لطالما تمنيت يا هيفاء أن أكون دمعة حزن في محاجر عينيك.. مسحة حزن خفيفة على ملامحك الحالمة.. الحزن أيضا يزيد عينيك سحرا، ويضفي على تفاصيل وجهك جمالا وجاذبية.. ما أجمل أن أقاسمك حزنك واتبارك فيه، وأتبرك به.. من هذا الذي لا حزن له؟! • تمنيت أن أكون خصلة أو جديلة في مفرقك.. تطير عاليا خارج المدار.. تسافر إلى الأقاص البعيدة.. تعرج بي إلى السماء.. نستكشف مجاهيل مكتوبنا، وما خطه في اللوح القلم، ونجيب على كل الأسئلة.. • لازلت أذكر وأنت تفرقين جدائل شعرك صرتين، واحدة على اليمين والثانية على اليسار، وكنتُ بين المفارق والضفائر، مصلوبا بالسؤال: لماذا لا تطلقين سراح شعرك للريح والبحر والنسائم؟!! • أبحث عنك في كل فسحة، وبعد كل درس وحصة، كالحروف الشاردة عن كلماتها، والكلمات الباحثة عن نقاطها التائهة.. دونك الكلمات لا ملح ولا سكر، ولا في الشعر قصائد.. عندما أراك أطعم الأشياء، وأرى الألوان البهيجة.. أرى الحروف محار، وأرى الجواهر في القصيدة.. دونك أشعر بالفراغ يحيطني، ويفرقع داخلي احباطا وخيبة.. • أنا الحروف الشاردة في الفضاءات القصية، أبحث عن نقاطي الهاربة!! كيف لي أن أكتب القصيدة، وأنا الذي أستغرقه الفشل؟!! لازال نصفي يبحث عن نصفه الهارب في الآماد البعيدة؟!! كيف لانكسارات الحروف أن تستعيد العافية؟!! وكيف للحروف الشاردة أن تصنع القصيدة في دوحة الشعر الجزيل؟! • كتبت عن عينيك يا هيفاء، بجراح غائرة في الروح، وفاه فاغر يبلعني كل يوم مرتين.. حاولت أستعيد نصفي وأسترد بعضك في لواحظي، ولكن عينيك كانت عنِّي شاردة.. فإن رمتك سهامي عادت خائبة، لتصيب قلبي الذي أنفطر بحب التي لا تحبني.. من يصنع الكيمياء بين أرواح البشر؟! • حاولت أن أشحذ سهامي في جحيمي الذي يصطليني.. أسنها بلواعجي وأواري التي أخبيتها.. أردت أن أقصف بصواعقي قلب الحبيب، و يا ليتني ما فعلت، فكل صواعقي عادت تفجرني بألف خيبة وصاعقة.. أنا المحب الذي أثقل الحب كاهله، وأثخنه ألف مصاب وجرح.. • كنتِ تنامين يا هيفاء تحت جفوني كل مساء وتصبحين.. تمرين جواري خفيفة كنسمة بحر منعشة، أو إشراقة صبح جميل، ممشوقة كآية في امتشاق القوام، آسرة المشاعر كالمعجزة .. تسيرين سير الحمام، فيزجل داخلي الحب الجميل.. وإذا ألقيتي عليّ السلام، كان سلامك قنطرة تسقي روحي العاطشة، وتمدها بالأكسجين.. وعندما عني تعرضين، أشعر بهول الكارثة.. • لطالما تمنيت أن أكون قلما ودفترا وممحاة في حقيبتك.. أسافر فيما تكتبين دون عودة.. لوحة رسم معلقة على حائط غرفة نومك، تسافرين في تفاصيلها قبل كل غفوة.. وسادة تضعينها تحت خدك عندما تخلدين إلى النوم، وتحلقين مع الأحلام السعيدة.. قنينة عطر تشتاق لك في كل حين.. هدية ملفوفة بالضوء تبحث عنك في الدروب والأمكنة.. شرفة يملأها وردك الفواح بالأريج.. سترتك ومناديلك وكل التفاصيل في خزانتك، إلى المرآة وساعة الحائط وحتى أحمر الشفاه وطلاء الأظافر.. إنه الحب المتيم، والمستبد على الشوارب.. • ولكن كان الختام غير مسك، وكان الفراق.. استهلكت روحي في عناء السفر والزمن المسافر، وعندما أدرك اليأس اللحاق، وبات طول الانتظار دون لقاء أو مجيء أو أمل، ومسافات البين تزداد بيننا، وختامها غير الطريق، كان السؤال: كيف لي أن أدركك!! ومسافات البين تترامى في المدى، ومسافاتي التي قطعتها خائبة تحبو في القاع السحيق.. • استجمع روحي المهشمة والمتطايرة كالزجاج، أحاول بيأس أشد إليّ شواردك، ولكن صوتي مهما علا لا يصل إلى أطراف مسامعك، ويتلاشى صداه في المسافات الطويلة، وبقي حولك زحام المتحلقين وضجيجهم.. ونحسي المثابر بات يعترض كل معابري، وأنا الذي قالوا في يوم ميلادي أنني صاحب البخت السعيد.. ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، يتبع بعض من تفاصيل حياتي