عدن ومن بعدها في ابين يبدو أننا بحاجة إلى إحالة الموضوع الى لجنة الاهلة والأعياد والفلكيين وقارئة الفنجان , لأنه لم تثبت بعد رؤية هلال (الانقلاب) ولا دلائله ولا حتى القران ايضا , وبحاجة كذلك الى مأذون شرعي وقضاة ليتأكدوا إن ما حدث هو زواج متعة سياسي مؤقت أو دائم ام اغتصاب مبيت للسلطة !!.
وبكل برود وجبر خواطر ومواساة يظهر علينا ناطق التحالف العربي تركي المالكي بعد أسبوعين من الكارثة لاعلان اكتشافه البارد والمتأخر إن ما حدث : هو تصعيد خطير من قبل الانتقاليين .. (الله أكبر ولله الحمد) , ولكنه يضر بالتحالف أكثر من غيره ( قرحت الشرعية) , ويذكر بالضحايا والخسائر التي تسبب فيها الجناة لسكان عدن الآمنين , ولكن على على طريقة( عيب ياعيال .. يخس عليكم يا بلا أدب ).. قمة الحزم والعزم خصوصا بعد إلقاء قنابل ضوئية على معسكر مختار الردفاني تشبه المفرقعات الخاصة باحتفالات رأس السنة وعيد الأضحى والمناسبات الوطنية.
الرئيس هادي من جهته يجتمع بأركان حكمه متأخرا ويوزع عليهم الابتسامات والتهاني , ثم يوجه الشكر الخالص للمملكة (مجانا) لوجه الله الكريم , ونعلم من هو القائل , ولكن لا نعلم ما هي المناسبة والضرورة .. وبعد ذلك لا نستغرب اذا توجه الهادي بجزيل الشكر والامتنان للانقلابيين انفسهم أيضا من ناحية وطنية أقل شيء كلهم عيال الجنوب , فالاقربون اولى بالمعروف ..
وما كاد ينفض اجتماع مولانا الرئيس إلا وتتشكل خلية خاصة لمتابعة وتقييم ورصد وعصد الموقف في عدن .. ولم تكتمل الفرحة الا بعد ساعتين فقط مع تلقي غرفة عمليات (الخلية الخاصة) خبر لطمة عسكرية في أبين ليل امس , بعد محاصرة مليشيات الحزام الامني لمعسكر القوات الخاصة كانت أشبه بتحية رفاقية خاصة تعكس حرص ورغبة طرف الانتقالي الملحة والصادقة في تلبية دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك المفدى والمهاب سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله الى مؤتمر خاص بين الفرقاء الجنوبيين في الرياض او جدة لحلحلة تداعيات ومخاطر انقلاب عدن.
* التواطؤ مع الانقلاب *
أغرى التراخي وتهاون المجتمع الدولي وموقفه(الصامت) حتى الآن إزاء الانقلابيين في عدن رغم حجم الضحايا وغزارة الدماء والخراب بتماديهم أكثر وإضفاء تعقيدات جديدة للأوضاع على الأرض , ليس آخرها الاستيلاء على كل اسلحة ومعدات الوية الحماية الرئاسية , واخفاؤها في مناطق وقرى التمرد في الحبيلين ويافع والضالع .
وما هو معلن من تظاهر مراوغ باستجابة الانتقالي لمطالب التحالف يقابله إصرار على الأرض في بلوغ سيناريو الانقلاب حد الثمالة والاجهاز على ما تبقى من رمزية شكلية للشرعية, فرفعوا حالة الجاهزية واليقظة لمحاصرة ما تبقى من اطلالها في عدن .
ولا يخلو الاعلان عن الانسحاب من بعض المعسكرات بعد افراغ ونهب اسلحتها من مفارقات , فاعادوا الانتشار هذه المرة في محيطها وفي نقاط تماس حولها والتقطع لأفراد الحماية الذين عاد بعضهم إلى معسكرات خاوية على عروشها وكروشها ومنعوهم حتى من حراسة البنك المركزي وسلب أسلحتهم الشخصية .. واحاطوا كل منشأة يسلمونها للجنة السعودية الإماراتية المشتركة بخلايا مقابلة جاهزة للانقضاض.
