شهد هذا الاسبوع تطورات متلاحقه نلخصها في اربع محطات ايجابية رئيسية لها من الاهمية لقضية الشعب الفلسطيني البطل الذي يصارع امواج متلاطمة من التامر والخذلان لتصفية قضيته, اذا ماتم إستغلالها وتطويرها والبناء عليها ولخلق حالة تضامن شعبي عربي ودولي متزامناً مع عمل سياسي ودبلوماسي مكثق لا يتوقف للقيادة الفلسطينة ,فالزمن لا ينتظر احداً والأعداء يتربصون و يعملون دون كلل لتنفيذ مسشاريعهم وأستغلال أي حالة إسترخاء, أو تشتت بينما ينفذون اجنداتهم على الارض بهدف تحويلها الى واقع والشرعنه لها ,لذا يجب المثابره على تثوير حالة التضامن الدولي الذي هز الكيان الصهيوني, وجعل الصهيوني نتنياهو يخرج عن طوره,في ظل وضعه النفسي المختل خوفاً على مصيره وقرب الإنتتخابات وهنا نلخص لهذه المحطات. المحطة الاولى: حضور الرئيس الفلسطيني ابو مازن في جلسة مجلس الأمن الدولي بتاريخ 11-فبراير-2020م ليوضح موقف الشعب الفلسطيني والمجتمع الدولي الرافض جملةً وتفصيلاً لمايسمى بصفقة القرن الصهيونية- الامريكيه ورفض اعتبارها أو أي جزءاً منها ضمن اي مرجعيه دوليه للتفاوض مدعماً موقفه هذا بنتائج اجتماعات جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الإفريقي، والتي خلصت جميعها إلى الرفض القاطع لهذه الصفقة، هذا بالإضافة للبيانات الصادرة عن الاتحاد الأوروبي و روسيا والصين واليابان وباقي دول العالم، و تصريحات السيد الأمين العام للأمم المتحدة، التي التزمت بالمرجعيات الدولية المعتمدة وقرارات الشرعية الدولية. المحطة الثانية: أصدرت الأممالمتحدة، الأربعاء تاريخ 12فث فبراير 2020م، قائمةً سوداء بأسماء الشركات التجارية التي تعمل في المستوطنات الصهيونية في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين، وهضبة الجولان السورية المحتلة. وتشمل هذه القائمة التي صدرت عن المفوضة السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة 112 شركة، منها 94 شركة صهيونيه و18 شركة دولية. وجاء هذا القراربعد مماطله لمدة 3 سنوات بسبب الضغوطات الصهيونية- الامريكية على المفوضيه الساميه لحقوق الانسان, ولقد جعلت السيده المحترمه ميشيل باشليه الصهيوني نتنياهو يشتاط غضباً ورفيقه مايك بومبيو وزير خارجية المتصهين ترامب. وفور صدور القرار, قرر الصهيوني نتنياهو تعليق العلاقات الدبلوماسيه مع المفوضيه الساميه لحقوق الانسان التابعه للامم المتحده والشيء نفسه فعلت امريكا بعد نشر القائمة السوداء ب112 شركه.وعلى الفور اجرت حكومة الصهاينة اتصالاً بالحكومة الريطانية في محاوله رد سريع على القائمة السوداء والتفاف جديد على الشرعية الدولية , حيث أوردت صحيفة ”يسرائيل هيوم“ الخاصة المقربة من رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، بأنه تقدم بطلب إدراج الضفة والقدس والجولان، ضمن مشروع اتفاقية التجارة الذي تم التوصل إليه قبل فترة طويلة من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، التي ستدخل حيز التنفيذ في يناير 2021م.مع العلم بأن الاتفاقية بين بريطانيا والكيان الصهيوني تنص على أن شروط الاتفاقية الحرة بينهما تنطبق عليها ذات شروط الاتفاقية الحرة الموقعة بين الكيان الصهيوني والاتحاد الأوروبي، والذي بدوره يستبعد الضفة الغربية والقدس والجولان من بنودها. المحطة الثالثة: تتعلق بالإنتخابات الامريكيه والتهديد الجدي للمتصهين لترامب وسياساته المتحيزه تماماً للكيان الصهيوني إن وصل السيد بيرني ساندرز الى مرحلة الترشح للرئاسة الامريكيه في نوفمبر 2020م في مواجهة تمساح الراسمالة المتوحشة المتصهين دونالد ترامب. السيد ساندرز عضو مجلس الشيوخ وصاحب توجهات يساريه وهو ابن لمهاجر يهودي بولندي,ولد ساندرز وتربى في منزل متواضع بحي بنيويورك مما خلق لديه وعياً سياسياً طبقياً في حياته. وله قاعده شعبيه من الموظفين والعمال والطلاب الذين يروا بان النظام السياسي الامريكي قد بلغ مرحة العجز ولم يعد قابلً للإصلاح وإن المجتمع الأمريكي بحاجه إلى ثورة سياسية تحد من طغيان الاثرياء ونفوذ الشركات في صنع القرار الامريكي وهذه الأفكار والرؤاى تقلق عصابات الكيان الصهيوني وسياسييه كما له مواقف معارضه للسياسة الخارجيه الامريكية منها حرب العراق. المحطة الرابعة: وأفق مجلس الشيوخ الامريكي ذو الاغلبية الجمهوريه على مشروع قرار يمنع الرئيس ترامب من شن أي عمل عسكري ضد الجمهورية الاسلامية الايرانيه وتم ايضاً بالتصويت واحتساب عدد الاصوات ,أي تقييد صلاحيات الرئيس وتكبيل يديه ,بعد ان تم مناقشة هذا المشروع في يناير الماضي في الكونجرس الامريكي واعتبر الاعضاء بان القرار يؤكد على الدور الدستوري في قضايا الحرب والسلام وهذا يعتبر ضربة للمتصهين ترامب واضعاف لموقفه في مواجهة ايران.على الرغم من ان الغالبية في مجلس الشيوخ ينتمون الى حزبه الجمهوري.في الوقت الذي كانت بعض الدول تعلق أمالاً على سياسة ترامب والتصعيد تجاه ايران وصولاً الى الحرب,إلا أن كل ذلك تلاشى. مما تقدم يظهر بإن الشعب الفلسطيني المكافح والصامد رغم كل الظروف المعقده المحيطه به والتكالب وانعدام الامكانيات الماديه إلا أنه يحقق إنتصارات على الارض وعلى صعيد التأثير الدولي, وإن هناك صراعات داخل الكيان الصهيوني وداخل المؤسسات الأمريكية يمكن الإستفاده منها وتوظيفها. وبعون الله سيجعل الشعب الفلسطيني من يوم الارض في مارس القادم محطه تاريخيه جديده تسجل في مجرى نضاله العنيد وإعصاراً بوجه الإحتلال الصهيوني وتربك مخططات صفقة القرن ولسان حاله :سننتصر رغم الخيانات والخذلان