1// مَن يحرك الأحداث في منطقتنا العربية ؟! وهذا سؤالٌ مُلحٌ .. ففي فبراير 2011م إنفجرت الفقاعة في تونس ، بدايةً ظهرت كغضبٍ شعبي عفوي ، وهذا جاء أثر مقتل الشاب البوعزيزي على أيدي رجال الشرطة ، لكن شرارة الجحيم إلتهمت كل تونس ! والشّرارة في توقيتٍ متتابع عَلِقت بليبيا ، وأضرمتها سعيراً ، ومحطّتها الثالثة كانت في المحروسة مصر ، وهكذا في سورياواليمن ، حتى سلطنة عُمان تململت يومئذٍ ، لكن في المحروسة ، وبفضل الرئيس السيسي وجيش مصر المقدام تمكنوا من تلافي تبعاتها المدمره .. 2// السذّج فعلاً هم من تعاطوا مع كل ذلك وفقاً لمفاهيم الثورية التقليدية ، مع أن الأمر لافت ولاشك ، ثم أنه ليست كل تلك الأنظمة التي تزلزلت عروشها عبثية بالمطلق ، فواقع اليوم يومئ الى أفضليتها الى حدٍ ما مقارتة بما تعيشهُ هذه الشعوب اللحظة .. كما والثورة بمفهومها التقليدي تعني الإنتفاض على واقعٍ عبثي بحثاً عن الأفضل منه ، وهذا لم يحدث مطلقاً ، فما حدث هو محضُ إنتكاسةٍ مريعةٍ ، وهذا بسبب تبنّي فاعلين دوليين لتيارات إسلامية هجينة لتصدر المشهد في الدول المشتعلة ، وهؤلاء خدموا المخطط التدميري ، واليوم شعب سوريا أنموذجاً فقط ، فقد تشرد منه في بقاع المعمورة قرابة 12 مليوناً ، وهذا فضيعٌ ولاشك . 3// كثيرون وصموا ماحدث حينذاك بالخريف العربي ، والتوصيفُ واقعيٌ فيما إذا قرأنا تجلياته وتبعاته بشكل جيد .. إذاً مَن وراء هذه الموجة العاتية التي زلزلت دولنا ؟! لِنعد بالذاكرة قليلاً الى الحرب اللبنانية / الإسرائيلية صيف 2006م ، هذه الحرب تصدّرها حزب الله اللبناني الشيعي ، وحينذاك صرّحت السمراء الأمريكية ( كوندوليزا رايس ) وزيرة خارجية أمريكا بما معناه : ( إني أرى بشائر شرق أوسط جديد يتشكّل .. ) وهنا الأصل في الموضوع . 4// اليوم يشتعل لبنان ، ويرافقه غضب العراق الممزق بالطائفية ، ونحن - في اليمن - نلفٌ في نفس الدوامة الجهنمية ، وهذا على خلفية قيام أطفال كهوف مرّان بالسيطرة على الدولة ، وساذجٌ ايضاً مَن لم يلتمس مايشبه دعماً دولياً لبقاء أطفال صعده ثابتين ، وهذا رُغم ال0لة العسكرية الجهنمية لدول التحالف مقارنة بما يحتكم اليه هؤلاء الأطفال من سلاح ! لكن اللافت هو وجود هراوةٍ طائشة في صفوف السلطة الشرعية كلٌ غايتها النفخ في كير الإحتراب ، وتفاقم هذا بعد ظهور مجلسنا الإنتقالي الجنوبي المتبني لقضيتنا الجنوبية الشرعية والعادلة ، كما ونحن نطالب بمعالجة قضيتنا بمعزلٍ عن كل مايدور على هذه الأرض ، بل ومنذو قبل هذه الأحداث العاصفة التي تجتاح المنطقة وبزمنٍ ايضاً .. 5// منطقتنا الشرق أوسطية واقعةٌ تحت هراوة إصرار قويً فاعلة عالمياً بُغية تمزيق المنطقة ككل ، وهذا وفقاً لمخططاتهم ومصالحهم ، من هنا المصيبة أنّ ثمّة مَن يفتكرون أنفسهم على قدرٍ عالٍ من الوطنية والثورية والوحدوية و .. و .. ، وهم مجرد دُمىً للمزيد من إحراق البلاد ، لذلك مَن يستطيع أن يقنعني أن أشخاصاً كعلي محسن الأحمر وأحمد الميسري والمقدشي و .. و .. ، هؤلاء يدّعون تمسكهم بالوحدة ، فهل هم على قدرٍ من نظافة اليد من ألأموال العامة للبلاد وفي موضوعية وشرعية طروحاتهم .. الخ ؟! لاأحد بالطبع ، لأن مثل هؤلاء مجرمين لصوص بالسليقة ، وصفحاتهم في العبث والسلب والنهب وكلٌ المساوئ لاتخطئها عين .. ثم أن لنا في الجنوب قضية عادلة ، كما والوحدة مع الشمال فشلت تماماً ، ومن حقنا إستعادة دولتنا . 6// ما أثقُ به ، أن قيادتنا في المجلس الإنتقالي الجنوبي تتفهّمُ مايجري في المنطقة وواقعنا الجنوبي وقضيتنا العادلة ، وواضحٌ جداً أن من يفاوض بإسم جنوبنا في جده اليوم قد حقق نجاحاً إيجابياً ووفقاً لهذا الواقع ، والدليل في تملٌص مايسمى بالسلطة الشرعية عن توقيع الإتفاق كما لمسنا ، وأثق أنه بمشروعية قضيتنا سنصل الى 0خر الطريق في إستعادة دولتنا ، وبعيداً بإذن الله عن منزلقات الجحيم التي تعصف بالمنطقة .. أليس كذلك ؟!