ويتماهى السعوديون فجأة مع خطاب الانقلابيين بأن جزءا في الحكومة أصبح يربك بمواقفه اي تقدم في جهود تحالف إستعادة الشرعية , وأكثر من ذلك لا يترددون في القاء التبعات كلها على الرئيس المحاصر منهم وشرعيته(المخترقة) من الطابور السابع(الشابع) حوله الذي يسيطر على ادارة مؤسسة الرئاسة وجزء من قراراتها ..
وقد يكون ذلك بنظر السعوديين هو المدخل السحري لامتصاص نقمة المنقلبين وطمأنتهم , ليتولوا دور المصلح القبلي , لكن اشتراطات الطرف الآخر لم تقف عند مطلب إزاحة الإصلاح وعلي محسن(الذرائع) وحدهم , فذلك لا يكفي مع وجود رئيس(عرز) مثل عبدربه منصور هادي يحول دون تمكينهم وتمرير ما يريدون .
فالانتقاليون يرغبون في إزاحة طابور الإصلاحيين المؤثر على الرئيس لكنهم لم يثبتوا حسن نواياهم في الاقتراب منه وتمادوا أكثر في الاستهانة به ومحاولة التوغل في منطقته ومسقط رأسه .
ولم تكن فزاعة الإخوان المسلمين والإرهاب سوى جسر عبور مؤقت للتخلص من هادي نفسه او اضعافه أكثر مما هو عليه الآن بمسمى(إعادة التوازن الى مؤسسة الرئاسة) , ولا خيارات للانقلابيين إلا بالقرصنة على سلطات الرئيس الفعلية ونقلها الى نائب منهم يفرضونه على التحالف أو استمرار مسلسل الابتزاز والتحرش الشامل بتفجير الأوضاع العسكرية كلها في الجنوب وارباك المملكة السعودية نفسها المتضرر الأكبر من تداعيات الأوضاع في اليمن على حدودها.
ومن الغباء السياسي ان يفهم مجلس الانتقالي تلميحات السفير الأمريكي السابق وغيره ان ما قاموا به ليس( انقلاب) على أنه ضؤ اخضر ومباركة لأي تصعيدات أسوأ , فبنوا حسابات إسقاط محافظة أبين أمس عليه , وكذلك بسبب يأسهم من رفض اشتراطاتهم المسبقة على الجميع لقبولهم بالحوار او حتى(الحمار).
ولا معنى حقيقي لتبني مؤتمر في الرياض او جدة لا يستوعب باقي مكونات الطيف السياسي الجنوبي الفاعلة الأخرى .. والأخطر من ذلك إن الإمارات عارضت بشدة نقل ملف الانقلاب إلى أروقة الأمم المتحدة لتورطها فيه وإبقاء أدواتها المحلية جاهزة ومتحفزة تحت الطلب لمهمات قادمة.
ولعل تمدد سرطان الانقلاب إلى محافظة أبين وتوقيته قبيل لقاءات الرياض جدة محاولة ابتزاز رخيصة لن تدفع الطرف الآخر الى الرضوخ وتسليم رقبته للانتهازيين بل قد تدفع الى تصعيد يمني دولي ضد الإمارات نفسها .
ومن نتائج الغباء السياسي للانتقاليين أيضا ان تماديهم في تعقيد الأوضاع الأمنية في جنوب اليمن سوف يعزز من مواقع من يسمونهم (الإخوان المسلمين) لدى السعودية بوجه خاص التي لم تعد مسألة الوحدة اليمنية او اعادة الشرعية او حتى انفصال الجنوب أهم عندها من تهديد التمدد الإيراني الحوثي القائم على حدودها ووجودها.
