قبل أن نذكر مواجع هذه المدينة والوضع المزري الذي وصلت إليه . يجب أن نتذكر كيف كانت عدن وضع الف مليون خط تحت كلمة ( كانت عدن ) لأن ماضي هذه المدينة أزهى وأفضل واجمل واروع بكثير عن ما هي عليه اليوم. كانت عدن تلقب بثغر اليمن الباسم لجمالها الخلاب المتمثل بشوارعها النظيفة وشواطئها الخلابة ذات الهواء النقي الباعث في النفوس روح الحب والوئام. عدن كانت واجهة كل يمني لقضاء أجمل الأوقات. ومن يصدق أن ملكة بريطانيا اليزابيث فضلت هذه المدينة عن باقي بلدان العالم لتقضي فيها شهر عسلها. انا هنا لا أزيد أن ابعث المواجع والاهااات التي يتأنح بها قلب كل من حب عدن . عدن تلك المدينةاليمنية التي لا تقارن بأي مدينة أخرى أصبحت في مكانة ووضع لا يستطيع أي لسان عرف مكانتها الريادية أن يعبر عن هذا الوضع ولو بشي يسير . عدن تحولت بفعل فاعل إلى قرية وبسياسة محكمة من أجندة خارجية أرادت أن تكون عدن بهذا الشكل الذي نراه اليوم دعوني اعبر هكذا لأني أرى عجب العجاب في هذه المدينة الباسلة. عدن اليوم يموت اناسها من الأمراض و الأوبئة ولا حياة لمن تنادي. عدن لا ماء ولا كهرباء وفي أعز الصيف وشدته عدن تطفح شوارعها بالمجاري و تغرق ازقتها بمياة الأمطار الراكدة وهي تموت ببطء بين مطرقة مايسمى بالمجلس الانتقالي وسندان حكومة هادي الغائبة. والتي لم يعيها أحداً منهم بشي . فلا انتقالي جد واجتهد وعمل لإنقاذ أبناء عدن وخاصة بعد الحكم الذاتي الكاذب . ولا هو ترك المجال لشرعية هادي لإنقاذ ماتبقى إنقاذه. فلماذا لا تترك الصراعات القائمة بين هؤلاء؟! ويتفرقوا للعمل الإنساني الذي عدن بأمس الحاجة إليه أن كان لديهم ضمير إنساني مع انه من المستحيل وجود ضمير إنساني لديهم وهم يقفوا وقفة المتفرج لما يحصل في عدن اليوم فعدن التي أشتاق اليه الجميع يوماً ما وتغنى بها البعض اشتياقا "ياليت عدن مسير يوم " أصبح اليوم الخروج منها خيار لكثير من الناس لما الت اليه من وضع مزري. ولا سامح الله من كان السبب في ذلك . ايعقل يا أهل السياسة والصراع والمكايدة والعنصرية المقيتة أن أبناء عدن يبتون الليالي والأيام بلا ماء ولا كهرباء وفي هذا الصيف الحار . ايعقل أن يجلس المسن والطفل والمرأة بل الكل في ظل الاحتراز الصحي في بيوتهم وكل مقومات حياتهم غائبه حتى رواتبهم التي بامكانها اعانتهم بشي غابت عنهم. فهذا هو الحصار التي لم تحاصر به إسرائيل غزة. نحن نعلم والكل يعلم بأن نعيمكم الهاكم عن ذلك يافاسدين ويا تجار الأزمات وعبيد الدرهم والريالات فلم تحسوا بهذا الوجع لأن لديكم ما يكفكم وينسيكم هذا . فنسأل الله العظيم أن يرينا فيكم يوماً اسودا ويجعل أيامكم جحيم مثل ما جعلتم عيشت هذا المواطن الغلبان في جحيم. كما نسأل الله أن يعيد أيام عدن الملاح ويشفي جرحها ويعود لها رجالها التي ظلت مبتسمه بوجودهم.