الأدمان هو كل ما يتعلق به العقل ويمارسه ممارسة مفرطة ، وتحت ضوء هذا ينقسم الادمان الى قسمين ادمان عقلي وادمان روحي. اما الادمان العقلي عبارة عن رغباتنا اليومية التي تستثير العقل وهي محدودة الى اجل مسمى أي انها الى مدة معينة وتنتهي هذه الرغبة بانتهاء المدة. هنا تأتي اجوبة الاسئلة التي تقول لماذا بعض ما نرغب به ينتهي حال ما ينتهي الزمن او الفترة التي كنا فيها ؟ كانت تستهوينا رغبة في شرب السجائر عندما كنا في سن المراهقة ولكن بعد تجاوز هذه المرحلة لم تعد تلك الرغبة حاضرة ، لماذا ؟ الاجوبة تطرح نفسها في هذه المواضع. إن الادمان العقلي لا يبقى الا لمدة معينة فقط. لذلك تجد كل من اقلع عن شرب السجائر كان ادمانه ادماناً عقلياً فقط. فهو لم يشربها الا لرغباته العقلية وبما يمليه عليه عقله لهذا من السهل عليه تركها. اما الادمان الروحي وهو عبارة عن رغبات الروح لا العقل. لذلك تجد من الصعب على مدمن الشي روحياً تركه. هناك الكثيرين من اولئك تحت الادمان الروحي لا يستطيعوا الاقلاع من الاشياء او الرغبات التي اعتادوا عليها وإن كانوا لا يردونها. فهم مدمنون با ارواحهم ومتى ما أن اردنا منهم الاقلاع عن ما ادمنوه ، علينا أن نتوجه الى ارواحهم وأن نلمس نقاط ضعفها حتى تستجيب تلك الارواح المدمنه لنا. كما انهُ ليس شرطاً ان يكون الادمان فقط للاشياء الغير محمودة ، بل هناك من هم مدمنين اشياء محمودة كالقراءة. تجد الكثير من الادباء الذي تستهويهم وتغريهم الكتب ولا يستطيعون تركها ولا الاستغناء عنها حتى انهم يعطونها كل اوقاتهم حتى أن فرانز كافكا كتب لحبيبته "ما رأيك إذن في الرجل الذي ينام حتى السابعة أو الثامنة صباحاً، يأكل شيئاً ما بسرعة، يتنزّه ساعة ثم يبدأ بالكتابة حتى الواحدة أو الثانية ليلاً؟ هل ستتحمّلين هذا من الرجل الذي لن تعرفي عنه سوى أنه يجلس في غرفته ويكتب، ويقضي الخريف والشتاء على هذا المنوال، هل هذه حياة ممكنة؟". اذاً الادمان هو رغبة ثم استثارة ثم فعل ثم اقلاع عقب الندم.