ومن الغباء عندما يقولون أيضا إننا نقوض الدولة ونخرب مؤسساتها ونعترف بالرئيس , ما يعكس حالة أزمة ثقة بعدالة قضيتهم وأنهم فقط يحتاجون للرئيس هادي ك(جمل معصرة) يختصرون به الحصول على وهم شرعية دولية مستحيلة عدا عدم اعتراف مكونات الداخل الجنوبي نفسه بهم او تفويضهم للانتقالي بتمثيلهم .. وهناك فرق شاسع بين الدهاء السياسي والمكر السيء الذي لا يحيق إلا بأهله.
صحيح جدا ان المجتمع الدولي وهيئاته لم يصدروا ادانات واضحة للانقلاب او معاقبة الجناة لكنهم لم ولن يحصلوا أيضا على مجرد وهم او سراب اعتراف مستحيل بهم .. وليسألوا من قبلهم الأكراد أو والتركمان والاسبان .. فما بالنا بمن يطالب بالانفصال في ظل حرب وطنيةو إقليمية ودولية كالتي نحن عليها في اليمن.
* سلفية ولي الأمر .. وولي الخمر*
واعلموا أن الذي حرر الساحل الغربي واخترق عمق الحديدة هم جنود الشرعية , ألوية العمالقة(سلفية ولي الأمر) الذي تتآمرون لاسقاط رئيسهم والتخلص منه بأي وسيلة وثمن , وليست قوات سلفية( ولي الخمر) ولا جنود الإمارات والمليشيات المختبئة في الجحور وتجير وتنسب انتصارات غيرها باسمها .. وكلما علموا بتشييع شهيد من العمالقة يحشرون أنفسهم قبل الدفن لرفع العلم(الجنوبي) فوق جنازاته , وهذا دأب من زعموا انهم أيضا حرروا عدن هم وليس ابناؤها.
ولا يتعضون من صاحبهم هاني بريك (المدخلي) الذي ورطهم في الانقلاب الأخير ونكب بهم شر نكبة بارتكاب مجزرة بوابة معاشيق وما بعدها من مئات الضحايا المدنيين وعسكريين لن يغفل عن دمائهم الطاهرة لا أرحم الراحمين ولا اولياء الدم..( ونمد لهم في طغيانهم يعمهون).
أما دولة العمارات المتحدة عندما احتاجت لعبدربه منصور هادي لانقاذها من مستنقع الحديدة استنجدت به أواخر العام الماضي لإقناع قوات العمالقة بالوقوف معها في معركة الحديدة ضد الحوثيين , وفرشوا له السجاجيد الفاخرة الأنيقة والورود الفواحة في زيارته الى(ابو ظبي) وهيأوا قصره في معاشيق بالفل والرياحين والبخور ثم عادوا اليوم ليطعنوه بادواتهم المسمومة في الظهر , فقد تعامل معهم عبدربه بشهامة البدوي وعقليته النظيفة وغدروا به هم للمرة الثانية من حيث لا يتوقع .. وصدق فيهم قوله تعالى(لا يرقبون فيكم إلا ولا ذمة) أي أنهم لا يرعون لكم عهدا ولا يصونون حرمة دم ونفس المسلم من الاستباحة.
** وبعد هذه نصيحتي لاخواني وابنائي في كل مكونات الحراك الجنوبي السلمي والدموي أيضا .. الصراع اليوم في المنطقة ليس بين من يريد الوحدة او الانفصال , والدول الكبرى مستغرقة بمشاكلها ومصالحها الكبرى في بحر العرب والبحر الأحمر والخليج وغيرها , وليس أفضل لكم من نهج ووسيلة النضال السلمي لفرض المطالب والمعادلات لتغيير الانطباع الأخير عن الجنوب الذي اظهره الانتقاليون كبيئة طاردة (مؤذية) مؤرقة لمستقبل السلم المطلوب في المنطقة ..
ومثلما احتكمت الوحدة لقواعد التراضي وفرض الطرف الجنوبي لها وسعيه الى تحقيقها برضاه وقناعاته واختياره فإنها أيضا ليست قيدا ابديا او (مسمار جحا) ولاهي ايضا شماعة لاشاعة روح ثقافة الكراهية والعنصرية البغيضة بين وضد البسطاء .. وغالبا ما مثلت هذه الوحدة إرادة ومصالح دولية فوق رغبة قيادات وابناء الشطرين أنفسهم .. فأطلق عليها العرب والأمريكان (وحدة آبار النفط)** ..
