قبل عشرين سنه من السنين الخوالي ..وبرفقة الصديق الدائم محمد ألفقيرية… كانت لي زيارة ولاول مرة في عمري .. لمصر الكنانة ..على نفقة الشيخ احمد بن صالح العيسي ..رئيس شركة اعالي البحار .. وكنا نزيلين ببرج الياسمين وهو قريب من كوبري ومقهى رباعيات الخيام ..وفي شارع المنشية بوسط البلد لشاي مذاق خاص .. في ليالي رمضان ..بقاهرة المعز ..ومن طرائف الامور ..فاني كلما خرجت بمفردي توهت بمقولة المصارية ..ورغم إلحاح صديقي الفقيرية ..بعدم الخروج بمفردي ..إلا أنني اخرج وكلما خرجت ضعت .. وفي احد الليالي تركت صديقي يغط في نومه العميق ..ومع احلامه الوردية .. وخرجت خلسه ودون علمه ..وبمفردي بعدما تاقت نفسي لشرب الشاي في المقهى السياحي ..لأولاد رجب .. وحالما طلبت الشاي باللبن ..لم يفهمني النادل أو الجرسون ..وان شئتم فقولوا عنه المباشر بلهجتنا نحن ابو يمن .. المهم حاولت مع المباشر بعدما طلبت منه شاي باللبن ..واكتشفت ان هذا الهندي لايفهم من لغة الضاد غير كلمة مفهوم ..! سك علي بها وظل في كل مرة يرددها علي ..وقد اعيتني الحيله ..واعتراني الخجل .. وحاولت معه بشتئ الوسائل واضطررت ان امثل غنمه وان امشي على اربع ارجل .. وكذا تقليدي لأصوات الماعيز والبقر وفشلت ..وشعرت بخيبة امل .. بعدما مثلت مسرحية بايخاااااه ..وتبهذلت مع هذا الهندي اللعين دون فايدة .. وريثما صحي صديقي الفقيرية اتصل بي على شبكة فادا فون المصرية وحددت له مكاني واخطرته اني بمقهى اخوان رجب .. جاني على جناح السرعه ..وشكوت عليه أمري ..وقال ولايهمك ولا لك إلا شاهي عدني مرطل .. فجلب لنا علبه حليب ..وتذوقنا ..الشاي باللبن ..وانطلق القمر يشدو موال ..وخاطر على البال ..في سماء قاهرة المعز ..ومع انغام أم كلثوم توشحت ..وتسربلت القاهرة بااضواء الفوانيس في ليالي رمضان .. وغناء واطرب حليم وثومه ..ودا الخصام وليالي الأسيه كلهم دول ..مايهونوش حبك عليه .. تمايلت الرؤوس طربا وتثنت الاعطاف شوقا ..رقصت الحسنوات وارتجت الارداف عشقا ..ولعمري وياليت شعري مارأيت في حياتي اجمل من بنات القاهرة .. ماحت القلوب الخاليه من هموم الدنيا ..ودارت الكؤوس في الخيال .. صرفه وبديعه ودون ان يخالطها ماء من بئر ناصر ..وقل للزمان ارجع… . بقلم محمد صائل مقط ..