القارئ والمتابع لحوار جدة واتفاق الرياض والذي تم التوقيع عليه في الخامس من نوفمبر الماضي في العاصمة السعودية الرياض ما بين الحكومة الشرعية وكذلك المجلس الأنتقالي الجنوبي يرى بأن الاتفاق قد جاء لإخراج الطرفين بماء الوجه بعد أن كانوا على شفاء حفرة من النار فأنقذكم منها وبالتالي عليهم أن يتمسكوا فيه وأن يعظوا عليه بالنواجذ وأنه لا خيار آخر أمامهم غير ذلك وأن الأستمرار بالحملات الإعلامية المسيئة بينهم والمواجهة المسلحة سوف تعيدهم جميعآ الى المربع الأول ولن يستفيد منها أحد غير إراقة الدماء للأبرياء والحرمان للجنوبيين من أبسط الخدمات وكما حصل بعد أحداث أغسطس الماضي فيا ترى هل يتعظ الجميع بما حدث أم إنهما مصرين على أستمرار هما بمشاريع سياسية لم يستطيع أحدآ منهم من فرضها على واقع الارض. على الحكومة الشرعية بأن تعرف بأنها كانت في غرفة الإنعاش وأن اتفاق الرياض قد جاء ليعيد الروح اليها من جديد وأيضآ على المجلس الأنتقالي الجنوبي بأن يعلم هو الآخر بأن اتفاق الرياض قد أخرجه من الحرج الذي وقع فيه وبعد ان سيطروا على العاصمة عدن وبعض المحافظات الجنوبية المجاورة لها وليعلموا بأن السيطرة على الأرض وحدها لا تكفي أن لم يكن بأيديهم القرار المالي والإداري والسياسي وان فرض سياسة الأمر الواقع لم تحقق لهم الأهداف المطلوبة وخير دليل على ذلك هو ما حدث لهم من بعد أحداث أغسطس المؤسفة. فيا الحكومة الشرعية ويا المجلس الانتقالي اتقوا الله في أنفسكم وحافظوا على شعرة معاوية بينكم ولا تجعلوا الجنوبيين يتقاتلون فيما بينهم وأعلموا بأن كل ضحاياكم قد أصبحوا بين قتلى تحت الثراء وبين جرحى عاجزين على تنفس الهواء وأسر في العراء فراشها الأرض ولحافها السماء لم تجد مأوى وأن بعض المدن والقرى قد خيم عليها الفقر وفقدت كل شيئآ جميل وان هناك عدو يتربص بكم جميعآ ولا يفرق بينكم ويعتبركم جميعا أعداء. فالجنوبيين اليوم بحاجة إلى إعادة الأعمار وإلى توفير الخدمات وإلى القضاء على كل الظواهر السلبية التي قد أصبحت تشكل مصدر غلق للوطن والمواطن ولن يتم ذلك إلا من خلال تكاتف كما وعملكما بروح الفريق الواحد وتأجيل مشاريعها السياسية التي تحملانها إلى أجل غير مسمى لأننا قد هرمنا ومللنا وسئمنا من ذكركم لهذه الأسطوانة المشروخة طيلة الخمس السنوات. أعيد وأكرر بأن اتفاق الرياض هو المخرج من عنق الزجاجة والفرصة الأخيرة لكم فالتزموا به إن أردتم الخير والسلام لجميع أبناء الجنوب وأخرجونا من هذا النفق المظلم الذي يهددنا بحياتنا وحياة أبنائنا وكفى الله المؤمنين شر القتال.. والله من وراء القصد رئيس ملتقى أحباب الشيخ يافع العز والصمود -- جبل محرم