يكثر الحديث عن استراتيجية "الأمن القومي العربي" وبات أمن العرب القومي في الوقت الحاضر هاجسا وشاغلا لحكومات الدول العربية الواثبة للسلطة والتي تتبنى الدفاع عنة وعن سيادته كما يدعي قادة تلك الدول والحكومات .. لكن في المقابل ثمة سؤال كبير ألا وهو منذ متى أصبح للعرب أمنا قوميا عربيا واصبحوا يدافعون عنة وعن مستقبلة ؟ وبمعنى أكثر إيضاحا أين يتمثل هذا الأمن القومي العربي وماهي أولوياته والمبادئ التي يجسدها حقيقة على أرض الواقع فمنذ غزو العراق واحتلاله والدول العربية تدفع فاتورة الكوارث المتتابعة وماكانت لتدفعها في حال كانت هناك استراتيجية ومشروعا عربيا حقيقيا للدفاع عن الأمن القومي العربي .. وليس هذا فحسب ، فبالإضافة إلى تفريط العرب التاريخي القديم والمعاصر في حماية أمنهم القومي ، فإنهم قد عجزوا عن بكرة أبيهم في الدفاع عن القضية الرئيسية لوجودهم ، القضية المركزية للعرب ، القضية الفلسطينية وعلى مدى ما يزيد عن سبعة عقود وهم يقدمون التنازل تلو التنازل ويضيفون التفريط تلو التفريط إلى مخزون رصيد تفريطهم التاريخي في الدفاع عن فلسطين وواجب تحريرها المقدس ، الضامن الوحيد للحفاظ على أمنهم القومي العربي . فعن أي أمن قومي عربي تتحدث اليوم بعض تلك الدول العربية في "الجوار والإقليم والمنطقة" .. ولكن هل من الممكن ان يكون تسويق هذا الأمن القومي العربي مختلفا عن ماهو متعارف علية عربيا في السابق وباننا امام أمن قومي عربي جديد وله استراتيجية مختلفة عن الاستراتيجية التي خلفها قادة الجيوش العرب وحكامهم وراء ظهورهم والتي تضمنتها وثيقة "الدفاع العربي المشترك" والمجمدة منذ ما يقرب من خمسون عاما في أرشيف جامعة الدول العربية هل نفهم من مصطلح الأمن القومي العربي الجديد ، بانة يعني الوقوف في وجه الأطماع التركية والتمديدات الإيرانية التي تتهدد الأمن القومي العربي .. وهل هناك علاقة وثيقة الصلة تحتم الدفاع عن الأمن القومي العربي عبر إعادة وتكرير كل مخلفات "الأنظمة السياسية العربية الدكتاتورية التي أسقطتها إرادة الجماهير وقمع حرية الشعوب" وماهو وجه العلاقة بين الأمن القومي العربي والحرب على "الشرعيات العربية المنتخبة من شعوبها" وهل من دواعي الأمن القومي العربي الجديد إخضاع العرب مجتمعين للخطة الأمريكية على حساب الفلسطينيين وحقوقهم العادلة المشروعة . وما حقيقة الحجم الحقيقي للخطر "التركي الإيراني" على الأمن القومي العربي وما علاقة الأمن القومي العربي بالأجندة الظاهرة والخفية لتلك الدول التي تتبنى الدفاع عن الأمن القومي العربي في أكثر من دولة عربية قامت بانتهاك سيادتها وحاربت خيارات شعوبها ودمرت مؤسساتها وصادرت قرارها السياسي المستقل .. وهل من عائد تنموي ونهضوي عاد بالنفع على شعوب تلك الدول المتبينة استراتيجية دفاعها عن الأمن القومي العربي نيابة عن ما تبقى من إشفائها العرب .. وهل هي استراتيجية عربية جامعة توفر الحماية والأمن لكل دول وحكومات وانظمة الدول العربية.. أم أنها استراتيجية عربية خاصة تقودها تلك الدول المعنية بأمنها القومي الخاص بها دونا عن أمن باقي العرب . وهل يمكننا إيعاز الإنجازات المحققة ولو افتراضا جدليا لمقياس نجاح تلك الدول في استراتيجيتها الدفاعية الناجعة في الدفاع المثمر عن الأمن القومي العربي والتي وبموجب إيفائها بالتزاماتها تجاه أمنها القومي استطاعت ان تنتصر في كل التحديات والمواجهات التي خاضتها مع خصومها المقوضين لاستراتيجية أمنها القومي العربي .. وهل الترويض الأمني والسياسي والاقتصادي المتبع والذي تنتهجه تلك الدول الراعية للأمن القومي العربي تجاه الدول العربية الممانعة لاستراتيجيتها سيقلل من نسبة ارتفاع منسوب الأخطار التركية وربيبتها الإيرانية إذا ما اعتبرنا الأخطار القطرية المهددة للأمن القومي العربي أخطارا قادمة من مقاطعة تركية أو إقليميا إيرانيا ونحن بصدد البحث عن دلائل حسية وموضوعية تثبت وبالدليل القاطع وجود أمن قومي عربي على سطح كوكب الأرض . وهل التدخلات العسكرية والاستخباراتية التي أضعفت وأقصت "سيادة الدولة الوطنية" في كل الدول العربية التي تدخلت فيها تلك الدول المدافعة عن أمن العرب القومي أمنت فعلا الأمن القومي العربي لتلك الدول المنتهكة سيادتها .. وهل "التطبيع مع إسرائيل" أقصى ما يمكن ان يقدمه حماة الأمن القومي العربي لضمان حماية أمن العرب القومي على المدى البعيد.. وهل أمن العرب القومي مرهون بتأمين مستقبل العروش المطبعة مع إسرائيل والداعية إلى تطبيع عربي شامل للعلاقات مع دولة الاحتلال الصهيوني .
وهل لنا ان نأخذ موقف الدولة العربية الأضعف كأنموذج للمقاربة بين الحقيقة والزيف في ادعاء الدفاع عن أمن العرب القومي .. فموقف الحكومة الصومالية الرافض للتطبيع كدولة عربية لم يكن لها ان تستعيد عافيتها لولا الدعم الاستراتيجي التركي وبين مزدوجين "الخطر التركي على الأمن القومي العربي للصومال"، في حين لم تقدم لها تلك الدول العربية التي تدعي الدفاع عن أمن العرب القومي دولارا واحد يوم كانت قواتها على أرضها وتساومها على الرضوخ لاشتراطاتها والتي لا تنم ولا تدل علي أي مؤشر لة صلة بأضحوكة الأمن القومي العربي قبل ان يتخلص الصوماليون من غطرسة وصلف أوصياء الحفاظ على أمن العرب القومي وعلية أفلى يعبر موقف الحكومة الصومالية عن وجه التعارض والذي ينسف التوافق المؤمل مع رعاة الدفاع عن أمن العرب القومي والذي جعل من أعدائه حماة حقيقيون لأمن دولة عربية كاالصومال التي تخلى عنها متعهدي الدفاع عن أمنها القومي كدولة عربية لم يلقوا لها بالا في غمرة انشغالهم في الدفاع عن الأمن القومي العربي، ليأتي الأتراك وبكل صمت ويقوموا بكل مالم يستطع تقديمة المدافعون عن الأمن القومي العربي وبدون مقابل . وكل ما أخفته واشنطن كشفته تل أبيب وكل ما أخفته تل أبيب كشفته واشنطن وكل ما خفي عن واشنطن وتل أبيب تكفلا بكشفة نهدا إيفانكا !