اعلم يقينا انه من عنوان مقالي هذا أنني سأكون عرضة لتأويلات او أتهامات من البعض ، ولكن و بغض النظر عن ذلك و عن اختلاف وجهات النظر مع احمد الميسري ، الا ان الحقيقة انه من الشخصيات السياسية النادرة التي يمكن ان يشيد بها العدو قبل الحليف ، فالرجل سياسي بارع و قيادياً شجاعا ، ورجل الدولة الوحيد من بين صف طويل ممن يدعون بأنهم رجال دولة.. هناك مواقف للميسري قلما بمقدور رجل في موقعه ان يكون صاحبها ، وبالتالي هو رجل المواقف الذي لا يساوم على موقفه مهما كان المقابل لذلك ، فلم يتأخر في حسم موقفه إلى جانب الرئيس هادي أيام صنعاء و أيام ما كانت فرص المقايضات مزدهرة و وقت ما كان صالح يصدح صوت خطبه من الميادين ، و تصطف خلفه قيادات بارزة ، الا ان الميسري لم يفعل كما فعل الآخرون مثل بن دغر و غيرهم ، وحسم موقفه سريعاً إلى جوار هادي و لم يساوم في ذلك قيد أنملة و لم تغره المغريات.. ومن المواقف الأخرى التي اتذكرها للميسري موقفه الرافض لسياسات دولة الإمارات في عدن ، فهو كان يمثل الدولة حين غاب رجال الدولة ولا يمكن ان تقوم دولة اخرى او اي جهة بتجاوز الدولة ، وكان الميسري محقا في ذلك حتى لو كان عضوا في الإنتقالي فكان يحتم عليه إتخاذ ذلك الموقف.. ورغم دعوة الإمارات الرسمية له ورغم الوعود و مغريات المال و السلطة من قبلهم الا انه أبا ان يساوم على موقفه.. في 13 ديسمبر 2018 و قعت الحكومة مع الحوثيين و تحت إشراف أممي ما عرف بإتفاق إستكهولم بشأن الحديدة و لم يتجرأ احد في الحكومة او المعارضة على إنتقاد ذلك الإتفاق الا الميسري و الذي قالها علناً ان ذلك بيعا و متجارة بدماء الشهداء و كانت الحديدة وقت ذاك قاب قوسين او أدنى من التحرير ، و اذكر حينها انه بموقفه هذا كان عرضة لحملة إعلامية شرسة من مطابخ الإخوان و إعلامييهم.. اليوم يعلن الميسري موقفه الرافض لسياسات الإمارات و السعودية و تدخلاتها في البلد ، فلا تحرير تم و لا مناطق محررة أزدهرت و نمت إقتصادياً و خدمياً ، ورغم ماعرض عليه للمساومة في موقفه الا انه تمسك بموقفه و تلك مواقف الرجال.. من الواضح ان مواقف الميسري تلك تلقى قبولاً و تعاطفاً في الشارع و على مستوى الساسة ، و يبدو ان هناك تياراً ميسرياً يزداد نماءا.. و لا يعول الشارع على مواقف الجبواني و جباري مثل موقف الميسري، كما ان هناك ساسة وثعالب يحاولون ركوب التيار الميسري ولا يهمهم شعب او وطن بقدرما تهمهم السلطة و النفوذ و البقاء.. و نتمنى ان يكون للجنوب و الجنوبيين المساحة الأكبر في خطط الميسري فهم من قدم الشهداء و لا زالت دمائهم تنزف و ان لا يكونوا ومعيشتهم وسيلة او عرضة للمناكفات مع الكيانات الأخرى و التحالف.