في الحقيقة ومن تجربتي في عدن لم تكن لدى المجلس الانتقالي الجنوبي مؤسسات دولة قوية كي يقودها خلال هذه الفترة الحرجة من خلال الحكم الذاتي . واضيف الى ذلك أن الجزء الأكبر من القوى العاملة تعاني من الإحباط وفساد مؤسساتها وعدم الثقة في معظم مؤسسات الدولة، وتحكم حاليًا من خلال شبكة العلاقات الشخصية والوحدات الأمنية ودور الحكومة الحالية وقيادة السلطة المحلية غائب واهتمامه فقط على ما يبدو في الجانب المالي والعسكري .
وقد زاد الحرب وسقوط القيم الأخلاقية من ضعف هذه المؤسسات أصلاً. ولذلك ستواجه السلطات الانتقالية في الجنوب أيضاً صعوبات مالية وأمنية وسياسية كبيره إذا لم تحدد نقاط الضعف ومعالجة كثير من ما تعانيه هذه المؤسسات وتستغل إمكانيات الكوادر المميزة والنزيهة في كافة الهياكل المالية والإدارية.
وفي تقديري هناك على الفور يواجه الانتقالي عدة تحدّيات: العمل على مواجهة مرض الكورونا وتنظيم الإيرادات في إطار البنك المركزي وطلب المساعدة المالية من الخارج إذا استدعى ً الأمر خلال هذه الفترة الحرجة . ومن هنا تحسين الخدمات الأساسية وفي اسرع وقت ممكن واستئناف إنتاج النفط والغاز ، وإعادة الأمن من خلال نزع السلاح وإدماج الثوار المسلحين في إطار الأمن والجيش ، وإعادة بناء الجيش الوطني والشرطة، ومعالجة قضايا العدالة الانتقالية، والاستعداد لإجراء محادثات جدية مع الشرعية لتنفيذ اتفاقية الرياض...التحديات كبيره جدا ولكن ليست مستحيلة إذا النية صادقه في استعادة الدولة