في ظل الموت الذي إلتهم العديد من أنبل من فينا بسبب فيروسات وأوبئة باستطاعة وزارة الصحة القضاء عليها أو على الأقل تقليل الكلفة الباهظة التي نراها اليوم في عدن ونحن نعتصر ألما وحزنا لما وصلنا إليه نتيجة السياسات الفاشلة واللامبالاة تجاه المواطنين وصحتهم ! كل يوم تفقد مدينة عدن العشرات نتيجة هذه الأمراض التي بمقدور السلطات الصحية والمستشفيات الحكومية والخاصة القضاء عليها لولا أنهم تخلوا عن معالجة المواطنين واغلقوا ابواب مؤسساتهم الصحية دونهم ! وكأنهم لا يملكون أدنى المشاعر الإنسانية ، تخلوا عن إنسانيتهم وضمائرهم في الوقت الذي يحتاجهم المجتمع العدني فيه ! اليوم نحن مدعوين جميعنا لوقفة جادة أولاً أمام ضمائرنا وإنسانيتنا وقبل ذاك ديننا وقيمنا الإسلامية وما حثنا الإسلام عليه . اليوم علينا جميعاً أن نعبر عن رفضنا لما هو حاصل اليوم واستيائنا بوقفة جادة معبرة من خلال تغيير صور صفحاتنا بسورة الفاتحة واللون الأسود لنوصل رسالة للعالم كله مفادها أننا نموت أمام مرأى ومسمع العالم �� كله وبفيروسات وأوبئة بمقدور الدولة ومؤسساتها الصحية القضاء عليها ! وهي بنفس الوقت لجوء لله تعالى لتخليصنا مما نحن فيه ما تعانيه عدن اليوم يتوجب من الجميع أن يقفوا وقفة جادة في سبيل تخليصها من هذه الأوبئة والأمراض والحميات التي جعلتها تفقد العشرات كل يوم من أبنائها . ما تعيشه عدن اليوم كارثة حقيقية بكل ما تعنيه الكلمة ، الناس يتألمون ولا يجدون مشفى �� يتعالجون فيه كما العالم �� والناس ! في الوقت الذي يموت فيه الناس بسبب تلك الحميات المنتشرة والفيروسات التي اختطفت أروح الناس بالعشرات كل يوم ، لا نجد من يقف بصدق لتخليص المدينة وانقاض اهلها إلا عدة مبادرات شبابية قامت مشكورة بالرش الضبابي للقضاء على البعوض الناقل لهذه الأمراض في ظل صمت مريب من قبل المنظمات الدولية والمؤسسات الصحية في المدينة ! عدن مدينة مدنية منذ الأزل ، أطيب من خلق الله على هذه الأرض هم أبنائها ، من الواجب الوقوف معهم ومساندتهم . الوقوف معهم ومساندتهم في هذا الظرف الدقيق الصعب لهو من أولى أوليات المؤسسات الرسمية . حياة الناس وانقاذ ارواحهم هي أولوية في العالم كله ، المنظمات الدولية والحكومات تتداعى وتقيم المؤتمرات المانحة ، لكن اليوم كل دولة مشغولة بنفسها بسبب تفشي جائحة كورونا التي اصابت العالم كله . لهذا من واجب الحكومة الشرعية هي من تقف بكل ثقلها وبجميع مؤسساتها لانتشال عدن مما هي فيه . المماحكات السياسية ليس وقتها الآن ، الناس تموت من الإجرام أن نتخلى عن مسؤوليتنا في هكذا ظرف استثنائي . كذلك التحالف العربي هو الآخر مدعو اليوم للمساهمة في انقاذ أرواح الناس في عدن . هي دعوة صادقة لهم جميعاً سيسألهم الله عن هذه الأرواح التي تموت كل يوم وهم لم يحركوا ساكناً في سبيل انقاذها وانتشال المدينة مما هي فيه . منذ أن عرفنا أنفسنا ونحن نسمع عن ملائكة الرحمة وهم ينقذون أرواح الناس ويبذلون كل ما يمكن بذله في سبيل انقاذ حياة الناس إلا في هذه المرحلة تحولوا لملائكة عذاب تخلوا عن انسانيتهم فجأة وباعوا ضمائرهم واغلقوا مستشفياتهم ومراكزهم الصحية ودعوا الناس يموتون وهم يهرعون من مشفى �� لآخر علهم يجدون منقذً لهم في زمن الموت المجاني، الذي يلتهم الجميع ،حتى الذين في بيوتهم حجروا أنفسهم خوفاً من فيروس كورونا، فنتقل لهم مرض الحميات عن طريق البعوض الناقل لهذه الأمراض القاتلة ! لك الله ياعدن واللطف من الله وحده هو حسبنا ونعم الوكيل ولا حولا ولا قوة إلا به نسأل الله تعالى أن يحفظ شعبنا ويجنبنا الفيروسات والأوبئة ويشفي مرضانا ومرضى المسلمين وأن يرحم موتانا وموتى المسلمين. "اللهّم بشّرنا ب سماع جملة " تم القضاء على الوباء " اللهّم الحياة الطبيعية المطمئنة."