الحكمه تقال (حدث العاقل بما لايعقل فإن صدق فلا عقل له) كل يوم ، وفي كل شعوب العالم ، وفي كل دولة هناك يحدث حروب و حوارات مستمرة ساخنة وباردة ، مباشرة وغير مباشرة، واسعة وضيقة، طويلة وقصيرة، بين مختلف الفئات والاحزاب في شتى القضايا، وفي الوقت نفسه نستقبل مئات بل آلاف الأخبار الكاذبة من مختلف وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، ومن وسائل التواصل الاجتماعي ومن خلال التجارب البشرية الواسعة وعلى رأسها تجارب الرسل والأنبياء – عليهم السلام- ثم المفكرين والعلماء من مختلف البقاع ، نستطيع القول إن ثمرة الرسالة هي وسائل الاعلام هي من تحدد خارطة في هذة الزمان الاقناع، وعلى مقدار دقتك في المصداقية يكون وضوح الطريق، فضبابية الطريق سببها ضبابية الاجابه مصداقية الخبر وهذا يتطلب منك استخدام عدسة لتحديد موضوعك بدقة ، فلا تستلم لأقرب إجابة ، بل عليك الغوص في نفسك واستخراج قضيتك من أعماقها ، ولا تستحقر قضيتك ولو كانت صغيرة في نظرك فكما قال الشاعر: لا تُحقِّرنَّ صغيرة إن الجبالَ من الحصي. نقول لقناء العربية والحدث الرجوع إلى الحق أولى من التمادي في الباطل، فهل أنتي مقتنع أن أخباركم علي حق؟ ليس كل ما وصلنا حقاً وليس كل ما رفضناه باطلاً، فقبل تصدير الخبر عليك التأكد من صحتها وصدقها ، وهذا يكون بالنظر في أدلتك ثم التأمل في مصداقية تلك الأدلة من حيث النقل والعقل، وتلك الاخبار طويلة ليس مجال الحديث عنها الآن ، لكن ضع نصب عينيك :”ان القضيةالجنوبيه لم تتشرف بان تتحدث عنها ولاعن انتصاراتها يعرفها القاصي والداني لماذاتسعى الحدث جاهده في الاقناع في طمس هوية شعب الجنوب ؟ وهنا عليك الدخول إلى قلب الحدث كما تدعين وتلمسي دوافعيك نحو القول أو العمل ، فلكل عمل محرك وعلى مقدار قوة ذلك المحرك تكون الحركة ، وبمعنى آخر ما نيتك في الاقناع ؟ أهي تحقيق النصر الشخصي والعلو الذاتي أم مرادك رضا ربك ؟ أم هو كسبٌ ماديٌ أو معنوي؟ أو غير ذلك. واحذر من المغالطة الحزبية هنا ، فإيّاكي أن تتلاعب بكي نفسك أو أحزاب الشياطين فيوهموك بدوافع عن الحق لتحريك محركك ويتسلقوا عليك. من أكبر الأخطاء في قناه الحدث مخاطبة الكل بطريقة واحدة ، فلكل عبد مفتاح ولكل عقل مدخل ، فالرجل غير المرأة ، والطفل غير الكبير، والمثقف غير العامي ، وغير ذلك، فحين بعث الرسول الصحابي الجليل معاذاً إلى اليمن قال له ” إنك تأتي قوماً اهل كتاب“ عندما تكون القضية ملحة أكثر حين تكون رسالتك جماعية كاقنوات فضائية عربية ليس قناة عبريه ، عندها يتطلب الأمر مصداقية الخبار بشكل أوسع وعلم أدق وأوثق. ليس كل أحد مناسب لكل موضوع ، وليس واحداً مناسباً لكل موضوع ، وليس هناك موضوعاُ يناسبه أي أحد، فهذا أبو جهل يقول :” تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف أطعموا فأطعمنا وحملوا فحملنا وأعطوا فأعطينا حتى إذا تجاثينا على الركب وكنا كفرسي رهان قالوا منا نبي يأتيه الوحي من السماء فمتى ندرك هذه والله لا نؤمن به أبدا ولا نصدقه. ،لقد كان رفضه للرسالة المحمدية كون محمداًr من بني عبد مناف ، ما رأيك لوكان النبي من قبيلة أبي جهل هل سيؤمن؟ إذا أردت قبولاً ضعيفاً أو لا قبول فعليك بالمواجهة المباشرة ، الاقناع ليس عملية حرب جيوش لكنها حرب أفكار وعقول، عملية تسلل إلى ذهن المقابل وزرع الفكرة بقبول منه دون مقاومة كبيرة ، وهذا يستدعي -بلا شك- دراسة متأنية ومراجعة واقعية لأفضل الطرق والوسائل في العرض. وعند المتابعه لوسائل الاعلام معاصرة مثل قناة الحدث تختلف بختلاف ألوانها وبتعدد توجهاتها ، سيلحظ حرصها على اسقاط افكارها من المصداقية وفي منطقة ” العقل ولاواعي” وهي المنطقة التي يستسلم فيها العقل للفكرة ويمررها دون عناء، لكن هذا الفن يتطلب الكثير من الجهد والعمل الدؤوب، وهذا أحد أسرار الإجابة على سؤال يطرحه الكثير من الناس: لماذا تتحمل القنوات التكاليف الباهظة ، مع أن أغلبها لا تربح؟ والجواب لان غالب تلك القنوات وغيرها لهم رسالة يرغبون اقناع الناس بها لذا فهم يتحملون التكاليف من أجل الاقناع. لماذا فشله قناة الحدث في مصداقية الرسالة؟ من أبرز أسباب فشل العديد من القنوات الاخبارية وضعف نجاحها، ضعف مصداقية الراساله لها، وخاصة حينما يكون الموضوع متعلقاً بالنفس البشرية، ونضال شعب ومن الطبيعي أن تسأل لماذا كل هذا الحروب ؟ تجيبك الآية الكريمة بعدها “(إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا ) فهذا الحروب مطيع مساعد