الحلقة الثانية بقلم د.عوض احمد العلقمي اما اليوم فسوف ابحر قليلا في محيط المرأة ودورها العظيم في بناء الامم والاجيال لاسيما اذا ارتقت الى مصاف الاخلاق الفاضلة ونجت من الوقوع في وحل مستنقعات السقوط الاخلاقي ، ولكن كيف تنجو اذا كانت الامة الاسلامية في اكثرها تنهل من الحضارة الغربية التي قامت على امتهان المرأة وعدّها سلعة رخيصة والأسوأ من ذلك أن نجد كثيرا من النخب في مجتمعاتنا أو من يزعمون أنهم المثقفون هم من يروجون للسقوط في مساوئ الاخلاق الغربية ويسوقون للسلوكات الهابطة ...... ولأن الامة الاسلامية امة تابعة تنعق بما يسوقه لها الغرب عبر وسائل الاعلام وغيرها ، يصبح مستحيلا تحصين المرأة من اوبئة السقوط الاخلاقي المستوردة من عالم لايؤمن بأي ضوابط للاخلاق بل ويعد ذلك من جرائم انتهاك الحريات وحقوق الانسان وبخاصة حرية المرأة وحقوقها ، ومن هنا يحق لنا ان نتساءل... كيف نستطيع حماية المرأة من مساوئ الاخلاق ؟ اذا كان حكامنا يقدمون طقوس الولاء والطاعة لاسيادهم في الغرب صباح مساء بل وينفذون لهم كل ما من شأنه تدمير شعوبهم أكان ذلك بقتل الاخلاق الفاضلة أو المبادئ السامية أو القيم النبيلة ، ولايهمهم إلا أن يكون أسيادهم راضون عنهم ؟.......وكيف نحمي امهاتنا واخواتنا وبناتنا من هذه الرذائل إذا كانت نخبنا ومثقفونا هم من يسوقون تلك السلع الهابطة ؟ ... وبناء على ماتقدم فإن المرأة هي اهم فئات المجتمع... والحضارة الغربية وجهت معاولها لهدم اخلاق المرأة لأنهم يعلمون علم اليقين أن فساد المرأة يعني فساد الامة.... أولم يقل شاعرنا العظيم شوقي: الام مدرسة اذا اعددتها ** اعددت شعبا طيب الاعراق الام روض إن تعهده الحيا ** أينع وأورق أيما إيراقٍ طبعا نحن لانرى حماية المرأة من السقوط الاخلاقي في منعها من أن تحلب البقرة أو أن تقتني الموز والخيار في مطبخها.... فهذه الامور - من وجهة نظرنا - هي ضرب من مساوئ سقوط الاخلاق ولكن يجب أن تربى المرأة على مكارم الاخلاق ، أن تكون نموذجا راقيا ورائعا حتى تستطيع صناعة جيل مؤمن صادق اكثر ايثارا يقدم للبشرية حضارة تضبطها مكارم الاخلاق المحمدية.... وقبل أن نختتم حلقتنا الثانية لايسعنا إلا أن نستمع لقول الشاعر: وإذا أصيب القوم في أخلاقهم ** فأقم عليهم مأتما وعويلا أعزائي القراء!!! انتظرونا في الحلقة الثالثة