بداية كل عام دراسي جديد تكتظ الأسواق بكافة المستلزمات المدرسية المختلفة فيبادر الناس لشرائها ،البعض يشتري والبعض يقف متفرجاً خاصة وهي هذا العام تتوافق مع قدوم شهر رمضان المبارك وعيد الفطر ليزيد ذلك من الأعباء والهموم على أرباب الأسر. راتب لايكفي أحد الأباء لديه «5» من الأولاد ذكور وإناث يقول: لاأعرف ماذا أفعل براتبي فهو لايكاد يكفي لتوفير هذه الأغراض ولعدد 5أولاد في مراحل مختلفة فاضطررت أن أقترض من بعض الأصحاب لتغطية النفقات ، مايهمني هو سعادة أولادي وإظهارهم بالمظهر اللائق في مدارسهم والله المعين. باعت الذهب أم ل «3» أولاد رأيناها بقرب إحدى العربات المتجولة تبحث عن أغراض مدرسية رخيصة حدثتنا بقولها: لو تدرون كيف سويت لكي أوفر ثمن الملابس المدرسية والحقائب وغيرها لأبنائي باترحموا لحالي، فقد قمت ببيع ذهبي المتواضع الذي أملكه ولم أجد غايتي إلا عند هؤلاء الباعة المتجولين لرخصها وعند سؤالها عن قدوم شهر رمضان والعيد! لم تجب فانصرفت وهي تتنهد!!!! ربة بيت أخرى تعول من الأولاد أربعة ، تقول بأنها لجأت إلى احدى الجمعيات الخيرية لتوفر لها المستلزمات المدرسية المطلوبة وذلك بسبب الفقر المدقع للأسرة. قرار في وقته أحد الآباء سألناه عن رأيه بقرار إلغاء رسوم التسجيل للمرحلة الأساسية هل ساهم في التخفيف من الأعباء عليه فأجاب: القرار جاء في وقته، ولكن هذا لا ينفع فعندي هم أكبر وهو توفير الاحتياجات الأخرى المدرسية فالسوق لا يرحم في ظل المعروض من المنتجات والمستلزمات المدرسية باسعار غالية الثمن ومعاش لا يكفي إلى نهاية الأسبوع الأول من استلامه. الجيران مش أحسن مني التقينا بأحد الأطفال بسن 31 سنة وعند سؤاله هل اشتريت أغراضك المدرسية كاملة، فأجاب: جلست بعد أبي لما خليته يشتري لي كل الأغراض وقلت له إنه لو ما اشتراها،ما باروح المدرسة أبداً، ليش ابن الجيران أحسن مني. تعليم مجاني طرقنا باب إحدى المدارس الحكومية للنظر حول مسألة إلغاء رسوم التسجيل ومدى تأثيره في تخفيف الأعباء على أولياء الأمور الذين أكدوا لنا أن القرار يعتبر خطوة جيدة ونأمل تطبيقه لسنوات قادمة،كما نأمل تفعيل دور الرقابة على بقية المدارس التي لم تنفذ القرار والتي تأخذ رسوماً من أولياء الأمور بأرقام فلكية. وعن سؤالهم عن كيف تراعون تفاعل الآباء مع بداية العام الدراسي بتسجيل أبنائهم من حيث توفير الاحتياجات المدرسية من عدمها؟ جاء ردهم: يقوم معظم الآباء بتوفير المستلزمات المدرسية وفي حالة القصور يتم التعاون والتنسيق من قبل طاقم المدرسة وأهل الخير والجمعيات الخيرية لتكملة النقص، كما تقوم إدارة المدرسة بتفهم مثل هذه الحالات واعطائهم الفرصة والوقت الكافي لذلك. سألنا الأخ محمد عبدالحبيب الغوري مدرس بمدرسة معاذ بن جبل عن كيفية التعامل مع الطلاب من حيث الطلب على الدفاتر المدرسية بالنسبة للمعدمين منهم فأجاب قائلاً: نعمل على عدم فرض دفاتر غالية الثمن وبكثافة كما نعمل على إحصاء اسماء الطلاب الذين ليس باستطاعتهم شراء دفاترهم ونقوم بتشكيل لجنة من إدارة المدرسة والاشراف الاجتماعي لدراسة حالتهم ومساعدتهم، وشراء الدفاتر المدرسية حسب القدرة الممكنة لدينا. تعميم مريح التقينا بموجهة في مجال التعليم الأخت صباح الكينعي وسألناها عن مدى تأثير القرار الجديد بالغاء الرسوم للصفوف الأساسية وجعلها بالمجان فأجابت: أصدرت وزارة التربية والتعليم قرار إلغاء رسوم التسجيل وتنزيل هذا التعميم على جميع المدارس وسمع ولي الأمر بهذا القرار الذي أثلج صدره وأصبح ولي الأمر وخاصة ذلك الذي لديه أكثر من أربعة أبناء في المرحلة الأساسية كان بالنسبة له فرحة العام الدراسي الجديد واتجه يفكر في الاشياء الأخرى مثل الزي المدرسي ، الحقيبة المدرسية وماتحتاجه تلك الحقيبة من مستلزمات ولكن مع الأسف اتجه ولي الأمر إلى المدارس فوجد أن هناك نظاماً جديداً بدلاً عن رسوم التسجيل، أدخلت بعض المدارس نظاماً خاصاً بها وهو رسوم مجلس الآباء، أما الآن وفي ظل الشح والغياب الصريح لتلك المدارس فكيف يكون الرأي