(حالة إنفصام): كنت أجمل مما أنا وأشهى مما أنا كان شعري طويلا جدا ومسرحا جدا قصوه لي ومن يومها تكسرت الأشياء في عيني فتوالى الهراء وضربت التفاهة أطنابها في حياتي, لم أعد أنا..بل شيء منفصم, نكهة فريدة من الحيرة والتردد والارتباك, أنوي على شيء ثم أقدم على عكسه,أسأل سؤال كنت أعرف إجابته ثم أجيب على سؤال آخر ما سألته, أندب نفسي لأمر ثم أنكفئ عنه فأتفوه بأشياء ولا أنتبه لأشياء ثم أنتبه بعد فوات الأوان فيتملكني الصمت. نون الإناث تأنثت بي فرأت ذاتها عارية,نون الإناث عيباً وعاراً وخطيئة منذ سنوات هكذا برمجوا ذاكرتي التي تتصارع داخلي اليوم فلا أدري حتى من أنا؟؟
( حالة حب): كانت تربكني بنظراتها الأنثوية وحركاتها الطفولية..جعلتني أسرح طول الليل وأنا أتحرق شوقاً لها..ماأجمل أن تجد أنثى تحمل في قلبها عبث الطفولة. قلت لها: أنت صغيرة جداً علي فكيف تبدي إعجابك برجل يكبرك سناً, لم ترد وقتها ولم أنتظر ردها تلك الليلة. وفي اليوم التالي أرسلت لي قصاصة حب وكتبت فيها بأنها لم تكن معجبة بي..بل أنه الحب هو ما يغمرها حتى أخمص قدميها. حاولت مراراً أن أقول لها: "أنا لست الشريك المناسب" حاولت أن أتجنب الكارثة التي ستحل على بيتي وأسرتي..لم تكن تستوعب كلماتي وفشلت كل محاولاتي معها. أتدرون لماذا؟؟ لأنها قد بدأت في التغلغل إلى داخل أعماقي ..لقد بدأت أفكر في أن أدعو نفسي إلى خوض تجربة الحب بعاطفة الأب وإحساس الزوج وجنون الحبيب المخلص وهذا يكفي..
( حالة يأس): هي ليلة غريبة كان فيها وحيداً كالعادة استلقى في سريره الخالي..قاسماه الوحشة والقلق فراشه البارد وروحه المهزومة . حاول التنصت على طيات لسانه أو على فمه وهو يبتلع غصة. حاول الهدوء لكنه لم يستطع كانت الأصوات التي تهمس له أقوى بكثير من أن تحتملها طبلة الأذن البشرية,فأستل مسدسه..كانت مجرد رصاصة , رصاصة طائشة متهورة راودته عن نفسه أعواما طويلة فدارت أخيراً في رأسه حائرة لتتركه بسرعة جثة هامدة.
(حالة عشق): مشكلتي معه أنه يحتلني احتلالاٌ قسرياً دون إرادتي ودون أي مقاومة مني.منذ رأيته وهو يعيش في ذاكرتي ويسرقني من ملايين الوجوه حولي.من يكون؟؟ليتحداني في هجيع الليل العميق فيخترق هواجسي ويسرق أحلامي وتنمو كلماته أزهاراً في كل زوايا نفسي, يلاحقني كشبحي وأنا عبثاً أحاول الانفكاك عنه أدوس وجهي تحت وسادتي,أغمض عينيي بقوة لكن قلبه يسكنني ولا ينام, أتحسسه كل مساء ينبض فيني. قلبه يسكنني ويغني أحاول أن أقبض عليه لكنه يهرب مني إلى أعماق نفسي.لم أستطع نسيانه رغم كل هذه السنين التي مرت بيننا..ربما لا تنسى المرأة حبها الأول مهما عاندت وكابرت وحاولت ..ربما أنا أغبى امرأة على وجه الأرض لأني لم أخبره أنني أتمنى أن أعيش وأموت بين عينييه .. فأنا لم أعد أحتمل أن ينبض قلبان داخل جسدي المنهك..سينفجر قفصي الصدري بعد قليل. كيف أعيد لذلك الرجل قلبه؟؟ وكيف أرسم ظل لوجودي على هذه الأرض بعيدة عنه؟؟