الكثير منا قد سمع بقصة ذلك الرجل الذي كان يدعي العلم بكل شيء، فنحتوا له كلمة من حروف متعددة، فأتى كل واحد بحرف ونحتوا كلمة خنفشار، وسألوه عن هذه الكلمة، وعن معناها، فقال هي نبت في اليمن طيب الرائحة إذا أكلته الإبل انعقد لبنها، وقد قال شاعرهم فيها: لقد عقدت محبتكم فؤادي، كما عقد الحليب الخنفشار، وقال فلان، وفلان، حتى قال: عن فلان، عن فلان عن أبي هريرة إن رسول الله قال، فاستوقفوه، فقالوا له كذبت على أهل اليمن، وعلى شاعرهم، فلا تكذب على رسول الله. والخنفشاريون اليوم كثر، فمنهم خنفشاري رياضي، وبعضهم خنفشاري في مجال الفن، وخنفشاري سياسي، وهؤلاء أمرهم سهل، ولكن المصيبة هو الخنفشاري الذي يتدخل في أمور الدين، وما أكثرهم اليوم، وهم المصيبة عينها، ولن نتناولهم اليوم في حديثنا، وسنفرد لهم مقالاً خاصاً، وسيكون حديثنا عن خنفشاري سياسي، رأى اتفاق جدةالرياض قد تبلور، وجُهز للتوقيع عليه، فأخذ يُنظر، ويرفع صوت الوطنية، والسيادة، وأطماع المملكة في اليمن، والوجوه التي يجب على هادي اختيارها للمرحلة القادمة، وكأننا أمام ذلك الخنفشاري الذي فسر الخنفشار. لقد تشبعت المواقع الالكترونية بالخنفشاريين الذين أدلوا بدلوهم في تحليل مرحلة ما بعد اتفاق جدةالرياض، وشرعوا في رسم معالم سياسة تعدها المملكة للسيطرة على اليمن، وجعلوا من مرحلة ما بعد اتفاق جدةالرياض مصيبة، وحلت باليمنيين. لقد صمت الخنفشاريون حتى اقترب توقيع الاتفاق، وعندما سُئلوا عن الاتفاق، أتوا فيه بما أتى صاحب تفسير الخنفشار، بكلام لا علم لهم به، فنظروا، وحللوا، واقترحوا، وتفننوا في صناعة الخوف من مرحلة ما بعد التوقيع، وهم يعلمون أن طرفي التوقيع قد ناقشوا كل تلك المخاوف، ولن يأتي بعد التوقيع إلا ما تم التوافق عليه قبل التوقيع، ولكنهم الخنفشاريون، وهذا طبعهم، عبده فشفشي، يعرف كل شيء. والخنفشاريون لو لم يتم التوقيع لطالبوا هادي بالتوقيع، وعندما هم بالتوقيع أتوا بمعانٍ عدة للخنفشار، أقصد لأوهامهم، سيخنس الخنفشاريون بعد التوقيع، لأن هدفهم عرقلة التوقيع، وها هو التوقيع قد سال مداده على اتفاق الرياض، وسيظل الخنفشار هو الخنفشار، حروف نحتت منها كلمة لا معنى لها، واكتسبت معناها من مفسرها، عبده فشفشي يعرف كل شيء.