كلقيطة وحاشا ... كأي لقيطة. تضع كفها على خدها حزينة ... وشعرها المنفوش كما العوسج إذ علق بأطرافه بعضا من ريش الطيور التي حطت عليه لبرهة من الزمن ربما لثمته وربما.... ربما لعقت بعضا من زغبره.. ثم طارت. رأيتها بأم عيني تتكور على قارعة الطريق مطأطئة رأسها بإنتظار زبون ما ربما أو هكذا تماثل لي ... على باب البنك تماما تجلس أو على باب الصرافين فهناك يمكنها اصطياد زبون من العيار الثقيل. تحت نافذة الصراف مرقدها ولا شيء يواسيها غير تفحيط شاصات وإطلاق طلقات الرصاص و عقب سيجارة وبقايا رشفات من قهوة مرة في كوب حديد مصدي ليس من الكارتون تتقاسمها مع نفسها .. إرتاد الذي يأتي إلى الصراف رجل مهندم سارق .. ومن ثم رجل ..... ولا أحد يلقي لها بالا ... ولا حتى من يقذف عليها بسؤال.. (عدن) اللقيطة وإن كانت رثة .. منكوشة الشعر ... وإن بدت كمشعوذة تخفي جمالا ساحرا لا يسبر غوره غير الذي يطالع بإستكشاف الدرر .. وصياد الكنوز. (عدن) تجلس اليوم على قارعة الطريق تبيع لحمها ... ولا شيئ سوا لحمها. والمصيبة أن لا مشترين .. ليس هناك من مشتري ......... لعله الكساد. ولا زالت لم تفقد الأمل .... إذ قيل أن هناك تاجر يعشق بائعات الهوى ولن يتوانى عن الدفع إن هو أشبع رغبته يقال أن اسمه الانتقالي.. والشرعية .. .... وإذا ما عزموا فسيدفعون لها وعبر هذا الصراف سيدفعون ربما وربما فوق سجادة الصلاة .... ولا زالت تنتظر .... هم يزنون بها كل حين ولا يدفعون لها ما يساوي جمالها .. ولا مايساوي متعتهم . أنهم يبخسون الدفع .... هذا إذا دفعوا ..