وقد لا يكون الانفصال أفضل مثلما لن تكون الوحدة قيودا , ولكن احترموا رغبة وخيارات بعضكم فقط ليبنى اي كيان آخر بديل على أساس الكرامة والمواطنة المتساوية والأخوة في الإنسانية, لأن ما يحصل بين مكونات قوى الطيف السياسي والاجتماعي الجنوبي هو صنيعة التطرف الداخلي وعقلية الهيمنة والاستحواذ وفرض الإرادات الخاصة على الآخر(الشريك الوطني) بالهمجية الفجة.
عندما غاب العقلاء ترك العالم الشمال والجنوب ليتقاتلوا ونسيتهم حتى وسائل الإعلام الكبرى , وعندما ظن الجنوب إنه قد استقل عن الشمال(نسبيا) طغى بعضه على بعض قبل أن تنضج مبررات وجود كيان مستقل او كونفدرالي او فيدرالي مع نفسه او مع غيره.
لا نكون أبدا كمثل حال المرأة التي كان زوجها المحكوم عليه يتهيأ لحبال المشنقة وهي تشير إليه من وسط الجمهور المحتشد لاعدامه وتلعق(تلحس) اصبعها لتذكره إنه لم يشتري لها العسل الذي وعدها به ..!!.
** هامش : وحدة آبار النفط : مصطلح سياسي أطلقه في بداية تسعينيات القرن الماضي باحث أمريكي للدلالة على وجود مناطق ثروات نفطية ومعدنية وغازية مشتركة بين شطري اليمن في حدود مأرب وشبوة كانت أبرز الضمانات والمحفزات لمباركة الدول الكبرى قيام دولة موحدة في اليمن.
[20/‏8 20:05] عبدالفتاح الحكيمي: الرئيس هادي ليس( جمل معصرة)!
بقلم /عبدالفتاح الحكيمي.
لتشخيص وتصنيف ما حدث في عدن ومن بعدها في ابين يبدو أننا بحاجة إلى إحالة الموضوع الى لجنة الاهلة والأعياد والفلكيين وقارئة الفنجان , لأنه لم تثبت بعد رؤية هلال (الانقلاب) ولا دلائله ولا حتى القران ايضا , وبحاجة كذلك الى مأذون شرعي وقضاة ليتأكدوا إن ما حدث هو زواج متعة سياسي مؤقت أو دائم ام اغتصاب مبيت للسلطة !!.
وبكل برود وجبر خواطر ومواساة يظهر علينا ناطق التحالف العربي تركي المالكي بعد أسبوعين من الكارثة لاعلان اكتشافه البارد والمتأخر إن ما حدث : هو تصعيد خطير من قبل الانتقاليين .. (الله أكبر ولله الحمد) , ولكنه يضر بالتحالف أكثر من غيره ( قرحت الشرعية) , ويذكر بالضحايا والخسائر التي تسبب فيها الجناة لسكان عدن الآمنين , ولكن على على طريقة( عيب ياعيال .. يخس عليكم يا بلا أدب ).. قمة الحزم والعزم خصوصا بعد إلقاء قنابل ضوئية على معسكر مختار الردفاني تشبه المفرقعات الخاصة باحتفالات رأس السنة وعيد الأضحى والمناسبات الوطنية.
الرئيس هادي من جهته يجتمع بأركان حكمه متأخرا ويوزع عليهم الابتسامات والتهاني , ثم يوجه الشكر الخالص للمملكة (مجانا) لوجه الله الكريم , ونعلم من هو القائل , ولكن لا نعلم ما هي المناسبة والضرورة .. وبعد ذلك لا نستغرب اذا توجه الهادي بجزيل الشكر والامتنان للانقلابيين انفسهم أيضا من ناحية وطنية أقل شيء كلهم عيال الجنوب , فالاقربون اولى بالمعروف ..
