أتمنى من أعماق القلب ان يزيل البعض أي حساسية متبقية من المجلس الانتقالي لأنه اليوم ليس كالأمس .. فاليوم صار المجلس الانتقالي الجنوبي يمتلك جيشا استطاع أن يهزم المعتدي رغم الآلة العسكرية الضخمة والإعلام الذي عانق الآفاق في أرجاء المعمورة إضافة إلى التفويض الشعبي أثناء التأسيس كممثل وحيد لأبناء الجنوب .. اليوم وبعد مرور ثلاثة أعوام على تأسيسه نلاحظ ان هناك التفاف شعبي جنوبي أكثر من تجمع التفويض يؤكد عملية التمكين والثبات وهاهو أنتقالي الجنوبيين قد أصبح وللحقيقة التي لا غبار عليها كيانا رائد لكل المكونات والقوى الجنوبية المختلفة . وإذا كانت هناك مكونات لا زالت متشددة عند مواقفها من مسألة التفويض فهذا رأيها ووجهة نظرها نحترمها ولكنني أرى انه لا يستطيع أي مكون من المكونات الجنوبية أن يحشد جماهيريا او ان يلفت الأنظار ليستطيع ان يقول انا ممثلا لشعب الجنوب ومفوضا باسمه. ويمكنني القول إنه حتى لو اجتمعت أو توحدت باقي المكونات جميعها لأنه يجب ان نكون واقعيين ان تلك المكونات الباقية بالساحة الجنوبية هي لا زالت عبارة عن أفراد أو جماعات لا ترتقي ان تصل الى مكونات تمتلك حشد جماهيري يمثل الشارع حتى ولو في حالته الدنيا ، ولكن لا بأس عليها ان تستمر كي تعمل وفقا وبرامجها وهذا حق مشروع لتظهر حالة التنوع والتعدد والديمقراطية على صعيد الواقع السياسي الجنوبي وهذا جانب إيجابي وصحي في تكريس التعددية والرأي الآخر في واقعنا المعاش وقد تستفيد من اي إخفاقات للمجلس الانتقالي ان أظهرت نموذج إيجابي جنوبي في الأداء ونشطت علاقاتها الخارجية لكن اليوم نحن امام وضع يتطلب مواجهة قوى حاقدة على الجنوب وتريد احتلاله من جديد وهذا ان حدث فقضيتنا الجنوبية ستضيع وإلى الأبد ، ولذلك علينا الالتفاف والتوحد والوقوف صفا واحدا إلى جانب المجلس الانتقالي من أجل أزالت خطر العدو الذي لايزال متربص بجنوبنا الحبيب ولا زلنا منتظرين حوار في جدة وهناك محاولات حلول ستطرح ليست بمستوى التضحيات والانتصارات التي تحققت بقيادة المجلس الانتقالي ، وإنما يريدها المخرج ان تظهر طرفي الشرعية والانتقالي وكانهما أطراف متساوية على الأرض وفي الواقع وان ما تحقق لهذا الطرف أو ذاك ماهي إلا حوافز للقبول بالحلول التي قد توحد جهودهما لمواجهة العدو المشترك وهو الحوثي من أجل تشكيل حالة من الضغط القوي والوصول إلى العملية السياسية التي تقود الى وقف الحرب في اليمن والتي يجمع عليها المجتمع الدولي من أجل إنهائها مع نهاية العام الحالي . . كل هذا يتطلب منا كجنوبيين مواصلة الالتفاف حول المجلس الانتقالي وممارسة ضغطنا باتجاه استعادة دولتنا الجنوبية. ورفض المساومات على حساب القضية ومطلب شعبنا في الجنوب كي نحقق مطالب شعبنا حتى ولو بالحد الأدنى. علينا ان لا نغتر بالانتصار الذي تحقق في الميدان عسكريا إذ لا زالت لدينا جبهات ربما تكون اكثر شراسة وخبثا نريد ان ننتصر فيها ولكن بمزيد من الوحدة والموقف الموحد وبالعقلانية في معالجة الأوضاع الحالية وبالذات في العاصمة عدن لأننا نمر في وضع دقيق جدا وحساس للغاية والمجتمع الدولي يراقب هل نستطيع ان نكون رجال دولة من خلال ممارساتنا وسلوكنا وعقلنا السياسي أم نحن فقط دعاة شعارات كما يتهمنا خصومنا وأعداؤنا . نتمنى أن يتحقق النصر الكامل لجنوبنا الأبي . . المجد والخلود لشهدائنا الأبطال الأبرار والشفاء العاجل لجرحانا والحرية لإطلاق أسرانا ودمتم جميعا والجنوب وشعبه بتريليون خير وتقدم وسعادة ونماء والسلام ختام .