ما نسمعه اليوم من ترويج على بعض وسائل الإعلام حول حوار مزعوم مات قبل أن يولد ، يجعلني أشعر بغضبا شديدآ عندما أسمع البعض يدعو لحوار يسير على أنهار من الدماء ؛ أي حوار هذا الذي تتحدثون عنه ، لم تكن الناس يوما في معزل عما يحدث ، لقد رأينا وسمعنا كيف بدأ هذا الحوار يدوس على كرامة البشر وآخرها في مذبحة (الكرامة)، في 21 فبرايل،.
أي حوارآ هذا ونحن نذبح يوميا من الوريد إلى الوريد ؟ هل يعلم من هم خلف قضبان سجون صنعاء مكبلين بسلاسل الحديد بهذا الحوار .؟ ألم تكن النزاهة والصدق والشفافية من قيم الحوار .؟ أم أن االمتشدقون اليوم أصبحوا هم أكثر نزاهتآ وصدقآ ؟ أليس من العيب أن نرى الظالم طليقا حرآ والمظلوم آسيرآ ونتحدث عن حوار ..؟ أين قضية الجنوب من الحوار ؟ لماذا يتحدث البعض أن قضية الجنوب أولى قضايا اليمن ، بينما نراه من جهه أخرى ينعت ويسب ويشتم الحراك ؟ ألم يكن الحرك هو صاحب القضية الجنوبية ؟ وهل قضية الجنوب قضية سياسية بأمتياز ؟.
وهل مليونية 30 نوفبر و 13 يناير و 28 فبراير ويوم الكرامة 21 فبراير لا يمتلكون الشرعية في الحوار ؟ كل تلك المليونيات واللوحات التي أرتسمت كانت معبرة عن شعبآ سلميا أعزل .. أين الحراك المسلح الذي تقوم بترويجه قناة (سهيل) ، أين حراك البيض المسلح ، أين الدعم من إيران ؟ أين الحراك القاعدي ؟ أين الحراك الذي يدعمه علي عبدالله صالح ؟ أين الحراك الذي يتحالف مع الحوثي ؟ أين الحرك الذي يقوم بقطع الطرقات وأين وأين ...؟ كل هذا الترقيع والخزعبلات سمعناها ممن يمولون الحوار ويساندونه بوسائلهم المخزية التي أفتقدت المهنية والحيادية والموضوعية إلى حد بعيد .
أسفآ لما نسمعه اليوم ممن يتحدثون باسم الحوار العقيم الذي يتزعمه الطغاة والقتلة والطواغيت والسفاحين وقطاع طرق الثوراث ولصوصها..كيف يكون الحوار أيها الجزارين ومجنزرات آل الأحمر تعبث بشوارع عدن ؟ كيف يكون الحوار أيها السقطة المتساقطين وهناك من يلعب بممتلكات المواطنين على حساب الحراك الجنوبي ؟ كيف يكون الحوار أيها الطواغيت وعدن اليوم تكتوي بنيران 94 ..؟
وعلى أي أسس تتحاورون والجنوب بين كل متر ومتر عربة من مدرعاتكم ، ألا تستحوا وتخجلوا ولو قليلا على أنفسكم ؟ أي حوار ومستشفيات الجنوب تأن بجرحاها ؟ أي حوار هذا وما زالت عسس الفرقة والأمن المركزي على أبواب منازل المواطنين في عدن حتى هذه اللحظة؟ نكتفي بهذا حتى لا تكن شيطنة الحوار قد أنزعجت بشاطينها.