جراح والام مستمرة للالاف من سكان بلدة الصريح والمناطق المتاخمة لها في مديرية المضاربة بمحافظة لحج لتزداد معاناة سكانها في ظل تلاشي الامال باستجابة إيجابية من قبل المعنيين للمشاكل والقضايا التي تثخن المأساة التي لم تكن وليدة اللحظة ولكنها تزايدات مع تعاقب السنوات وخاصة في جوانب الخدمات الصحية والمائية وتفشي مرض السرطان خلال العقدين الأخيرين والذي أودى بحياة ثلاثون حالة من سكانها وفق مصادر محلية تسكن البلدة الصحراوية والمتناثرة منازل ساكنيها بين عديد من القرى لكن أبرز مناطقها تعد الصريح مركز البلدة وشقرة وادي عبل. واديها الشهيرة الذي زاد من اخضرار وجمال الأرض فيها رغم ماتعانيه المنطقة من مصاعب في مختلف مجالات الحياة. السرطانات والمياه .. المعاناة مستمرة في هذا السياق يقول الشخصية الاجتماعية ورئيس مؤسسة التكاتف المجتمعي في البلدة النائية أحمد الحيراني أن القلق يسود المئات من سكان قريته على خلفية التفشي المريع لهذا الداء الفتاك الذي لايعرف السكان سبب انتشاره في العقدين الأخيرين وأشدها وطأة كانت خلال الأشهر القليلة الماضية حيث قضى المرض على خمس نساء في غضون خمسة أشهر دون أن السكان الأسباب وراء هذا التفشي، وعدم وجود فرق تستكشف الاسباب التي تقف خلف انتشار هذا المرض وخاصة في صفوف نساء المنطقة ويتابع الحيراني في سياق حديثه: معظم الإمراض عانت المنطقة منها مرارا وسط تردي الخدمات الصحية وكثيرا منها ينقل إلى مستشفى مخيم خرز للاجئين أو تنقل لعدن لغياب أدنى مقومات العمل الصحي في البلدة غير وحدة صحية مكونة من غرفتين ضيقتين وغرفه خاصة بالتغذيه، من جانبه قال علي صالح مدير الوحدة الصحية بالصريح أنهم في الوحدة يقدمون بعض الاسعافات الأولية وفق القدرات المتاحة في وحدة صحية قديمة جدا قد مضى عقود على إيجادها لكن الخدمات لاتصل لمستوى الطموحات حيث نعمل وفق إمكاناتنا المتاحة وكثير من الحالات التي تجاوز قدراتنا يتم تحويلها إلى مشافي أخرى. واحة خضراء وإثناء التجوال في ربوع البلدة في الأراضي الزراعية بدأ المزارعون عملية موسم زرع الحبحب لتحقيق الاكتفاء خلال الشهر الكريم كما تزرع في البلدة العديد من الانماط الغذائية التي ترتبط ارتباطا وثيقا بحياة الانسان كالخيار والكوسة والبسباس العدني وأنواع الذره المختلفة حيث يعتمد السكان على الثروة الحيوانية في المنطقة ولاسيما الابل والبقر التي تعد الصريح فيها واحدة من كبريات المناطق تصديرا لها في الصبيحة لكن مزارعون يشكون هنا من تلاعب من الصندوق الاجتماعي في تنفيذ دفاعات للمزارع في سنوات خالية لكنه لم ينفذها كما يجب ويشوبها الكثير من الخلل الذي أضر بالعمل الزراعي. معاناة المياه تتناثر في أودية الصريح والقرى المحاذية لها العديد من الابار المائية المكشوفه التي يشرب منها السكان وييمم إليها المئات من السكان وجوههم بحثا عن ري العطش فوق ظهور الحمير وعلى رؤوس الاطفال والنساء وهو مايزيد من مخاوف الناس من احتمالية فقدان البعض من الاطفال والنساء خلال جلبهم المياه من الابار المتناثرة في المنطقة ويسخر الاعلامي حسن زهري من أعمال المنظمات الاغاثية العاملة من خلال مشاريعها الهلامية التي لاتلامس واقع وحياة الناس من خلال تنفيذ المشاريع المستدامة خاصة في جانب المياه التي تلاحظون كيف يعاني الناس في سبيل الكفاح اليومي للحصول على شربة تروي ظمأ عطشى المنطقة.