الشهر الثاني يلوح بالانصراف، والقوات المسلحة بلا راتب، شهران والعسكري يقول قيق فوق الماء، ولا واحد سمع لقيقه، زقزقت أحشاؤه، ولا واحد سمع لها، قال قيق، ورفع الصوت ولا واحد سمع لقيقه. العسكري المسكين يتسول قلصين رز، وكيلو دقيق، وعاده يطلبها، وهو يقول قيق، ولا واحد سمع لقيقه، نسأل الله أن يقصقص لمن كان السبب لقاليقه. يمر الشهر على الموظف، وما يصدق أن يعلن الشهر نهايته، فينتظر بشرى الراتب، ليوفر متطلبات الحياة الأساسية، وفي أضيق الحدود، وعاده يقول: قيق، ولكن العسكري اليوم سيختم بعد أيام قليلة الشهر الثاني، وهو بلا راتب، وقال: قيق، لكن ما أحد سمع قيقه، فمن كان السبب في تأخير راتب العسكري، نسأل الله أن يكسر مقاديفه. تصور معي عزيزي القارئ خرجنا من عيد، واستقبلنا مدارس، والعسكريون لهم شهران، وهم بلا راتب، وقالوا لهم، قولوا قيق، فقالوا قيق، وكلنا قلنا معهم قيق، وسمعت المنظمات بالقيق، وجابوا لهم كيس دقيق. معذرة أيها المسؤولون عن معاشات الجيش، فتصريحاتكم لا تعدو كونها نهيق، ولا أجاملكم فتصريحاتكم كلها نهيق، مخلوط بالنعيق، نعم كلها نهيق في نهيق، لأنكم لا تجيدون إلا النهيق. تخيل معي عزيزي القارئ أبناء العساكر، وهم يسألون آباءهم أين الزي المدرسي، والحقيبة؟ كيف سيوفرون لأولادهم الزي المدرسي، والحقائب، والدفاتر، وغيرها من المستلزمات، وهم بلا معاشات، فلو جرب المسؤولون حياة العسكري الذي قطعوا معاشه، لو جربوا حياته يوماً واحداً، لقالوا: قيق. أخيراً رسالة أوجهها لأصحاب الكروش الكبيرة من المسؤولين عن معاشات الجيش، والأمن، لو قُطِع عليكم المخصص يوماً واحداً فقط، فهل لديكم القدرة أن تقولوا: قيق؟ مافي شك أنكم لو قرأتم مقالي هذا، فوالله إنكم ستقولون: قيق من أعماق قلوبكم.