لقد أثبت المشهد السياسي الدراماتيكي والصراعات السياسية الحالية في الجنوب أن الحراك الجنوبي الأصيل الذي خرج من رحم الثورة الجنوبية التي تفجرت في 2007 هو المكون الجنوبي الوحيد الذي مازال متمسكاً بالمبادئ والأهداف الحقيقية للثورة الجنوبية، تلك الأهداف التي عمدتها دماء الشهداء والجرحى الجنوبيين الذين سقطوا في ميادين الشرف والفداء بحثا عن الحرية والانتعاق عن العبودية. وتجلى ثبات الحراك الجنوبي على مبادئه وأهدافه التحررية الأصيلة بمواصلته السير نحو تحقيق أهداف وتطلعات شعب الجنوب الأبي لنيل الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية رغم العوائق والعراقيل التي وضعت أمامه لثنيه عن مواصلة سيره المبارك نحو تحقيق أهداف الشعب الجنوبي الذي فوضه ليكون ربان سفينته لمصارعة الأمواج حتى الوصول إلى تحقيق حلمه باستعادة دولته، ورغم كل المغريات التي عرضت عليه للتنازل عن مبادئه وأهدافه الوطنية.. ورفض الحراك الثوري الجنوبي أن يساوم بالدماء الجنوبية الطاهرة التي أريقت قربانا وثمنا للحرية التي يناضل للوصول إليها، متحديا كل العواصف الهوجاء التي يرسلها أعداء الجنوب.. لأن الحراك الثوري ببساطة هو تلك البذرة التي سقتها تلك الدماء الجنوبية الزكية، فلا عجب ما نراه من وفاء وإخلاص يحمله لدى الحراك الجنوبي للقضية الجنوبية.. ولا عجب ما نشاهده من شجاعة لدى الحراك الثوري لتعرية تلك المكونات الجنوبية الجديدة التي اعتلت الموجة مؤخراً متدثرة بعباءة الكذب والتضليل والمتخفية خلف الشعارات الثورية المزيفة، والتي تحاول الانقضاض على الثورة الجنوبية وعلى مبادئها وأهدافها السامية وتمييع القضية الجنوبية العادلة وتشتيت جهود الحراك الجنوبي ونسفها وإزهاق روح الثورة الجنوبية بهدف تحقيق أهداف ومصالح شخصية. لقد تكشفت - سريعاً - حقائق وثوابت وأهداف من يدعون زوراً وبهتاناً أنهم يسعون لنيل الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية، وهاهم اليوم يقفون على أبواب الملوك، بحثا عن المناصب والسلطة في حكومة كانوا يصفونها زيفا بالاحتلال. بينما الحراك الجنوبي رفض المساومة بالقضية الجنوبية وبدماء من أشعلوا جذورتها، فمازال ثابتا على مبادئه وأهدافه الثورية يحلم بالوصول إلى الأهداف السامية التي خرج من أجلها الشعب الجنوبي إكراما للتضحيات التي قدمت والدماء الزكية التي أريقت من أجساد الثوار الجنوبيين، الشهداء والجرحى، ممن آثروا أن يجعلوا من دمائهم سلما للوصول إلى الحرية والانعتاق من الظلم، بعيدا عن التبعيات الإقليمية التي لهثت وراءها تلك المكونات المزيفة من أجل المصلحة الذاتية والاسترزاق دون أدنى اعتبار للدماء الزكية التي سفكت ثمنا لإعادة الاعتبار للدولة الجنوبية المختطفة. لقد أثبت الحراك الثوري الجنوبي أنه المكون الجنوبي الوحيد الذي يحمل المفهوم الحقيقي لمعنى الوطنية والانتماء للوطن وللقضايا الشعبية والمصالح الوطنية العامة، والتمسك بالأرض والدفاع عنها، بعيدا عن كل مغريات السلطة وأهداف الحكم والمنافع والمصالح الذاتية. كما أثبت الحراك الجنوبي أن معنى الوطنية هي الانتماء إلى روح وأهداف وطموحات الشعب الجنوبي والتمسك بالثوابت الأصيلة والمبادئ الحقيقية، والتمسك بأهداف الاستقلال الوطني التي تعيد الدولة الجنوبية إلى سابق عهدها.. مستندا على الوحدة الوطنية الجنوبية ونبذ ومحاربة المناطقية.. فمهما عطفت العواصف ومهما توالت الفتن والمحن والخطوب سيبقى الحراك الثوري الجنوبي هو البوصلة الحقيقية لمسار القضية الجنوبية العادلة ومحدد اتجاهاتها الصحيحة، مستمدا قوته وعزيمته وإصراره من ثورة الشعب الجنوبي ومن وعي وإدراك الشارع الجنوبي لحقيقة الصراعات والمناكفات السياسية الحاصلة في الجنوب، ليدرك الجنوبي الغيور على أرضه ودماء إخوانه حقيقة الأهداف التي تسعى إليها تلك التشكيلات السياسية الجوفاء، لينتفض الشعب الجنوبي مجدداً بعد أن تتضح له الصورة الحقيقية لما يحدث في أرضه ويسارع إلى إفشال كل المخططات للقفز على طموح الشعب الجنوبي للوصول إلى الأهداف الشخصية فقط، والعودة للالتفاف مجددا حول الحامل الحقيقي والشرعي لقضيته العادلة ومفجر ثورته وانتفاضته المباركة، الحراك الجنوبي، للسير سويا نحو تحقيق الحلم المتتظر بالتحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية.