مخطئٌ من يسمي وسائل التواصل الاجتماعي، بالعالم الافتراضي،، ففيها تشاركنا الأفكار وتبادلنا المعلومات والابتسامات وحتى الأحزان، وتعرفنا على أصدقاء، أصبحوا من أقرب الناس إلى قلوبنا، ومنهم العزيز، واصل الضبياني الذي رحل مبكراً، وهو في قمة عطائه، دون مقدمات. واصل، الوطني، المؤتمري ، الرياضي، الشاعر، الناقد البشوش، العصامي، المؤمن بالثوابت الوطنية، عرفه الجميع، وهو يحمل همَّ وطن أثقلته الأيام وصراعات السياسة، فكان يُعبّرُ بابتسامته الدائمة، عن تلك الأحزان والأوجاع، ويحول الهم والألم، إلى ابتسامة لكل أصدقائه، حتى في معاناته بل وقبل رحيله بساعات، وهو ينشر الابتسامة. الموت والحياة، بيد الله، وكلنا راحلون، لكن الرحيل المفاجئ والمبكر، هو الذي يترك في القلب غُصةً، يعلم الله متى تزول. 4 أيام وأنا في صدمة كبيرة ولا أزال، لم أستطع حتى رثائه بالكلمات التي يستحقها، وكأنني فقدت أخاً شقيقاً، بل لم أتمكن حتى من الرد على رسائل الكثيرين من الأصدقاء، فليعذروني، وهنا تتجلى مقولة، رب أخٍ لم تلده أمُّك، وما أكثرهم، نسأل الله أن يحفظ الجميع. أطلق العزيز واصل الضبياني على نفسه منذ سنوات (منسي اليمن) لكنه سيظل في ذاكرة محبيه وأصدقائه، والدليل تلك المحبة التي انعكست إلى أحزان على وسائل التواصل الاجتماعي بصورة استثنائية، كيف لا، وهو الثابت على مبادئه، الصادق في طرحه. الكلام عنه كثير، لكن حزن فراقه، وفراق العشرات من خيرة أبناء اليمن كل يوم، بسبب هذا الوباء الخبيث (كورونا) أوقف العقل عن التفكير، والقلم عن الكتابة. من أحبه الله، أحبه الناس، وأسأل الله أن يجعلك أخي أبا سيف في عليين، وأن يعصم قلوب أهلك ومحبيك، إنّه سميعٌ مُجيب.