من المتوقع أن الانتقالي سيحقق بعض المكاسب من حوار جدة ، ولكن هذه المكاسب لم ولن تكون حسب توقعات الكثير ممن يعتقدون بأن وفد الانتقالي سيعود وفي يديه الأوراق الذي ستجعله على عتبات إعلان دولة الجنوب ، لأن الوقت لم يحن لتحقيق تلك الطموحات التي يسعى الجنوبيون لتحقيقها . لذلك ستحصل هناك انعكاسات بعد الانتهاء من الحوار والكثير منها سلبية وتتمثل في حملة إعلامية من قبل اعلام الشرعية وجيشها الالكتروني تستهدف الانتقالي وانصاره ، والهدف منها شق الصف الجنوبي من خلال محاولة تصوير بأن الانتقالي قد تنازل عن مشروعه وقبل بالفتات بعدما كان ينشد استعادة دولة الجنوب . في المقابل نجد من الجنوبيين من يصاب بالإحباط وممن يستجيب ويصدق بأن الانتقالي قد باع وخان دماء الشهداء وتنازل عن مشروعه ، وستظهر بعض الأصوات التي تخون هذا القائد أو ذاك وتنعتهم بما ليس فيهم . وحتى نخفف من الصدمة لابد أن تصل الرسالة لمن يرفعون سقف توقعاتهم ونقول لهم بأن الوقت لم يحن لتحقيق الهدف المنشود ، وأن ما يحصل ما هو إلاّ بداية السير في الخط الصحيح . كما ينبغي أن تدركوا وتتوقعوا أن الانتقالي سيقدم بعض التنازلات والتي سينتج عنها اتفاق بتعديل حكومي يتفق عليه الطرفان وتفعيل لجان مكافحة الفساد وعودة الحكومة بثوبها الجديد إلى عدن تحت إشراف وحماية المجلس الانتقالي الذي يشرف ويسيطر على الأمن في عدنوالمحافظات المجاورة ، في المقابل سيحقق مكاسب كبيرة كالاعتراف الدولي بالجنوبيين كطرف قوي وإشراكه في الحوارات القادمة لرسم الحلول لمشكلات اليمن وتمكينه حالياً من بسط السيطرة على عدن وبعض المحافظات وغيرها من المكاسب . ثقوا بقيادتكم وثقوا بأن القضية الجنوبية لم ولن تذوب في خضم هذه الأحداث ولن يستطع أحد كائناً من كان أن يحرفها عن مسارها ،، الأمور بخير والقادم سيكون أفضل .