من أمام داري الناس ساحه وغاديه ..مبندقين بأصناف الأسلحة ..ويحملون الجعب والذخائر… ولست ادري كيف ذكرني ذلك ..باإختلافي منذ أيام فوارط مع ابن عمي بدر صايل .. نتيجة الاحداث التي تعصف بالبلد… وياعم منصور يامروح البلد ..سلم على اهلي شيبتهم والولد .. وعموما أنا شرعي وابن عمي انتقالي ..والاختلاف فيما بيننا على أشدة ..ساري وقائم ..حتى كتابة هذا المنشور… حيث يقول بدر صايل ..وفي تعليق على الملا وامام العامة ..إذا اعتقلوك قلهم ..انا في وجه بدر صايل .. ولان تعليق هذا البدر سبب لي شغله ..أي شئله بمقولة اهل مودية الاحرار ..وعليه فمثل هؤلاء القوم ..ومن هم على شاكلة بدر صايل .. لاياتمنون ..ولايعرفون إلا لغة واحدة معي او ضدي ..وعموما انا عندي بندقية بلغارية ..اشترتها أمي لي في مطلع الثمانينات… من العم ناصر احمد سمقه ..طيب الله ثراة وجعل الجنه ماواه ..اشتريناها منه مقايضه بعجل ..وبثمن بخس فقد قدرها ..وزهد في قيمتها .. مقدرا في ذلك أمي الارملة واولادها الايتام ..وزادنا مبلغ كبير من المال واخذ العجل .. وقبيلة اهل سمقه تنحدر من قبيلة اهل امارم ..المنتمي إليها الرئيس عبدربه منصور هادي .. وباتت يضرب بها الامثال ..حتى يومنا هذا من حيث الكرم والمروة ..وصارت حديث سارت به الركبان ..وتناقلته العربان .. ففي قديم الزمان جاورهم ربيع ..وسكن الى جانب مضاربهم وديرانهم ..فاكل الذئب عليه عنزة ..وحينما علم جدهم ابن سمقه… بذلك ذهب الى الجار ... وقاله ادخل مرابض اغنامنا ..وخذ لك عنزتين بديلا لعنزتك التي اختطفها الذئب ..بعدها صارت القبائل تضرب بهم المثل ..من حيث السخئ والكرم .. حيث يقول يارجل انت لست بر سمقه الذي خلص على امذيب ..أي سدد عليه .. اعود إلى بندقيتي ..فقد كانت في سحارة ..محتفظ بها أمي ولاتعطيني اياها ..الا فيما ندر من المناسبات .. وحينما حالت علي الأيام ..رحلت من البادية ..وانا حزين اجر خيبة الامل على فراق قريتي ..جنتي وفردوسي الضائع ... اتذكرها كلما ألمت بي المحنات وتقدمت بي السنون ..فقد سالت دموعي ذات يوما على فراقها ..كما سالت دماء جروحي على ترابها .. استقر بي الحال في مدينة مودية ارض الليم والبوبيه .. وعند تاهبنا للرحيل من القرية ..دفعت امي البندقية ..لزوجتي أم الحسين ..واوصتها بالاحتفاظ بها .. وبالمثل وضعتها أم الحسين في صندوق ..خشبي كبير يحمل اقراضنا ..وحينها شكوت لأم الحسين ..وشكوت من حور مابي شكوت ظلم الحبيب .. لحالما المت بي ظنون وهواجس ..فتخيلت نفسي أنني رجل مهم ومطلوب للاعتقال ..كسجين رأي ..وانا لا لي في البطه ولا في السليط ..رجل شايب .. ولا انتمي لأي حزب ولا عندي مسؤلية ..راجعتني أم الحسين ان اترك هذه الاوهام ..فلم اذعن ولم اقتنع ..وزدت حلفت بأغلظ الايمان .. على من تقرررب واقترب لداري ..لأنطيته حبه في الكبة على مقولة اهل باكازم الدهماء… وضعت البندقية بجانبي وكانها افعى ..فهجرني النوم وطار من عيني ..وتخيلت ان هناك امام الباب اناس ... منتظرين خروجي ..وبايلقون علي القبض ..واصابني الارق ..وانا من عوائدي ..انام الساعه التاسعه ..على اقل تقدير .. ثم ذكرتني بندقيتي منتصف الثمانينات ..وكانت لنا أيام ياصاح ..ومع صوت كوكب الشرق أم كلثوم ..والقمر يشدو موال وخاطر على البال… في سماء قريتي حيث تقول ثومه كانت أيام ..تعالى لي أوام ..ويامسهرني .. كانت أم الحسين تراقب الموقف عن كثب ..وتشفق علي ..بعكس ام ريحان التي نامت بدري ..نهضت ام الحسين مع الهزيع الاخير من الليل .. وسحبت البندقية من جانبي والتي سببت لي ارق ومرض ومليل ..فلم اعترض على ذلك .. ونمت على الفور .. ومااطال النوم عمرا ولاقصر في الاعمار طول السهر ..وشر البلية مايضحك .. بقلم محمد صايل مقط ..