عندما يرجع اليمنيون قليلا إلى الوراء أو إلى قبل عام من الوقت الحاضر ،يتسائل البعض بهذه الفاجعة التي حلت بهم اليوم والمفعمة بكل أنواع الذلوالهوان ، وكأن الجميع الآن يعيش وسط حفرة مغطاه بالقش ، يقول أحداليمنيين : هل هي هذه الدولة المدنية التي اسقطنا المخلوع (صالح ) لكي نصل إليها .. ليس الغريب أن يطالب البعض بدولة مدنية ديمقراطية ذات تعددية تسودها المواطنة والعيش الكريم، بل الغريب والأدهى غرابة أن من نراهم يتربعون ويتغنون بهذه الدولة المدنية هم اليوم سبب الدمار والخراب بهذا البلد ، هذا هو حال النفوس الضعيفة التي حاولت الاتكاء على جماجم البشر والسير على جثث وأرواح الأبرياء . يتساءل البعض اليوم عن الوضع المزري والانحطاط الذي يعصف باليمنيين ، ألم تقم هذه الثورة ضد الطواغيت والمجرمين والفاسدين والخونة؟ أم أن طواغيت ومجرمي الأمس أشد رحمة من طواغيت ومجرمي اليوم ؟ لماذا خرجت الثورة في اليمن من السيء إلى الأسواء..؟ أليس التغيير في رؤوس الأفاعي يحدث تغييرآ إيضآ في الفئران ؟ ألم نلاحظ اليوم أن اليمن خرج من رئيس الشيخ وشيخ الرئيس ،إلى يمن زعيم الرئيس ورئيس الزعيم.؟ لكن ما هو على الواقع اليوم بهذه الثورة المسروقة أن الجبل تمخظ فارآ ، ما أسواء يمن (صالح)وما أقبح يمن (هادي)!! من يستطيع أن ينكر اليوم أن الحراك الجنوبي هو من أشعل نيران الثوراث ، سواء في اليمن أو خارج اليمن !! كيف أصبح الحراك الجنوبي من حراك قاعدي..قبل ثورة التغيير باليمن إلى حراك إيراني بعد الثورة .؟ وهل جاءت هذه الثورة لتجعل الجنوب ساحة للقتل والتشريد والاعتقالات والتنكيل وهدر دماء الأبرياء ؟ لماذا صار القتل والتشريد والاعتقال وسفك الدماء وإنتهاك الحرمات في جنوب اليمن بعد الثورة أشد قساوة من قبلها ؟ لماذا يكون القتل والسرق والنهب والذبح في الجنوب من أجل اليمن ، ولا يكون كذلك في الشمال ؟ هل جاءت ثورة التغيير في اليمن لتسمع أبناء الجنوب أزيز الرشاشات ورعيد المصفحات وعربدة المدرعات ونخير الدبابات .؟
ليس بغريب أن نرى كل ماهو حاصل اليوم في الجنوب، سواء في مسقط راس الرئيس - هادي- أبين العز والكرامة، أو عدن التي تكتوي اليوم بالموت البطيء بسبب صيف الكهرباء ،أو غيرها من قرى ومناطق الجنوب ، فقد قلنا من قبل أن القادم أسواء من السابق ، فالطمس المبكر -الذي أتت به ثورة التغيير باليمن تفاجىء به أبناء الجنوب اليوم -لكل ماهو جميل والقتل والتشريد والإذلال والقصف الذي مازال يمطر على محافظات الجنوب حتى هذه اللحظة لن يثني شبابها بل سيزيدهم قوة فوق قوتهم وعزيمة فوق عزيمتهم وتمسكهم بقضيتهم الجنوبية أكثر تمسكا من سابق ، ناهيك عن قطع الكهرباء عن محافظة عدن وغيرها من مدن الجنوب..
ماكنا بحاجة إلى مثل هذه الأزمات، فقد شبع شعب الجنوب بمن قبلكم في مثل هذا واكتوى واختنق بنيران من كان قبلكم أيها المتسلقون والمتكئون على أرواح البشر ،ألا يوجد في سياستكم الحمقاء أيها السقطة الساقطون والطواغيت الطاغية شيء قليل يرضي أبناء الجنوب ؟ أم أنكم ولدتم لأجل الويلات وتحريك رحى الحرب على شعب الجنوب المتعطش لحريته واستقلاله...والمضحك المبكي أن لصوص اليمن اليوم وهم يدافعون عن اليمن ينهبوب وينهشون اليمن ثم يتبجحون ويتغنون بجماله.