لكي تتضح لك الصورة وتفهم ما يجول في خاطري عليك أن تتعرف على الأتي: في لعبة الشطرنج تكون الرقعة أصغر والهجمات أسرع وتبدأ المعركة الأساسية بعد عدد أقل من التحركات ولا يفيدك عادة الإنسحاب أو التصحية بالقطع لآن الاستراتيجية الاساسية للعبة تعتمد على تركيز أكبر عدد من القطع في المناطق الهامة والمركزية من الرقعة. أما لعبة جو الأسيوية فرقعتها أكبر وهي أقل تقيدا بالأعراف والقواعد وتحتوي على 361 تقاطع أي ستة أضعاف مواقع الشطرنج وتستخدم فيها أحجار بيضاء وأخرى سوداء ويأخد كل منافس لونا واحدا والغرض في نهاية اللعبة بعد وضع كل الأحجار أن تعزل أكبر عدد من أحجار الخصم. ولنأخد لعبة ويكي فهي على نفس نمط لعبة جو الأسيوية إلا أنه في ويكي الأمر أكثر خفة ومرونة وكلما زاد نسق وضع أحجارك في الرقعة يصعب على الخصم فهم استراتيجتك في نسق اللعبة، وتعمد اللعبة على التضحية بموقع لتحضى بآخر أكثر أهمية منه ولو كان صفيرا فالأمور في اللعبة الصينية ويكي لا تقوم على المناظر الجميلة والخلابة والقوة المفرطة *ولا تصور أنه لو قتل الملك انتهت اللعبة كما في الشطرنج* بل تقوم على ما يمكن كسبه من خلف هذا المواقع وأهمية موقعها الاستراتيجي من أجل السيطرة الكاملة لاحقا، ففي لعبة جو وويكي المخطط واسع *من أجل السيطرة على كامل الرقعة لا جزء منها* كذا تحصين الرقعة المسيطر عليها بعد عزل الخصم وشل حركته في مواقع صغيرة والهدف شل حركات الخصم وهدر تشكيلاته ليس كما الشطرنج التي تقوم الهجوم المباشر، مما يعني أن صاحب أفضل استراتيجية هو الذي يفوز في النهاية وليس المندفع. والآن هل تصدقني إن قلت لك أن استراتيجيات كل الحروب في العالم المعاصر والقديم بما فيها الحروب الاقتصادية تسير وفق نسق هذه الألعاب وهي مرتبطة ارتباط وثيق بما يحصل *لأن العقل البشري إن اخترع شيئا فله مستند وشيء سابق ولو كان فكرة من الأفكار وترجمت لكتاب؛* وقد تكون هذه الألعاب ثم صناعتها كخارطة لتسيير التحركات بشكل خفي وغير واضح يفهمه العقلاء *(شيفرة)* لا تستهين بأمر كهذا فالسياسات الصينية تاثرت كثيرا بلعبة ويكي وهي اللعبة المفضلة لدى كبار القادة الصينين كما أن الشطرنج هي اللعبة المفضلة في كثير من الدول الأروربية والقارة الأمريكية إلا أن ويكي اليوم تتقدم على الشطرنج بخطوات؛ أحد القادة الصينين يدعى ماو كتب مرة قائلا: *على كل صيني أن يشارك في حرب تجميع القطع* وأقسم أن هذا ما تفعله الصين الآن فكلمة قطع تحولت إلى كلمة *(صور الهيمنة والسيطرة على العالم)* لأن العاقل لا يقف عند ظاهر الألفاظ بل يتعداها ليصل إلى مدلولاتها؛ وفي حال تعددت صور الحرب من عسكرية،وسياسية،واقتصادية، وبسط نفوذ،هذا سيجعل العدوا وفق لعبة ويكي يراقبك ويطاردك من مكان إلى مكان أو ينظر لك كشخص غبي ومرتبك وفي كلا الحالين فقد وقع في شرك مميت