وما كاد ينفض اجتماع مولانا الرئيس إلا وتتشكل خلية خاصة لمتابعة وتقييم ورصد وعصد الموقف في عدن .. ولم تكتمل الفرحة الا بعد ساعتين فقط مع تلقي غرفة عمليات (الخلية الخاصة) خبر لطمة عسكرية في أبين ليل امس , بعد محاصرة مليشيات الحزام الامني لمعسكر القوات الخاصة كانت أشبه بتحية رفاقية خاصة تعكس حرص ورغبة طرف الانتقالي الملحة والصادقة في تلبية دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك المفدى والمهاب سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله الى مؤتمر خاص بين الفرقاء الجنوبيين في الرياض او جدة لحلحلة تداعيات ومخاطر انقلاب عدن.
* التواطؤ مع الانقلاب *
أغرى التراخي وتهاون المجتمع الدولي وموقفه(الصامت) حتى الآن إزاء الانقلابيين في عدن رغم حجم الضحايا وغزارة الدماء والخراب بتماديهم أكثر وإضفاء تعقيدات جديدة للأوضاع على الأرض , ليس آخرها الاستيلاء على كل اسلحة ومعدات الوية الحماية الرئاسية , واخفاؤها في مناطق وقرى التمرد في الحبيلين ويافع والضالع .
وما هو معلن من تظاهر مراوغ باستجابة الانتقالي لمطالب التحالف يقابله إصرار على الأرض في بلوغ سيناريو الانقلاب حد الثمالة والاجهاز على ما تبقى من رمزية شكلية للشرعية, فرفعوا حالة الجاهزية واليقظة لمحاصرة ما تبقى من اطلالها في عدن .
ولا يخلو الاعلان عن الانسحاب من بعض المعسكرات بعد افراغ ونهب اسلحتها من مفارقات , فاعادوا الانتشار هذه المرة في محيطها وفي نقاط تماس حولها والتقطع لأفراد الحماية الذين عاد بعضهم إلى معسكرات خاوية على عروشها وكروشها ومنعوهم حتى من حراسة البنك المركزي وسلب أسلحتهم الشخصية .. واحاطوا كل منشأة يسلمونها للجنة السعودية الإماراتية المشتركة بخلايا مقابلة جاهزة للانقضاض.
ويتماهى السعوديون فجأة مع خطاب الانقلابيين بأن جزءا في الحكومة أصبح يربك بمواقفه اي تقدم في جهود تحالف إستعادة الشرعية , وأكثر من ذلك لا يترددون في القاء التبعات كلها على الرئيس المحاصر منهم وشرعيته(المخترقة) من الطابور السابع(الشابع) حوله الذي يسيطر على ادارة مؤسسة الرئاسة وجزء من قراراتها ..
وقد يكون ذلك بنظر السعوديين هو المدخل السحري لامتصاص نقمة المنقلبين وطمأنتهم , ليتولوا دور المصلح القبلي , لكن اشتراطات الطرف الآخر لم تقف عند مطلب إزاحة الإصلاح وعلي محسن(الذرائع) وحدهم , فذلك لا يكفي مع وجود رئيس(عرز) مثل عبدربه منصور هادي يحول دون تمكينهم وتمرير ما يريدون .
فالانتقاليون يرغبون في إزاحة طابور الإصلاحيين المؤثر على الرئيس لكنهم لم يثبتوا حسن نواياهم في الاقتراب منه وتمادوا أكثر في الاستهانة به ومحاولة التوغل في منطقته ومسقط رأسه .
ولم تكن فزاعة الإخوان المسلمين والإرهاب سوى جسر عبور مؤقت للتخلص من هادي نفسه او اضعافه أكثر مما هو عليه الآن بمسمى(إعادة التوازن الى مؤسسة الرئاسة) , ولا خيارات للانقلابيين إلا بالقرصنة على سلطات الرئيس الفعلية ونقلها الى نائب منهم يفرضونه على التحالف أو استمرار مسلسل الابتزاز والتحرش الشامل بتفجير الأوضاع العسكرية كلها في الجنوب وارباك المملكة السعودية نفسها المتضرر الأكبر من تداعيات الأوضاع في اليمن على حدودها.
