د. عمر عيدروس السقاف من يحمل راية الانتصار للقضية الجنوبية، ومن كان صادقا في حل الأزمة اليمنية وفي تحقيق الحل العادل والمرضي للمظلومية، وإخراج الشعبين من مستنقع الفساد المهلك والمدمر، الذي عم البحر والبر، فعليه : بأهل الشرف .. جلس عمر بن عبد العزيز مع الحسن البصريّ، فسألهُ عمر : بمن أستعين على الحكم يا بصريّ ؟ قال : يا أمير المؤمنين، أمّا أهل الدنيا فلا حاجة لَكَ بهم، و أما أهل الدين فلا حاجة لهُم بِكَ .. فتعجّب عمر بن عبد العزيز وقال لهُ : فَبِمَن أستعينُ إذن ؟ قال: عليك بأهل الشَّرف، فإن شرفهم يمنعهم عن الخيانة . يقول إبن خلدون في مقدمتهِ : لا تولوا أبناء السفلة والسفهاء قيادة الجنود ومناصب القضاء وشؤون العامة لأنهم إذا أصبحوا من ذوي المناصب اجتهدوا في ظلم الأبرياء وأبناء الشرفاء وإذلالهم بشكل متعمد نظراً لشعورهم المستمر بعقدة النقص والدونية التي تلازمهم وترفض مغادرة نفوسهم مما يؤدي في نهاية المطاف إلى سقوط العروش ونهاية الدول. تعليقنا : إذا كانت هذه المشورة وهذا النصح وذلك القول في تلك الأزمان التي كان فيها القوم إلى الحكمة والشرف والخُلق الكريم وتقوى الله أقرب .. فكيف بحالنا اليوم، ولم يعد بيننا إلاّ النذر اليسير ممن يقيمون للحكمة والشرف والتقوى والخلق الكريم وزناً واعتباراً، بل فقد بات هؤلاء من المذلوليين والمقصيين من كل مايتعلق بالشأن العام وإصلاح حال المجتمع...؟! لأن الواقع حين يصل إلى ماوصلنا إليهِ من السوء والفساد والتردي والفوضى وسفك الدماء وقتل النفس التي حرم الله قتلها، وهتك الأعراض، وسلب ومصادرة الحقوق التي الشرع والقانون صانها، ورمي الأبرياء بأشنع التهم التي يعاقب من أطلقها، كما يعاقب مقترفها، وسجن وخطف وإخفاء وتعذيب لايُعلَمُ فاعلها وغيرها، مما يشير دون أدنى شك أن من يتولى غالبية أمور العامة (وأهم) مفاصلها اليوم، ولم نقل (جميعها)، هم أولئك الذين حذر إبن خلدون من توليتهم . لأن أهل الشرف والتقوى وأبناء الأصول.. لايمكن أن يخونوا الأمانة أو يدوسوا على تعاليم الديانة .. وبالتالي لن يرضون أن يكونوا شركاءً حتى مجازاً في حال كالذي نعيشه ووصلنا إليه على مختلف الصعد مما لايبرىء أحداً عن الشراكة فيه ممن يتولون شؤون العامة، ومن أختارهم وارتقى بهم لتلك المكانة. لهذا لاغرابة في إستمرار تهاوي العروش والدول، طالما واستمر اللاحقون على نهج السابقين في إيلاء الثقة لمن حذر منهم إبن خلدون. - رئيس الهيئة الشعبية الجنوبية