حيث إن القرار كان واضحاً للصفوف الأولى من الصف الأول إلى السادس وبهذا لا يعتبر التعليم مجاناً. منظمات وجمعيات خيرية وكان لابد من اشراك المنظمات والجمعيات الخيرية ذات العلاقة في هذا الموضوع فكانت لنا وقفة مع جمعية التكافل الاجتماعية الخيرية وما تعمله لصالح المعدمين من الملتحقين بالتعليم فكان الرد كالتالي: يعتبر استقبال العام الدراسي من الجوانب الهامة التي توليه جمعية التكافل والرعاية الاجتماعية اهتماماً خاصاً، رغم الإمكانيات المتواضعة المتاحة وذلك من خلال: مشروع الحقيبة المدرسية لأبناء الأسر الفقيرة والمحتاجة والمستورة المقيدة في الجمعية والذي ينفذ عند بداية كل عام دراسي جديد وخاصة للطلاب الجدد الملتحقين ولطلاب المرحلة الأساسية والسعي لإعفاء ابناء الأسر المعدمة من رسوم التسجيل. المعاقون أيضاً أيضاً كان لابد من تلمس أوضاع ذوي الاحتياجات الخاصة وخاصة جمعية المعاقين سمعياً ونصيبهم من التعليم وعما توفره لهم الجمعية...فكان الجواب: يوجد لدينا من المعاقين سمعياً 151 من الذكور والإناث وتوجد لدينا ميزانية مخصصة لنظام الدمج في المدارس الحكومية من صندوق رعاية وتأهيل المعاقين منها 051 ألفاً أجور نقل المعاقين إلى المدارس المذكورة، وكذلك هناك جهود من جمعية الصالح الخيرية لتوفير الأغراض المدرسية والمساعدة في دفع عجلة التعليم عندنا. مركز الطفولة والأمومة بدوره مركز الطفولة الآمنة يقوم بالتنسيق مع جهات التدريب والتأهيل لتوفير فرص تعليم لمن انقطع من الاطفال عن التعليم الأساسي، وفرص تدريب مهني لمن يرغب في تطوير قدراته في التعليم والتعلم وفرص لمحو الأمية لمن لم يلتحقوا نهائياً في الصفوف الأولى من التعليم الأساسي. تباين في الأسعار اتجهنا إلى إحدى المكتبات المزدحمة في وسط المدينة ووجدنا آباء وأمهات ينتقون منها الأغراض المدرسية لأبنائهم، فسألنا صاحب المكتبة بأن يصف لنا هذا الوضع ويقيم لنا هذا الاقبال...فقال: طبعاً هذه الأيام تكون بالنسبة لنا هامة جداً فنحن نعمل على توفير كافة الاحتياجات والمستلزمات المدرسية سواء الرخيصة منها أو الغالية، وهناك أصناف عديدة من الناس تقبل علينا للشراء وبعض الناس ينسحبون من عندنا بعد تكرار سؤالهم بكم هذه وتلك....الخ. بحجة أن بضائعنا غالية الثمن ويذهبون إلى الباعة المتجولين للعثور على سلع رخيصة بحسب حالتهم المادية. رأي علم الاجتماع ولالقاء نظرة تحليلية على الغاء الرسوم المدرسية على بداية العام الدراسي الجديد وتزامنه مع قدوم شهر رمضان المبارك وبعده العيد وتفاقم ذلك على أولياء الأمور من حيث تلبية المتطلبات، تقول في ذلك الأخت آمال الأصبحي رئيسة قسم البحث الاجتماعي في جمعية التكافل الخيرية باسلوب اجتماعي: لم يعد واقع الفقر المزري بالجديد على المجتمع اليمني وعلى المجتمع التعزي على وجه الخصوص...فمع ازدياد عدد الأسر التي تخرج إلى الشوارع بحثاً عمن ينتشلها من واقعها المؤلم وتلطمها يمنة ويسرة، وتعرض المجتمع التعزي للعديد من الضغوطات بسبب الفقر وظهور العديد من المشاكل الاجتماعية والنفسية المرافقة والناتجة عن تدهور الوضع الاقتصادي.. كل ماسبق لم يجعل لقرار الغاء رسوم تسجيل المرحلة الأساسية أهمية خصوصاً مع ارتفاع تسجيل المرحلة الثانوية وغلاء الاسعار الذي جعل الأسرة ما إن تخرج من معضلة إلا وتجد نفسها أمام معضلة أخرى، فالزي المدرسي والحقيبة المدرسية ونفقات المواصلات و....الخ تقف عائقاً أمام حتى اشراقة أمل تحمل في طياتها ولو تفاؤلاً بسيطاً في مستقبل أكثر إشراقاً... ناهيك عن احتياجات الحياة اليومية من مأكل ومشرب وإيجار وفواتير، فهذا القرار من وجهة نظري على الأقل قطرة من بحر ربما تساعد على رسم صورة أقل بشاعة مما هو عليه الحال اليوم. خلاصة يبقى أن نقول: ستظل هذه الظاهرة موجودة في كل عام مع الازدياد المتصاعد لعدد الأولاد من جهة وزيادة ثمن المستلزمات المدرسية من جهة أخرى وبخاصة هذه السنة مع قدوم رمضان والعيد والذي يحمل الكثير من مالاتستطيع معظم الأسر تحقيقه «فضربتين في الرأس توجع».