طرقت أبواب العديد من المسؤولين للحصول على مساعدة علاجية لبعض من أعضاء هيئة التدريس في الجامعة تعرض أبناؤهم لوعكات صحية أضطرتهم لإدخالهم مستشفيات خاصة، وكما تعلمون لا يوجد مع الأكاديميين تطبيب، لهذا اضطروا للاستدانة، وبيع بعض احتياجياتهم، ولم يلتفت لنا أولئك المسؤولون الذين يقبعون في أبراج الرياض، وقصورها، وفي فلل القاهرة، وفنادق أنقرة، والدوحة، طرقت جوالاتهم، لعلهم يستجيبون، ولكن لا حياة لمن تنادي. نام مسؤولونا خارج البلاد، ومكثنا فيها نعلم، وندرس، ونربي الأجيال، نمرض، ونتطبب من معاشنا الذي بالكاد يفي بمتطلباتنا اليومية، وهم يتطببون في مستشفيات راقية تشفي العليل قبل أن يبدأ العلاج. إذا كان هذا هو حال الأكاديميين، فاقرأوا على البلاد السلام، فعندما تطرق باب المسؤول تستنجد به من مرض، ولا يجيبك فلا تعتد به، وعندما يكون صفوة المجتمع يقاسون، ويعانون، ويمرضون ولا يلتفت إليهم المسؤولون، فقد بلغت البلاد مبلغاً بعيداً من الأنهيار، والظلم، والعنجهية، والفوضى، خاطبت مسؤولين، ولم يجيبوني، ويبدو أنهم كانوا مشغولين بالحشود، والإعداد لها، لتبدو حشودهم أكبر، وأصخم، وخاطبت آخرين، وعلمت علم اليقين أن لا خانة في قاموسهم للمساعدات الطبية لمواطنيهم، وخاصة لزبدة المجتمع من الأكاديميين الذي أفنوا حياتهم بين دفتي الكتاب يقلبونه بحثاً عن المعلومة، لعلهم يخدمون بها الوطن. يا سادة إذا كان أعضاء هيئة التدريس في الجامعات اليمنية لا يجدون تطبيباً مجانياً، ولا يساعدهم أحد في مرضهم، وحاجتهم، فاعلموا أن البلاد لن تتقدم، ولن تتطور، خاطبت مسؤولين، والتمست العذر لبعضهم لعلهم لم يتسلموا رسالتي، فعذرتهم، وبعضهم علمت علم اليقين أنهم قد تسلموها، ولكنهم حذفوها سريعاً، وربما سخروا منها، لأنهم قد تعودوا على الأخذ، ولم تتعود أياديهم على البذل، والسخاء. تحياتي لكل أكاديمي، وعضو هيئة تدريسية في الجامعات اليمنية، مازال صابراً وعاملاً رغم الظروف الصعبة التي يمر بها، وأقول لهم اصبروا فكلما ضاقت انفرجت، وصدقوني سنتعالج بأقل القليل، وسنشفى بإذن الله، وهم سيتعالجون بالملايين، وسنتقابل عند رب حكم عدل. همسة في أذن رئيس الجمهورية أقول له فيها: تفقدوا أحوال أعضاء هيئة التدريس في الجامعات اليمنية، فهم بلا تطبيب، ومعاشاتهم من أقل المعاشات، وإني على يقين من استجابتكم، والسلام.