تزوجت أم الحسين على الطريقة التقليدية لعادات وتقاليد ريف أبين أرض البدو والرعيان ..كانت بارعة الجمال وممشوقة القوام يغلب على طباعها الحياء وحمرة الوجه ..واحمر من خفريهما خداك ..وتعطلت لغة الكلام وخاطبت عيني في لغة الهوى عيناكي ..لم تكن تقوى أم الحسين ان تضع عينيها في عيني محدثها ..وهذا مايروق لي ويسحرني في نور عيني ..لم يصطلح لنا الدهر فقد تتابعت النكسات في حياتي تلو الاخرى واصبحت بين الخطوب والإرزاء ..حملت أم الحسين بولدنا البكر وحالما وضعت به وفي يوم وانا عائدا إلى الدار وجدت أم الحسين تبكي بكاءا مريرا وشاركتها في البكاءوالنحيب ريثما اكتشفنا صغيري من انه اصم وابكم ثم مالبثت ام الحسين حتى انجبت ثلاث بنات كلهن صم وبكم كأنهن اقمار الليالي .. تجسدت المناعه لدينا وأيقنا بالقناعه انا وام الحسين وحمدنا الله الذي لايحمد على مكروة سواه وقد عوضنا بعد منتصف العمر بأربعه اولاد إصحاء يسمعون وينطقون وفي احد الأيام أشارة علي أمي أن ارحل من الريف ليتعلموا اولادي المعاقين حرفة الخياطة والهندسة ليقتاتون بها على انفسهم في زماننا هذا الردي وآه من زماني هذا وزماني يازماني ..رحلت من مضارب الباديه وتبادلوا أمي واولادي الصم الوداع بلغة الاشارة وسلم ولو حتى بكف الاشارة يامن على قلبي وليت الامارة وقد كان وداع لازالت اثارة تنكى عروق قلبي حتى اليوم ولن أنسى طول ماحييت امي وهي تداري وتشيح بوجهها حتئ لا ارى دموعها المدرارة وتوصيني بالارض وبأخوتي ومن ذا الذي يستوصي بي ياأماه وانا والله اولى بالوصيه والشفقه من غيري ..رحلت من الباديه واستقر بي الحال بمدينة مودية الحبيبة ولاتسألوني عن حبي وهيامي لموديه فالمحبه ولاشي في المحبه لوم .. تباركت بهذه المدينة الطيبة بطيبة وعفة اهلها وتزوجين بناتي بمودية المعاقات بالصمم وانجبن لي احفاد كأنهن زهراة الربيع ومن لم يهزة الربيع وازهارة والعود واوتارة فاقد المزاج ليس له علاج ..تحسنت معيشتي ولاذ لي الدهر بالصلاح ..لكنني فقدت الهدوا والاستقرار النفسي والتأمل في الطبيعه في بوادي قريتي ومجاورة الاحراش افتقدها كلما تقدمت بي السنون فهي جنتي وفردوسي الضائع ولي فيها ذكريات من السنين الخوالد ..طلوع القمر وهو يشدو موال وخاطر على البال وعلى صوت أم كلثوم من مذاعي الصغير وهي تبدد وحشة الليل قائلتا ..انا عندي حنين مابعرف لمين ..وقل لزمان ارجع يازمان .. بقلم محمد صائل مقط