لا يوجد جنوبي واحد يرتضي أن تغيب عنه قيادته في هذا الظروف الصعبة في عدن وأخواتها أي جنوبي لن يرتضي ذلك وأي شخص حر وشريف لن يكذب على الناس، وأن يقول: لم يعد ممكنا لأي إعلامي جنوبي أن يقنع الناس أن قيادة المجلس الإنتقالي الجنوبي تحت الإقامة الجبرية في فنادق أبوظبي ومصر وأوروبا، هذا التهويل والبهرجة الإعلامية أصبحت فقاعة صوتية للفاشلين. مشكلة الجنوب في قيادته التي في قابعة في الفنادق هي وأسرهم، بينما شعب الجنوب يعاني الويلات والمأسي، وليست المشكلة في الشمال ولا في طرف آخر أو في "علي محسن الأحمر" هكذا قالها لي أحد القيادات الأمارتية العسكرية حين زيارتي الأخيرة للأمارات العربية المتحدة، وشخص الذي أخبرني كان ذات يوم قائدًا لقوّات التحالف العربي في عدن.
قيادات جنوبية طعمت الحالي ولبست الغالي وتملكت ما لم تكن تحلم به ولو مجرد عابر حلم خيالي فقط، قيادات أخذت الملايين و اكتنزت الثروات وشرعت ببناء الفلل والعمارات في الداخل والخارج وحولت القضية الجنوبية إلى مشروع استثماري كبير. قيادات تتسلى وتتمشى مع أسرهم في الخارج عايشين في قمة البذخ والرفاهية، وأولادهم يدرسون في أفخم وأفضل مدارس، على حساب من ؟! أي قيادة هذا يراد منها أن تنتصر للقضية الجنوبية وتستعيد الدولة الجنوبية، بينما لم تنتصر حتى لعلاج جنودها الجرحى الذين أصيبوا في المواجهات الأخيره في عدن بين قوّات الشرعية اليمنية والمجلس الإنتقالي الجنوبي، شباب بعمر الزهور أطراف مبتوره، وأعضاء ما تتحرك في أجسادهم مرميين في مستشفيات مصر، لا أحد يحس لمعاناتهم، وأي شخص يشاهد معاناتهم ومنظرهم المؤلم سوف يبكي دونما إرادة ويتحسر وسيقول عن قياداته ما لم يقله مالك خمر، لكن دعونا من هذا الحديث، فتعالوا نتحدث عن الحوثيين أعداءنا وعدو لتحالف العربي فبرغم أنهم محاصرين برا، وبحرا، وجوا، ولكنهم فرضوا بالقوّة على التحالف العربي أن يخصص طيران أسبوعي ينقل جرحى الحوثيين لمرضاهم ليتعالجون في الخارج. انظروا إلى الفرق ؟!
أقسم بعزة الله لو كان مع الجنوبيين قيادات جنوبية مصحصه صادقة وطنية وشريفة ولا تقبل المساومة باستعادة الأرض الجنوبية كما الشهيد القائد العميد/ أبو اليمامة، قسما وعظما ليأتي العالم بكلة يفاوضهم إلى عدن، كما فاوضت قيادة جنوب السودان العربية سابقاً وانفصلت، وحالياً تفويض قيادة الحوثيين. بحق وحقيقة أحدثكم هل رأيتم أحد من قيادات أعضاء مجلس الأنصار الله (الحوثيين) في الخارج هو وأسرته ويتمشى على سواحل ابوظبي، ومصر وأروبا، ويركب بسيارات وطائرات فخمة وخاصّة، ويستظلون، وينامون تحت المكيف، ويأكلون ما الذ وطاب من طعام ومشروبات، وبعد كل وجبة يشرب كوبا باردا من شراب المراعي البقري ؟!
الحوثيين تحت رحمة قصف طيران التحالف العربي هم وأسرهم، ولكنهم في أرضهم صامدون لم أسمع وأرى أي قيادي حوثي يعيش في الخارج هو وأسرته، وأجبروا العالم يأتي إليهم إلى صنعاء ان يتفاوض معاهم، أتى العالم اليهم وهم من الكهوف يقودون المعركة العسكرية والأمنية والبناء، أنها معركة السيطرة يا سادة، ولبوا جميع شروطنا أو ننسف المفاوضات وتصعيد، لا تقبل القسمة على اثنين، ولن نقدم مزيدًا من التنازلات على حساب أهداف وتطلعات شعبنا ونحن الشرعية على الميدان وليس من غرف أجنحة فنادق الرياض.. هكذا هي شروطهم عند المفاوضات وأقولها لكم من قلب إلى قلوبكم النقية الذي يريد ان يستعيد دولته ويبني مؤسسات دولته، عليه يستعيدها من الداخل ويبنيها من الداخل وليس من (غرف فنادق أبوظبي)، واتحدى أي قائد من أعضاء هيئة رئاسة المجلس الإنتقالي الجنوبي أن يقول منع من العودة إلى عدن.
لا تكذبوا على البسطاء من الناس، لاتعبثوا بمشاعر نقية صادقة وبريئة.. هذا العمل وهذه الواقعية لا تعيد الجنوب، ولا فرق بين قيادة مجلس الإنتقالي الجنوبي وقيادة الشرعية اليمنية، وبين الحالتين كان العقل هو الحاضر، فقيادات المجلس الإنتقالي الجنوبي في (فنادق أبوظبي) وقيادات الشرعية في (فنادق الرياض). نصيحة من محب لشعب الجنوب طالبوا بقيادتكم ان تعود إلى عدن وعلى رأسهم القائد اللواء/عيدروس الزُبيدي" وان يعملوا كما يعمل الحوثيين، ويتعلموا منهم فن القيادة والسيطرة.