ومن الغباء السياسي ان يفهم مجلس الانتقالي تلميحات السفير الأمريكي السابق وغيره ان ما قاموا به ليس( انقلاب) على أنه ضؤ اخضر ومباركة لأي تصعيدات أسوأ , فبنوا حسابات إسقاط محافظة أبين أمس عليه , وكذلك بسبب يأسهم من رفض اشتراطاتهم المسبقة على الجميع لقبولهم بالحوار او حتى(الحمار).
ولا معنى حقيقي لتبني مؤتمر في الرياض او جدة لا يستوعب باقي مكونات الطيف السياسي الجنوبي الفاعلة الأخرى .. والأخطر من ذلك إن الإمارات عارضت بشدة نقل ملف الانقلاب إلى أروقة الأمم المتحدة لتورطها فيه وإبقاء أدواتها المحلية جاهزة ومتحفزة تحت الطلب لمهمات قادمة.
ولعل تمدد سرطان الانقلاب إلى محافظة أبين وتوقيته قبيل لقاءات الرياض جدة محاولة ابتزاز رخيصة لن تدفع الطرف الآخر الى الرضوخ وتسليم رقبته للانتهازيين بل قد تدفع الى تصعيد يمني دولي ضد الإمارات نفسها .
ومن نتائج الغباء السياسي للانتقاليين أيضا ان تماديهم في تعقيد الأوضاع الأمنية في جنوب اليمن سوف يعزز من مواقع من يسمونهم (الإخوان المسلمين) لدى السعودية بوجه خاص التي لم تعد مسألة الوحدة اليمنية او اعادة الشرعية او حتى انفصال الجنوب أهم عندها من تهديد التمدد الإيراني الحوثي القائم على حدودها ووجودها.
ومن الغباء عندما يقولون أيضا إننا نقوض الدولة ونخرب مؤسساتها ونعترف بالرئيس , ما يعكس حالة أزمة ثقة بعدالة قضيتهم وأنهم فقط يحتاجون للرئيس هادي ك(جمل معصرة) يختصرون به الحصول على وهم شرعية دولية مستحيلة عدا عدم اعتراف مكونات الداخل الجنوبي نفسه بهم او تفويضهم للانتقالي بتمثيلهم .. وهناك فرق شاسع بين الدهاء السياسي والمكر السيء الذي لا يحيق إلا بأهله.
صحيح جدا ان المجتمع الدولي وهيئاته لم يصدروا ادانات واضحة للانقلاب او معاقبة الجناة لكنهم لم ولن يحصلوا أيضا على مجرد وهم او سراب اعتراف مستحيل بهم .. وليسألوا من قبلهم الأكراد أو والتركمان والاسبان .. فما بالنا بمن يطالب بالانفصال في ظل حرب وطنيةو إقليمية ودولية كالتي نحن عليها في اليمن.
* سلفية ولي الأمر .. وولي الخمر*
واعلموا أن الذي حرر الساحل الغربي واخترق عمق الحديدة هم جنود الشرعية , ألوية العمالقة(سلفية ولي الأمر) الذي تتآمرون لاسقاط رئيسهم والتخلص منه بأي وسيلة وثمن , وليست قوات سلفية( ولي الخمر) ولا جنود الإمارات والمليشيات المختبئة في الجحور وتجير وتنسب انتصارات غيرها باسمها .. وكلما علموا بتشييع شهيد من العمالقة يحشرون أنفسهم قبل الدفن لرفع العلم(الجنوبي) فوق جنازاته , وهذا دأب من زعموا انهم أيضا حرروا عدن هم وليس ابناؤها.
ولا يتعضون من صاحبهم هاني بريك (المدخلي) الذي ورطهم في الانقلاب الأخير ونكب بهم شر نكبة بارتكاب مجزرة بوابة معاشيق وما بعدها من مئات الضحايا المدنيين وعسكريين لن يغفل عن دمائهم الطاهرة لا أرحم الراحمين ولا اولياء الدم..( ونمد لهم في طغيانهم يعمهون).
