بالأمس تناقلت مواقع الصحف الإليكترونية خبر الإجتماع الذي عقده مدير أمن محافظة لحج اللواء/صالح السيد مع قيادات الأجهزة الأمنية في المحافظة والذي افضى الى تشكيل لجنة أمنية لوضع تدابير خاصة بمكافحة كورونا المستجد، حيث تناولت مواقع التواصل الإجتماعي هذا الخبر بأراء متباينة حول هذا الإجراء الامني فمنهم من إعتبره إنجاز يضاف الى إنجازات القيادة الأمنية بالمحافظة التي إستشعرت المسؤولية وبدأت في تهيئة القوى الأمنية لتعاطي مع أي مستجدات ووضع الية للتنسيق بين القوى المختلفة ووضع خطط لتحركاتها الميدانية كما تسعى أيضآ لتجهيز الوحدات الامنية بالمعدات اللازمة للقيام بمثل هذا النوع من المهام. بينما فريق اخر افرط في التناول السلبي وإتجه الى عدم إختصاص القوى الامنية بالجانب الصحي وان هناك جهات ولجان شكلت مهمتها القيام بمثل هذه الامور هذا الفريق إنطلق في طرحه من أرضية الخلاف السياسي ولم يستوعب بعد الدواعي الوطنية التي تحرك مثل هذه القيادات.
فحالة التراخي التي نشهدها اليوم من سلطة الرهان على الفشل اصبحت مثار تساؤل الجميع في التعاطي مع ملف كورونا ورفع بعضهم يافطة دول عظمى عجزت وانهارت أمام الوباء!! كلمة حق اريد بها باطل لتعليل عن التراخي والإستعداد لتقبل الفشل لسلطة الرهان عليه.
صحيح دول عظمى عجزت وانهارت ولكنها لم تستسلم ولم تتراخى ووظفت كل امكانياتها للمواجهة والمجابهة بل حتى دول نامية سلكت نفس النهج واستعدت لتنفيذ الاجراءات الواردة في البروتوكولات الصحية لمنظمة الصحة العالمية التي كلفت بها الأجهزة الأمنية بشكل رئيسي.
ومع ان محافظة لحج هي اول محافظة اعلنت حالة الطؤارى وكان يجب ان تكون قطعت شوطآ في خطوات الاعداد والتجهيز للاجراءات الوقائية إلا أننا لم نلحظ أي نشاط عدا خبر التدشين لعشرات الملصقات والتكتيم على كل الدعم المقدم والموارد التي تتيح حالة الطؤارى سحبها وتخريجها.
القيادة الأمنية إتخذت القرار الصائب والبدء بالخطوة الاولى التي يمكن ان تكون حاسمة في تأمين المناطق وتطويق بؤر التفشي إن حدثت لاسمح الله وينبغي عليها ايضا التنسيق لتثقيف افرادها وتوعيتهم بطرق التعامل مع التجهيزات الوقائية لحمايتهم وطرق التعامل الصحيحة في التعامل مع اي حالة إصابة او مساندتهم لطواقم الاسعاف والبدء بعمل تدريبات على تنفيذ إجراءات الاغلاق للمناطق.
خطوة يجب ان تواكبها جميع الجهات المختصة وتساعد في توفير المعدات الطبية من كمامات وملابس وقاية وتموين لتلك القوات الامنية وعمل تثقيف عاجل ومكثف لتلك القوات حيث اثبتت مراحل تطور المرض في كل الدول ان دورها في تنفيذ عمليات الاغلاق والحظر كان له اثر في منع إتساع كثير من البؤر ودور كبير في التصدي للامباليين الذين تسببوا في نقل العدوى الى كثير من الأشخاص والمناطق.
اولئك اللامباليين وما اكثرهم في مجتمعنا يحتاجون لمعالجة أمنية لتعامل مع رعونتهم وإستخفافهم، ونحن اليوم نناشد القيادات الامنية بلإستعجال بالمعالجة الامنية وتجهيز افرادها لنزول الى الميدان وعدم الثقة في سلطة الرهان على الفشل فأقصى ما يستطيعوا عمله هو أخذ الصور الدعائية عند كل نزول.