قال لي صديقي ساخراً ونحن نتجول في مكتبة جرير تأمل يا أسامة في عدد الرفوف المخصصة للرواية والأخرى المخصصة للشعر ثم قال ضاحكاً هذا زمن الرواية ياصديقي فمعظم الرفوف محشوة بالروايات وأما كتب الشعر فلا تكاد تذكر فقلت له ياعزيزي هل تعتقد أن هناك نافذة أخرى تستطيع أن تطل هذه الروايات منها غير هذه الرفوف الجامدة ؟ أما القصيدة فستظل عليك من فم مغن، من منبر قاعة ، من شاشة تلفاز ، من حائط موقع للتواصل الإجتماعي ، من رسالة واتساب ستلتهم القصيدة من كل مكان شعرت بها أم لم تشعر .. ثم أخذتُ عدداً من الروايات الموجودة وأخذت أذكر مؤلفيها قائلاً : هل تعرف الروائي فلان والروائية فلانة .... الخ ؟ قال : للأسف لا أعرفهم فقلت له هل تعرف البردوني ؟ هل تعرف غازي القصيبي؟ هل تعرف عبدالرزاق عبدالواحد؟ .... الخ فضحك متعجباً وقال بالتأكيد ومن لايعرفهم فقلت له فأين دواوينهم ؟ هل تراها هنا ؟ ياعزيزي القصيدة أعظم من أن تُحبس في رفوف مكتبة وأجلُّ من أن تحشر في زاوية مظلمة .