الناظر بعين الناقد المحب للأوضاع التي تمر بها اليمن السعيد على كافة الاصعدة، سوف يرى اننا بحاجة الى مراجعة تلك التعددية الحزبية السياسية التي للأسف الشديد لم يفهمها بعض الساسة، او انهم قد فهموها، ولكنهم غضوا الطرف عن فهمهم الصائب لها، وذلك لنفس الغرض الذي لم يريد الافصاح عنه. وبالتالي حصل ما حصل من جراء هذا الفهم الخاطئ والقاصر من البعض، علما بان اليمن تزخر بكوكبة من الساسة والمثقفين والمفكرين والمتنورين، ولكن لم يظهر الكثير من هذه الكوكبة على السطح، وذلك بفعل هذا الفهم الخاطئ والقاصر بمعنى التعددية الحزبية السياسية.
بينما تفوق علينا الغرب وقطعوا اشواط كثيرة في فهم مقاصد ومعاني تلك التعددية الحزبية، والتي ترمي الى التسابق والتسارع في كيفية تطوير بلدانهم وتقدمها والنهوض بها، واللحاق بركب المتقدمين، وهذا ما نسمعه ونقراه عنهم من خلال وسائل الاعلام.
اما اذا نظرنا الى واقع اليمن السعيد فمن وجهة نظري الشخصية طبعا الى اليوم لم اجد محلل سياسي او اعلامي او مثقف نظر للقضية اليمنية ككل بعين الانصاف والتجرد، فكل واحد نظر لها من الزاوية التي تتناسب وتتفق مع توجه ومع حزبه، لهذا لن تجد اليمن النور من وجهه نظري إلا اذا عملنا التالي:
_ النظر لليمن قضية تهم اليمنيين جميعا دون تفرقه عنصرية او طائفية او مذهبية. _ أن يكون شعار الجميع هو اليمن فوق الجميع _ التجرد من الحزبية السياسية التي هي وبال وكارثة اليمن _ اذ أن الكثير من النخب السياسية لم تعي معنى التعددية الحزبية السياسية _ اذ أن الغرض من هذه التعددية هو مصالح الوطن قبل كل شيء، وليس تعددية حزبية لأجل التفرقة والتناحر والاقتتال، فالتعددية الحزبية بنظري هي ما كانت لأجل مصلحة البلد وليس لأجل مصلح الحزب واعضائه.
فقط عندما نعي هذا المعنى الجوهري المختفي عن ناظر نخبنا السياسية، والذي كان سبب اختفائه هو التعظيم والتبجيل لمؤسس الحزب، او لان محتوى الحزب يتوافق مع عقلية اعضائه الاستغالية التي تستغل مثل هذه الاوضاع لكي يشبع بطنه، ويرمي بمصالح الوطن عرض الحائط.
وبالتالي اصبح اليمن كما يقال: تحت الوصاية الدولية، وتحت البند السابع، وتحت حماية التحالف، وتم نزع قراره منه، وكذا سلبت سيادته البلد بفعل تلك التعددية الحزبية السياسية الخبيثة والتي هي وبال علينا جميعا.