أما دولة العمارات المتحدة عندما احتاجت لعبدربه منصور هادي لانقاذها من مستنقع الحديدة استنجدت به أواخر العام الماضي لإقناع قوات العمالقة بالوقوف معها في معركة الحديدة ضد الحوثيين , وفرشوا له السجاجيد الفاخرة الأنيقة والورود الفواحة في زيارته الى(ابو ظبي) وهيأوا قصره في معاشيق بالفل والرياحين والبخور ثم عادوا اليوم ليطعنوه بادواتهم المسمومة في الظهر , فقد تعامل معهم عبدربه بشهامة البدوي وعقليته النظيفة وغدروا به هم للمرة الثانية من حيث لا يتوقع .. وصدق فيهم قوله تعالى(لا يرقبون فيكم إلا ولا ذمة) أي أنهم لا يرعون لكم عهدا ولا يصونون حرمة دم ونفس المسلم من الاستباحة.
** وبعد هذه نصيحتي لاخواني وابنائي في كل مكونات الحراك الجنوبي السلمي والدموي أيضا .. الصراع اليوم في المنطقة ليس بين من يريد الوحدة او الانفصال , والدول الكبرى مستغرقة بمشاكلها ومصالحها الكبرى في بحر العرب والبحر الأحمر والخليج وغيرها , وليس أفضل لكم من نهج ووسيلة النضال السلمي لفرض المطالب والمعادلات لتغيير الانطباع الأخير عن الجنوب الذي اظهره الانتقاليون كبيئة طاردة (مؤذية) مؤرقة لمستقبل السلم المطلوب في المنطقة ..
ومثلما احتكمت الوحدة لقواعد التراضي وفرض الطرف الجنوبي لها وسعيه الى تحقيقها برضاه وقناعاته واختياره فإنها أيضا ليست قيدا ابديا او (مسمار جحا) ولاهي ايضا شماعة لاشاعة روح ثقافة الكراهية والعنصرية البغيضة بين وضد البسطاء .. وغالبا ما مثلت هذه الوحدة إرادة ومصالح دولية فوق رغبة قيادات وابناء الشطرين أنفسهم .. فأطلق عليها العرب والأمريكان (وحدة آبار النفط)** ..
وقد لا يكون الانفصال أفضل مثلما لن تكون الوحدة قيودا , ولكن احترموا رغبة وخيارات بعضكم فقط ليبنى اي كيان آخر بديل على أساس الكرامة والمواطنة المتساوية والأخوة في الإنسانية, لأن ما يحصل بين مكونات قوى الطيف السياسي والاجتماعي الجنوبي هو صنيعة التطرف الداخلي وعقلية الهيمنة والاستحواذ وفرض الإرادات الخاصة على الآخر(الشريك الوطني) بالهمجية الفجة.
عندما غاب العقلاء ترك العالم الشمال والجنوب ليتقاتلوا ونسيتهم حتى وسائل الإعلام الكبرى , وعندما ظن الجنوب إنه قد استقل عن الشمال(نسبيا) طغى بعضه على بعض قبل أن تنضج مبررات وجود كيان مستقل او كونفدرالي او فيدرالي مع نفسه او مع غيره.
لا نكون أبدا كمثل حال المرأة التي كان زوجها المحكوم عليه يتهيأ لحبال المشنقة وهي تشير إليه من وسط الجمهور المحتشد لاعدامه وتلعق(تلحس) اصبعها لتذكره إنه لم يشتري لها العسل الذي وعدها به ..!!.
** هامش : وحدة آبار النفط : مصطلح سياسي أطلقه في بداية تسعينيات القرن الماضي باحث أمريكي للدلالة على وجود مناطق ثروات نفطية ومعدنية وغازية مشتركة بين شطري اليمن في حدود مأرب وشبوة كانت أبرز الضمانات والمحفزات لمباركة الدول الكبرى قيام دولة موحدة في اليمن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.