أعجب من الذين يطالبون حضرموت بإعلان الإدارة الذاتية التي فشل مجلسهم الإنتقالي فشلاً ذريعاً في تطبيقها في عدن وأودى بها إلى الحضيض مما جعل المجتمع الأقليمي والدولي يشدد على إلغائها وعودة الأمور إلى ما كانت عليه سابقاً. وماجرى مؤخراً من تحرك التحالف بإلزام الإنتقالي بتنفيذ إتفاقية الرياض وإلغاء الإدارة الذاتية وإيقاف القربعة والتمرد الذي عمله مؤخراً على جزء من جزيرة سقطرى الذي أراد به خلط الأوراق ووضع عقبة أمام التحالف بعرقلة تنفيذ الاتفاقية. إضافة لما كانوا يعولون عليه في حضرموت من تنفيذ التهديد الذي أطلقه إنتقالي حضرموت بالتصعيد في الشارع الأمر الذي عادةً ما ينتج فوضى عارمة تثير سخط العامة بما تسببه من تقطع وإغلاق الشوارع وحرق الإطارات وابتزاز أصحاب السيارات الكبيرة تحت ذريعة تردي الخدمات ومنها الكهرباء التي هي أصلاً منهارة منذ تعاقب خمسة محافظين حضارم على سلطة حضرموت دون حلول من المركز وحضارم الإنتقالي يعرفون ذلك جيدا. بينما كانوا يهدفون للمطالبة بالإدارة الذاتية للإنتقالي وإسقاط السلطة في حضرموت لتخفيف الضغط على مجلسهم في عدن لعرقلة تنفيذ إتفاقية الرياض .. ولكن بعدما تم قرص آذانهم عن بُعد بعدم اللعب في حضرموت أكتفوا بفعالية باهتة على قدر الألم لم تحقق ماكانوا يأملونه. هكذا هي التبعية عندما يأمرك الآخرون بترك هويتك المتأصلة في عمق التاريخ ويلحقوك بآخر القطيرة في أسم جهوي بلا هوية .. وأنت تحمل لهم المؤن وكل مايثبّت حكمهم من خيرات وثروات ارضك من دون أن تنبس ببنت شفه. وإما الوعود والكلام المعسل فقد صدقه قبلك من وقعوا في فخ 67م وعضوا على أصابع الندم .. ومن بعدهم جميعنا أكلنا أصابعنا من هول وحدة 90م ولازلنا إلى اللحظة نعاني تبعات المرحلتين ..فهل يعقل من لم يتحرر عقله من التبعية ويتدارك مابقي له من العمر (اقصد قياداتهم من الحضارم التي بلغت من العمر عتيا) لينقذ من أغتر واقتدى به في توجهه الخارج عن إرادة حضرموت ، ويجمعوا على حضرموت وترك ماوالاها من توجهات وولاءات تريد أن تستأثر بحضرموت التي يفترض أن نجعلها نداً قوياً لكل من صنعاءوعدن بعد أن دبت فيها العافية برجالاتها ونخبتها العسكرية . فهل من يتعظ من تجارب الماضي ومانحن فيه من غبن.