تُعتبر جزيرة العزيزي التابعة لمنطقة رأس عمران الساحلية بمديرية البريقة محافظة عدن محمية بحرية طبيعية لسلاحف البحرية، وتحديداً السلاحف ذات المنقار الصخري، إذ تقطع هذه السلاحف الآلاف من الأميال البحرية، لينتهي بها المطاف إلى شواطئ هذه الجزيرة. وتقوم بعد ذلك بوضع البيض تحت رمال شواطئها او لتتغذاء من شعابها المرجانية وما توفره لها من مصدر غذاء من خلال النباتات والأعشاب والعوالق البحرية التي تنمو بين صخور المرجان الكبيرة، فهناك الكثير من الشعاب المرجانية التي تحيط بهذه الجزيرة من عدة جوانب، ففي هذه الجزيرة توجد كل عوامل الجذب التي ساهمت وساعدت على تواجد هذه السلاحف بشكل شبه يومي. غير أن هذه الجزيرة ومنذُ حولي عقد من الزمن تحولت من محمية طبيعية لسلاحف البحرية، إلى جزيرة الموت المحتوم لاي سلحفاة تقصدها، والسبب هو بعض الصيادين الذين يقومون بوضع شباك الصيد في طريقها لتعلق فيها، علماً بأن السلاحف تُعتبر من الكائنات البحرية المهددة بالانقراض، ولهذا فإن الكثير من دول العالم والمنظمات الدولية الحقوقية الخاصة بمجال حماية الحيوان تناشد وتطالب وتعمل جاهدة على حماية مثل هكذا كائنات بحرية مهددة بالانقراض، إلا في بلدنا هذه فنحن ذهبنا أبعد من ذلك، وبدلاً من حمايتها...عملنا على إنشاء مطاعم تقدم طبق بحري من لحوم هذه السلاحف، وصار لأصحاب المطاعم مندوبين خاصين بهم مهمتهم الوحيدة فقط هي قتل السلاحف. لن اقول اصطيادها بل سوف اقول قتلها واصر على قول كلمة قتلها، والسبب هو الأسلوب الوحشي وطريقة القتل البشعة التي تتعرض لها تلك السلاحف...فما إن يتم إمساك السلحفاة بعد أن تقع في شبكة الصيد يقوموا قراصنة السلاحف أولئك بدبحها وقتلها قبل أن تضع بيضها على الشاطئ. وتشير الإحصاءات من قبل أهالي المنطقة بأن هناك أكثر من ثلاث سلاحف باليوم الواحد تقريباً يتم ذبحها على رمال شاطئ تلك الجزيرة، بينما يتم رمي البيض في عرض البحر، اي ما يعادل ثلاث مئة بيضة تموت وتنفق لانها لم توضع تحت رمال الشاطئ كما خيرها وسيرها المولى سبحانه وتعالى. تأتي هذه السلاحف من محيطات العالم إلى هذه الجزيرة، قاصده هذه الجزيرة....من الذي سيرها ومن الذي ارشدها لتأتي إلى هذه الجزيرة وتضع بيضها على شواطئها؟!!....اليس الله سبحانه وتعالى، اليس المولى جل في علاه، إذاً دعوها تضع بيضها، وهذا اقل تقديراً لها، لماذا تقوموا بقتلها قبل ان تضع بيضها؟!!....بالله عليكم ماذا نقول في هذه الحالة؟....هل نقول اصطياد السلاحف؟!!..ام نقول دبح وقتل السلاحف؟!!...وما هو القب الذي يليق بجرم وقساوة وبشاعة قلوب هؤلاء الصيادين الداخليين عن مناطقنا الساحلية، فهم ليسوا من مناطقنا الساحلية، وهذه أفاده اخرى من أهالي منطقة رأس عمران الساحلية أيضاً... كنت أود أن اتحدث كثيراً لكن نتيجة لحالتي الصحية لم استطيع ذكر تفاصيل أكثر حول هذه القضية....فهي فعلاً تعتبر قضية، ومن خلال هذا المنشور أفتح باب للحوار والنقاش الجاد والمؤثر في قضية لطالما تحدثنا عنها أكثر من مرة، وتم ذكرها في أكثر من وسيلة إعلامية، واليوم أترك الأمر مفتوح لكم ليدلوا كلٌ بدلوه...لعلى وعسى ننقذ ما تبقى من سلاحف تسعى في الأيام القادمة للوصول إلى هذه الجزيرة كي تضع بيضها على رمال شواطئها، وحتى لا يكون مصيرها كالسلاحف التي سبقتها من قبل...وهو ما إن تصل تلك السلاحف إلى هذه الجزيرة فإنها سوف تموت...في جزيرة هي بالأساس محمية لها لكي تتكاثر، وليست جزيرة لكي تقتل فيها دون رقيب او حسيب!!!. *لتنويه فقط:- ((تظهر في الصور سلحفاة صغيرة علقت في شبكة صيد وماتت وتظهر علامات شبكة الصيد واضحة على رقبتها، وبما أنها صغيرة فهي لا تفي بالغرض، لهذا تم رميها في البحر فقدفت بها أمواج البحر نحو شاطىء جزيرة العزيزي وكنت هناك في رحلة مع الشباب ومن باب الصدفة عثرت عليها)).