لكل حرب آثارها وتجار يسموها تجار الحروب هؤلاء هم "طفيليات" تقتات من معاناة الناس وكما يقولوا على حساب الناس تحلى عيشة الناقص. بعد حرب 94 ظهرت لنا مجموعة تجار كانوا قبل تلك الحرب رأس مالهم صندقة حميد تلك الطفيليات استغلت وضع الحرب وتغذت من الفساد حينها حتى تحولت بقدرة قادر إلى شركات عملاقة وعقارات وأملاك خاصة لا تعد ولا تحصى. فحين تتزاوج التجارة بالسياسة والفساد ينشئ أثر ذلك ثراء فاحش وابن ستين الف حرام المتضرر الوحيد من طفيليات حرب 94 هو بيت التجارة الحضرمي تم محاربة في حقبة الحزب الاشتراكي تحت قانون التأميم وجاءت حرب 94 وقضت على ماتبقى لهم من تجارة ففساد ميناء الحاويات عدن وميناء الحديدة ضايق التجار الحضارم وجعلهم يقلصون من تجارتهم في اليمن بشكل عام واهتموا أكثر بتجارتهم في الخليج حتى نهض اقتصاد الخليج بسبب تجارة الحضارم هناك. عندنا القوانين تطبق على بعض التجار والبعض يستطيع التملص منها لأنه يملك نفوذ في الدولة فمثلا الحضرمي الذي يستورد 20 حاوية لأنه رجل يراعي الله في تجارته يدفع ضريبة ال 20 حاوية بينما المنافس الآخر يدفع ضريبة 2 حاويات والبقية يدفع نصف تكلفة الضريبة لفسدت ميناء الحاويات وبدلا من 20 حاوية يمرر له 2 حاويات على الورق وال 18 تجزع الدائري فساد ميناء الحاويات وميناء الحديدة فساد كبير لو في حكومات تراعي الله ماتمر مثل هكذا أعمال مرور الكرام ولو في رقابة ومحاسبة على هذا لسقطت حكومات من بعد الفساد المستشري هناك. المهم طفيليات الحرب الأخيرة التي مازلنا نعاني منها كثيرة وكثيرة جدا تخيل معي شاب كان يبحث عن حبة سجارة بقدرة قادر تحول إلى صاحب رأس مال وعقار ويشتري عمارة في كريتر ب 200 مليون خلال 5 سنوات تحول من شحات إلى مالك عقارات هل نستطيع أن نسأل ونقول من أين لك هذا ؟؟ أم سنذهب وراء الحفيص من بعد هذا السؤال. لا تستغرب فمن يأجر المتنفسات والشواطئ برخص التراب بدون مناقصات ولا منافسة ويرسي العرض على صاحب قريته مستخدم كل نفوذه في ذلك بقادر أن يجعل من سواق باص أو كراني أو راعي صندقه في الجليلة إلى رجل أعمال في غضون سنتين أو شهرين هو نفسه تزاوج النفوذ مع الفساد. توقع معي أيضا أن موظف مع شركة صرافة عدن قبل الحرب يتحول إلى مالك بنك صرافة وحبه حبه معه حتى صار تاجر وستورد بضاعة ويغطي نصف السوق لأن منفذ في الشرعية دعمه وجعل منه تاجر ينافس بيت هائل سعيد البيت اللي طلع برضه بعد حرب 94 من دكة الكباش. اختم بهذه الحكاية يرويها لي تاجر يقول هذا التاجر حب أن يستورد محطة تحلية مياه عام 2011 من دبي المهم حمله على متن حاوية المحطة هذه مكتملة وحين وصلت إلى رصيف ميناء الحاويات رفضوا يمرروه له لأن هذه المصانع الوكيل الحصري لها في اليمن بيت هائل سعيد قالو له روح وحل الموضوع مع بيت هائل ذهب حاول معهم قالوا له أدفع لنا قيمتها ونحن نمررها لك يعني يشتريها من دبي ثم يرجع يشتريها من بيت هائل علشان يخرجها من رصيف الميناء يعني يدفع قيمتها مرتين وقع هذا التاجر في مأزق أما أن يشتري بضاعته من بيت هائل سعيد أو يرجعها إلى دبي وهنا هو خسران في الحالتين إرجاعها لدبي يكلف لا هناك لا هناك فجأة جاء له وسواس الميناء "من الفاسدين " اللي عايشين في الميناء على اختراق القانون قال له إذهب لفلان فلان تاجر مستور من بضاعتنا "محافظة أبين " عرض عليه مشكلته قال له صاحبنا حط كذا مليون على الطاولة وتوكل وبعد يومين بنتصل فيك بنسالك وين ننقل لك المحطة. المهم طرح لهم المبلغ وتوكل وبعد يومين اتصل به تعال حمل حاوية الملابس حقك وتوكل على الله .... شفتو كيف الفساد يعمل حاوية محطة تحلية بزايد ناقص تتحول إلى حاوية ملابس. لذلك حين نقول أوقفوا الحرب يعني خلاص هرمنا زحفنا كلهم فسدة كلهم لصوص نشتي نتفرق لحرب ثانية ضد الفساد الذي ينخر بهذه الدولة وللأسف الشديد حتى من يعول على الانتقالي في هذا الموضوع نقول له ارقد لك اصلا الانتقالي جزء من المشكلة وبكرة يتحاسب الجميع اذا ملكنا الإرادة لذلك.