كما تريده الاستراتيجية في لعبة ويكي الصينية وجو الأسيوية، لكل من يجيد لعب الشطرنج يعرف أن الشطرنج خطي ومباشر بينما لعبتي جو الأسيوية وويكي الصينية تتشابه مع استراتيجيات *معارك العالم الواقعي* كما أنها تعني ممارسة الصراعات في الخفاء وعلى رقاع ومناطق شاسعة من الأرض وهي متشعبة ولا تنحصر في مكان وزمان ولا يمكن معرفة استراتيجة اللاعب مكتملة إلا في عقلية المخطط الاستراتيجي نفسه. حتى قال الزعيم الصيني ماو تسي تونج: *إن أردت أن تقاتلنا فلن تجدنا، وحين نريد أن نقاتلك لا نترك لك الفرصة للهرب وسنضربك الضربة القاسمة ونزيلك من الوجود، حين يتقدم العدو ننسحب، وحين يعسكر نناوشه، وحين يتعب نهاجمه، وحين ينسحب نطارده.* هذه بالضبط استراتيجة لعبة ويكي الصينية. الصينيون يدركون أن الأعراف والعادات والتقاليد تتغير بإستمرار وأن الأجيال الجديدة لا بد لها أن تنبذ كل قديم حتى تتمكن القوة المعاصرة من السيطرة على العالم بأكمله *وصدقني استراتيجة الصين تقوم على السيطرة على العالم بأكمله كما في لعبة ويكي* الصينية ولكن بوجوه من الوجوه والذي يلوح في الأفق أنها السيطرة الاقتصادية وعلى العالم العربي والإسلامي أن ينافس. مانحتاجه في بلادنا التطوير الاقتصادي قبل أي شيء يرافقه التطوير في مناهج التعليم وتوفير فرص نزيهة ومجزية للعمل والأمور ستتحن تدريجيا؛ نحن لا نهتم بعلم الاجتماع والعلوم العقلية ونريد تنفيذ المشاريع وليس لدينا خطط لتنفيذها وهذا يهدر المال العام ولا يستفيد منه المواطن كما أنه لا يوجد خطة بديلة دوما، وما يقوم به رجالات الخدمات في اصلاح ما يمكن وهذا خطا فمع إصلاح مايمكن لا بد من توفير الممكن ووجود نظرة شاملة لما سيزيد في تطوير البينة التحتية وفق ماهو متاح لذلك في منظورنا الخاص فمسؤلي الخدمات لايسيرون وفق خطط ممنهجة لذلك لا أثار على المدى البعيد وغالبا ما تكون المشاريع مؤقتة ويحكم عليها بالفناء بعد فترة من الزمن، وحتى الأذكياء يتم تقيدهم ولا زالت النظرة قائمة أن تنتمي لفصيل معين لتحضى بفرصة للعمل وهذا يقصي الكفاءات فأغلب الكفاءات والمخلصين يفكرون بطريقة مختلفة عن كونهم مع أحدهم فالشخص ذو المهارة في علم الخدمات المجتمعية لا يحب توجيه مساره ولكنه يرغب في توضيح الأمور لديه ليعمل على ضوء أخضر ينطلق به نحو تحقيق الرفه للمواطنين وما سبق من استراتيجيات لعبة الشطرنج وجو وويكي الصينية هو سبيل تحقيق النجاح ليس كحرب حقيقية بل كصورة لبناء بنية تحتية من خلال توقع المعرقلين والنافذين والمشاركين في عملية ضخ المال للمرفق المعني وكيفية تطوير هذا المال إلى خدمات تبقى أطول فترة ممكنة وهذه تتمثل بالبنية التي تدخل المال للدولة ولا بد أن يكون لها طراز خاص يعكس هيمنة الفكرة على أرض الواقع كما فعلته بريطانيا أبان فترة حكمها لعدن فشواهدها حاضرة للآن.