كد القيادي في الحراك الجنوبي، المحامي أرسلان السقاف، عضو هيئة رئاسة المجلس الأعلى للحراك الثوري لتحرير واستقلال الجنوب، أن الوفد الأوروبي الذي يزور العاصمة عدن حاليا أكد رفضه التام لسيطرة مكون سياسي في اليمن على مؤسسات الدولة والتفرد بالسلطة والحكم باستخدام قوة السلاح وإقصاء بقية المكونات السياسية. وأوضح السقاف في إحاطة خص بها "عدن الغد" حول اللقاء الذي جمع وفد رئاسة المجلس الأعلى للحراك الثوري، صباح أمس الثلاثاء، 14/1/2020، بالوفد الأوروبي الرفيع المستوى في مقر المبعوث الدولي بالعاصمة عدن، أن الوفد الأوروبي شدد في اللقاء على ضرورة إشراك كل المكونات السياسية الفاعلة في جنوباليمن وشماله في إحلال السلام الدائم في المنطقة، مؤكدا رفضه لسيطرة تيار سياسي واحد بقوة السلاح على مؤسسات الدولة والتفرد بالسلطة سواء في العاصمة صنعاء أو في العاصمة المؤقتة عدن، وإقصاء بقية المكونات السياسية. وأضاف السقاف في سياق إحاطته أنهم أكدوا للوفد الأوروبي أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام دائم في جنوباليمن وشماله مالم يقم المجتمع الدولي والتحالف العربي وقيادة الشرعية بإشراك جميع المكونات السياسية وأهمها مكونات الحراك الجنوبي السلمي كشريك فاعل في إحلال السلام بالمنطقة وفي إدارة مؤسسات الدولة. وقال تابع القيادي بالحراك الجنوبي إرسلان السقاف: "أوضحنا للوفد بأن المجلس الأعلى للحراك الثوري ومعظم مكونات الحراك الجنوبي يؤيدون الشق العسكري والأمني من اتفاق الرياض لإنهاء حالة التعدد العسكري والأمني وتوحيد الأجهزة الأمنية والعسكرية في إطار مؤسسي تتبع وزارتي الداخلية والدفاع لحفظ الأمن والسلم في العاصمة عدنومحافظاتالجنوب بشكل عام، وأكدنا للوفد أننا في المجلس الأعلى للحراك الثوري الجنوبي نرفض الشق السياسي من الاتفاق لرفضنا التام والمطلق لتفرد مكون سياسي واحد بتمثيل القضية الجنوبية وإدارة مؤسسات الدولة وإقصاء بقية مكونات الحراك الجنوبي الفاعلة، والتي كان لها السبق في الدفاع عن القضية الجنوبية وتمثيلها إقليميا ودوليا منذ تأسيس الحراك الجنوبي في العام 2007م". واستطرد السقاف: "كما أكدنا لهم أن إقصاء بقية المكونات السياسية للحراك الجنوبي من المشاركة في إحلال السلام في المنطقة وتمثيل القضية الجنوبية قد يؤدي إلى تشكيل تكتل سياسي وشعبي مجتمعي واسع يضم معظم أطياف شرائح المجتمع الجنوبي لرفض اتفاق الرياض، الأمر الذي يؤدي لعدم استقرار سياسي وعرقلة نجاح مشروع إحلال السلام الشامل في محافظاتجنوباليمن، وأن المجلس الأعلى للحراك الثوري الجنوبي مع تنوع الطيف السياسي الجنوبي الإيجابي بمكوناته السياسية وعدم صهرها في كيان واحد، وأننا نأمل في توحيدها في المستقبل". وقال: "وفي اللقاء أشاد أعضاء الوفد الأوروبي بمنتدى بروكسل للتوافق الجنوبي الذي رعاه المعهد الاوربي للسلام في ديسمبر الماضي، مشيرين إلى أنه كان خطوة مهمة لجمع الجنوبيين وتوحيد صفهم، وشجعوا على الاستمرار في إقامة اللقاءات مستقبلاً لتوحيد المكونات الجنوبية في أداة سياسية موحدة". وأضاف السقاف: "أكدنا للوفد الأوروبي أن المجلس الأعلى للحراك الثوري الجنوبي كيان سياسي يرفض العنف ويؤمن بحق تقرير المصير للشعوب وفق المواثيق الدولية كخط استراتيجي للنضال السلمي السياسي ولا حياد عن ذلك حتى إنجازه، وأن ما حدث في العاصمة عدن من صدامات مسلحة في العام الماضي أدت إلى إضعاف القضية الجنوبية لكن لم ينهها، وكاد أن ينهي مشروع التصالح والتسامح الذي تبناه الحراك الجنوبي عند انطلاقته". وأشار إلى أن اللقاء اتسم بالشفافية والطرح الوطني المسؤول لرؤية المجلس الأعلى للحراك الثوري في إحلال السلام الدائم وحل قضية الجنوب باعتبار القضية الجنوبية هي المفتاح للأزمة اليمنية، وأي حلول بعيدة عن جوهر مطالب الجنوبيين لن يحقق لها النجاح في إحلال سلام شامل في اليمن. وفي ختام إحاطته أكد القيادي في الحراك الجنوبي المحامي أرسلان السقاف أن رئيس الوفد الأوروبي السيد هانز جراندبيرج كان متفهما جدا ومتفاعلا مع كل ما تم طرحه من قبلنا، وأكدوا لنا أهمية اللقاء بكل المكونات السياسية اليمنيةوالجنوبية بما يؤدي إلى إيجاد جسور من التفاهم تفضي إلى إحلال سلام شامل في اليمن.