لعل الرياضيون المخضرمون يتذكرون ما حصل في عام 1993م حينما كان منتخب زامبيا الإفريقي يمر في اجمل وافضل فتراته بل في عصره الذهبي ويعج بكوكبة من أفضل وألمع النجوم والجواهر السوداء على مستوى قارة أفريقيا السمراء، في تلك الحقبة الجميلة للكرة الزامبية كان المنتخب الوطني لهذا البلد يزخر بجيل ذهبي اعتقد لن يتكرر بسهولة كان من بين تلك النجوم المتلألئة يوجد لاعب محترف ومتميز ومبدع بفنياته ومهاراته التي تصنع الفارق داخل مربعات المستطيل الأخضر اسمه كالوشا بواليا، ذات مرة اختلف هذا النجم مع مدرب منتخب بلاده بسبب استبعاده من القائمة النهائية المقرر لها أن تخوض احدى المباريات المهمة للمنتخب الوطني الزامبي خارج قواعده. وعجز كالوشا عن إقناع مدرب المنتخب بضرورة إشراكه في تلك المباراة نظراً لأهميتها الكبيرة للمنتخب الزامبي وعطفاً على مستويات اللاعب وقيمته الفنية والمهارية والتكتيكية، يقول كالوشا عن تلك اللحظة الفارقة من حياته الرياضية : لقد بكيتُ بحرقة، شعرت بأن الدنيا ظلمَتني، وأظلمَت في وجهي بعد استبعادي من قائمة المنتخب التي قرر لها خوض تلك المواجهة المصيرية، لقد طلبوا منّي السفر للحاق بالفريق بعد إقلاع طائرته لكن رفضت، لأني أعلم أن المدرب قد حسَمَ هذا الأمر، ويضيف كالوشا لقد أصبت بنوبة اكتئاب وأغلقت على نفسي باب غرفتي وحزنت حزناً شديداً. فالدّهشة هنا أن الطائرة التي سافر بها وفد المنتخب وطواقمه ولاعييه اصيبت بعطب فني وعطل ادى إلى تهاويها وسقوطها على الأرض وتحطمها مما أسفر عن وفاة جميع طاقم الركاب الذين كانوا على متنها، إلا كالوشا الذي رأى قبل الحادثة أن العالم قد انتهى عنده نجأ من هذه الكارثة بأعجوبة وبقدرة الله العليم بالأقدار والمقادير ليعيش ويصبح بعدها مدرباً للمنتخب الوطني الزامبي للشباب، بل وقاد منتخب بلاده الى نهائي كأس الأمم الافريقية، كل هذا حصل بعد هذا الحادث المؤسف والنكبة الكبيرة التي تعرضت لها كرة القدم الزامبية ليؤكد ولما لا يدع مجالاً للشك بأن الله سبحانه وتعالى هو من يقدر لعبده الخير وهو يدرك ويعلم ما لا يدركه ويعلمه البشر، اليوم يتقلد كالوشا منصب وزير الشباب والرياضة في بلدة حاجزاً لنفسه مكاناً مرموقاً بين صفوة الرجال في زامبيا، وليثبت بهذا الموقف بان الخير هو فيما يختاره الله للإنسان وليس بالضرورة فيما يختاره الإنسان لنفسه.