أمل عياش إنهيار مخيف وشعور بالضياع وفراغ بححم السماء خلفته في روحي عندما فارقتني من لاتحب فراقي أبداً. أشعر بهزيمة كبيرة كلما دخلت غرفتها ولا يستقبلني صوتها كالعادة: " لا أريد أي شيء من هذه الدنيا سوى أن تفتحي الباب وأراكِ امامي"، لكن يبدو أن الدنيا استكثرت عليها هذه الأمنية. رحلت أمي وابنتي وصديقتي إلى خالقها، هادئة، صابرة، محتسبة بقدَر ربها وتركتني بلا سند أو معين ... تركتني بلا هوية .. تائهة أستذكر سنوات النعمة التي قضيتها بجوارها. اليوم .. لمن ساحضّر الأكل .. لمن سأغني ( حبيبي وروحي وبلسم جروحي ) فتجيب بضحكة تغسل هموم الزمن و أوجاعه .. لمن سأتدلل وأقول "أنت الأميرة وأنا خدمك وحشمك؟ من يستحق أن أكون له كل هذا سوى أمي الحنونة"؟ يا ألله صبرني على فراقها ، و امنحني القوة، فقد كانت مصدر قوتي في مرضي وصحتي. أمي التي تبتهل إلى الله بالدعاء والاستجداء وتستنجد فيه، كي يمن علي بالشفاء لأنها لاتستطيع تحمّل مرضي وألمي وفراقي. اليوم فارقتني يا أمي وأصبحت بلا أم ... آآآه كم هو رحيلك مؤلم، لقد كسرني وهدني ... لم أكن أبداً مثلما أنا اليوم بعد رحيلك. كم كنتِ تفرحي وتدعي لي وتقولي: "كأنك حجيتي يا أمل راضية عنك"، عندما ألبي لك طلباتك دائماً من غير تردد. لكن ما عساني أفعل الآن سوى أن أحمد الله على قضائه وقدره وإنا لله وإنا إليه راجعون . شكراً لمن قدم لي واجب العزاء بوفاة أمي عبر التواصل الاجتماعي وعبر الاتصال. شكراً لمن أراد وخذلته شبكات الاتصال .. شكراً لمن واساني عبر مواقع التواصل من داخل البلد ومن الخارج. الله يرحم موتانا ويشفي مرضانا.