من الظواهر الحضارية وأدوات التواصل الفكري والثقافي والاجتماعي، والاقتصادي التي تتطلبها الحياة في المجتمع المعاصر الحوار. لما له من أثر في تنمية قدرة الأفراد على التفكير المشترك والتحليل والاستدلال، كما أنه من الأنشطة التي تحرر الإنسان من الانغلاق والانعزالية وتفتح له قنوات للتواصل يكتسب من خلالها المزيد من المعرفة والوعي، بل طريقة للتفكير الجماعي والنقد الفكري الذي يؤدي إلى توليد الأفكار والبعد عن الجمود. كما يكتسب أهميته من كونه وسيلة للتآلف والتعاون وبديلاً عن سوء الفهم والتقوقع والتعسف. والحوار: لغة: الجواب، وقيل المحاورة: المجاوبة. واصطلاحاً: حوار يجري بين اثنين أو أكثر حول موضوع محدد للوصول إلى هدف معين.. والحوار اليمني الشامل الذي بداء أعمالة يوم 18/3/2013م لا يخرج أساسا عن هذه المفاهيم المذكورة إلا أننا نرى منذ الوهلة الأولى أن هناك من يحاول أن يجعل منه وسيلة للابتزاز السياسي من خلال إدخال مزيد من التعديلات والإضافات لصالح _حزب الإصلاح _خصوصا الذي يعتبر أكبر أحزاب اللقاء المشترك.!!. وما جرى من انسحابات من المؤتمر كان أخر ذلك رئيس الهيئة العليا لحزب التجمع اليمني للإصلاح محمد اليدومي عن عضويته في مؤتمر الحوار,وقد سبقة أعضاء آخرين.فهل الأمر يندرج ضمن الابتزاز ألسياسيي. باعتباره ليس مبرر ولا يخدم قضايا جوهرية أو مصالح وطنية!!؟؟ والغاية منه الحصول على مكاسب شخصية وسياسية مضمونه قبل الدخول في أي استحقاق سياسي ؟!حتى أننا لم نتفا جاء بذلك فقد تعودنا من هذا الحزب مثل هكذا عمل !!!. الشيء الذي جعلنا نتذكر معارضتهم لدستور الوحدة،و انتخابات رئيس الجمهورية السابق ووولخ؟!لكن الجميل في الأمر أنهم لا يستمرون في معارضتهم حتى النهاية!إنما سرعان ما يتحولوا بعد المكاسب ويعملوا في أي اتجاه يطلب منهم.مبررين كل تلك الأعمال وهذه الحقيقة وليست تجني عليهم !. فاللجنة الفنية وبعد مرور شهر من التعيين وبدء الجلسات أضطر هادي إلى تغيير قوائم اللجنة وتعيين محافظين ووكلاء في بعض الوزارات ولصالح حزب الإصلاح فقط .. اليوم نفس الأسلوب يتكرر وهو أسلوب درج عليه الإصلاح في كل القضايا السياسية لا يقبل ولا يعبر بالرضاء والارتياح عن أي تسوية أو قرار مالم يكون الكاسب فيه!! لذلك ننتظر قرارات جديدة في مختلف الاتجاهات السياسية والعسكرية لخدمة حزب ألإصلاح الغريب أن حزب الإصلاح ظل طوال الأشهر الماضية يدعي أن هناك محاولات لإفشال مؤتمر الحوار الوطني وبالذات أنصار الله وبدعم من إيران وو..الخ واليوم يتضح أن الموضوع لا الوطن ولا شباب الثورة ولا أبناء صعدة ولا إيران ولا غيرهم الموضوع مصالح خاصة فقط وتكرارسيناريوا اعتاد علية من مطلع الثمانينات من القرن الماضي من خلال الانقسام بين مؤيد ومعارض ،والانسحابات القائمة اليوم هي تكرار للماضي القريب..وانسحاب اليدومي الضابط الأمني أخيرا وتبريره لذلك لايحمل المنطق المقنع على الإطلاق بقدر مايفسر بأنه ضغط وابتزاز مباشر على رئيس الجمهورية بالمقام الأول اوايصال رسالة إلا طرف من الأطراف الداعمة للمبادرة أو أكثر، وغاية ذلك الإرباك ماشاهدناه مسيطر على بداية مؤتمر الحوار الوطني ، الذي نصت عليه المبادرة الخليجية،
رغم حضور رعاة المبادرة الذين أكدوا التزامهم بمواصلة دعم التسوية السياسية اليمنية حتى نهاية الفترة الانتقالية.برغم حصولهم على نصيب الأسد في قوائم المشاركين في الحوار فكانوا الأكثر حضوراً من حيث أعداد المشاركين بعد أن ضمت القوائم الأخرى عشرات الأسماء ممن يناصرونهم !!وبرغم ذلك إلا أن الرئيس عبد ربه منصور هادي لم يجد من يسانده خلال المؤتمر حتى من جانب حلفائه في حركة الإخوان المسلمين الذين انسحب أبرز قادتهم من الحوار رافضين المشاركة، إضافةٍ إلى رفض الشيخ عبد المجيد الزنداني وعلماء الدين المحسوبين عليه المؤتمر. بالإضافة إلا هجوم أحزاب اللقاء المشترك على طريقة هادي اختياره لأعضاء الحوار وقوائم الشباب والنساء والأقليات".
وقالت أحزاب المشترك إن قائمة رئيس الجمهورية وقوائم الشباب والمرأة ومنظمات المجتمع المدني التي رُفِعَت للرئيس لمراجعتها، والتي كان يفترض أن تُكرس لاختيار عناصر مستقلة، جاءت جميعها مخالفة للأسس والمعايير التي تم الاتفاق عليها ومخيبة للآمال.وأضافت، في بيانٍ سياسي هو الأول من نوعه الذي يهاجم الرئيس، أن هذه القوائم أخلت بالمعادلة السياسية والوطنية لصالح طرف بعينه، الأمر الذي يضع مسار الحوار على المحك. بالإضافة إلى العيوب التي برزت في الترتيبات لمؤتمر الحوار ومنها عيوبٌ في التمثيل تجلت في مشاركة أفرادٍ من عائلة واحدة ووزيرٍ وزوجته وبرلماني وابنتيه وأحد السياسيين وشقيقته وثلاثة من أبناء الشيخ عبد الله الأحمر إضافة إلى تمثيل أسر بأكثر من خمسة أشخاص في حين حُرِمَت محافظات ومديريات ومناطق ذات ثقل اجتماعي وسكاني من التمثيل.
فهل يتحاوروا المتحاورون من اجل اليمن ومصالح الناس ويغلبوا مصلحة اليمن على كل الولات الضيقة سواء كانت حزبية أو مناطقية ويتركوا لماضي بكل ماسيه ويطو وصفحاته ويتعاطوا مع كل القضايا الجوهرية بروح المسئولية كون الجميع يمثلوا اليمن هذا ما سوف تخبرنا به الأيام خصوصا ونحن نشهد اليوم ما حدث من محاولة اغتيال للقيادي في أنصار الله عبد الواحد أبوراس عضو مؤتمر الحوار الذي نجي من الكمين الذي نصب له في صنعاء،واستشهد على اثر ذلك ثلاثة من مرافقيه، ومثل هكذا عمل لايحتاج إلى تفسير كونه تهديد مباشر وتعبير عن رفض تلك القوى التي لازالت تسعى للحصول على مكاسب سياسية ونسعى جاهدة الى عدم قيام دوله يسود فيه النظام والقانون والمساواة؟