البيان الذي بثته قناة اليمن المسمى ببيان الرئاسة اليمنية بحد ذاته انقلاب على شرعية الرئيس هادي وإعلان حرب على التحاف العربي بما تضمنه من هجوم على دولة الإمارات العربية المتحدة الشريك الفاعل مع السعودية في قيادة التحالف. ومن المعروف أن الرئيس هادي هو الرئيس الشرعي المنتخب لليمن المعترف به دوليا ولا يوجد لليمن هيئة رئاسة مخولة تقوم بتحمل مسئولية الرئيس في غيابه إلا بتكليف فكيف هو الحال إذا كان الرئيس موجود حيا يرزق وبكامل قواه, كي يقوم نائبه ومدير مكتبه ورئيس الوزراء ونائبه يقومون بالتجاوزات ويستخدمون صلاحياته ويصدرون بيانا باسم الرئاسة زورا وبهتانا وبدون علمه! وبهذا التصرف يكونون قد انقلبوا على شرعية الرئيس هادي ونصبوا لهم رئيسا بدلا عنه هو نائبه أوأنهم شكلوا هيئة رئاسة ( مجلس رئاسة ) من خمسة أشخاص ثلاثة شماليين واثنين جنوبيين, علي محسن الأحمر ومعين عبدالملك وعبدالله العليمي وأحمد الميسري وصالح الجبواني. يأتي صدور البيان كرد فعل لدولة الإمارات العربية المتحدة التي قامت بقصف الكم الهائل من مخزون الأسلحة في مأرب بعد أن تبين للتحالف العربي أن مأرب وكر الإرهاب ومصدر كل الجماعات الإرهابية مما أثار غضب وغيظ تلك القيادات المعروفة برعاية الإرهاب وضم عناصره في الحكومة الشرعية, تبين ذلك واتضح من تلك الترسانة العسكرية الضخمة والآلة الحربية الجبارة التي لم تحرك ساكن ضد الحوثيين على مدى أكثر من 4سنوات ولكنها خلال 12 ساعة تدفقت في الجنوب عبر شبوة ثم أبين حتى وصلت لعدن. فتلك القوات لا تشكل خطر على الجنوب وحده, ولكن أيضا تشكل خطر على أمن وسلامة المملكة العربية السعودية وخاصة أنها بيد حزب الإصلاح اليمني المصنف سعوديا تنظيما إرهابيا. وهي أي القوات الشمالية في مأرب بإمكانها أن تجتاح أراضي المملكة والإمارات خلال 24 ساعة . ولا يستبعد حدوث ذلك وخاصة أن الحوثيين والإخوانجيين على وشك التحالف فيما بينهم بعد التقارب الذي حصل بينهم وحل خلافاتهم برعاية قطروإيران ، إذا بقى الحال على ما هو عليه ودون قيام دولة الجنوب العربي الحصن المنيع للجزيرة العربية والخليج من هؤلاء الأوباش الذين علمناهم الرماية ولما اشتد ساعدهم يرموننا الآن . طبعًا مصدر تجهيزهم مثل ما هو في التحالف العربي في العلن فإنه أيضًا من إيران في الخفاء تهريب عبر عمان بواسطة وحداتهم العسكرية وألويتهم المرابطة في المهرة وفي المنطقة الأولى في حضرموت . ولا شك أن سيناريو مكتمل الفصول كان معدًّا في مطبخ الإخوان قطر بإشراف إيران لاجتياح السعودية والإمارات والجنوب مجددًا في وقت واحد من قبل القوات اليمنية حوثية وإخونجية والتنظيمات الإرهابية التابعة لها ، ينطلق مع انطلاق ساعة الصفر المرتبطة بأول ضربة جوية أمريكية أو إسرائيلية على إيران ، والغزو في اتجاهين اتجاه الشمال نحو السعودية والإمارات واتجاه الجنوب حتى الوصول إلى عدن والاستيلاء على باب المندب برًا ، وبدعم من زوارق إيرانية بحرًا وبتغطية الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة جوًا ، لذا وجب العمل السريع للبدء بتطهير مأرب والجوف والبيضاء وتعز من جماعة الإخوان المسلمين ممثلة بحزب الإصلاح اليمني وتنظيماته والتوجه إلى تحرير صنعاء من الحوثيين بشرط تحريك قوات طارق لخوض المعارك من جهتها حفاظًا للتحالف العربي من التفكك ولدوره في إعادة الشرعية إلى صنعاء وخاصة أن ما يسمى البيان الرئاسي يدعو إلى سحب سفير اليمن من الإمارات وقطع العلاقات معها ليكتمل الإنقلاب ، والمعروف أن السفير هو نجل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح . وبالتالي فإن الانقلابيين اصحاب البيان ربما يستعدون لمغادرة السعودية إلى ملجأ آخر ، فعن أي حوار تتحدثون ! وأي حوار تنتظرون أن يتم بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة الشرعية اليمنية بعد صدور ما يسمى البيان الرئاسي المنقلب على شرعية هادي والمتعدي على صلاحياته والمعلن للحرب على التحالف العربي ! إذن على الجنوبيين استكمال تحرير أرضهم وإعلان استقلال دولتهم من طرف واحد .