المعلم صاحب رسالة مقدسة ويستشعر مسؤوليته تجاه الأجيال أكثر من غيره ويعرف متى يطالب بحقه في زيارة مرتبه ويدرك أن حقه محفوظ قانونيا ولن يضيع وسيصرف ولو بأثر رجعي متى ماوجدت الدولة، طالما وقد استكمل كل إجراءات ملف مطالبته المشروعة بذلك. ولذلك لايمكنه منطقيا ووطنيا وأخلاقيا، ان يقبل بمواصلة الإضراب والتهرب من عمله وهو يستلم مرتبه مقابل تعطيل التعليم للعام الثاني وفي الوقت الذي لا يتسلم فيه غيره من العسكريين والأمنيين وغيرهم حتى مرتباتهم الأساسية بالخالص نتيجة إفرازات الحرب التدميرية المستمرة للعام السادس. ولذلك فإن من المخجل والمعيب على اي شخص يحاول تبرير تصرفات هؤلاء الخونة لرسالة العلم وشرف مهنة التعليم والهاربين نحو المدارس الخاصة هم وأولادهم على حساب مستقبل عامة اولاد الشعب المسحوق بكل المآسي وويلات الحرب والجوع والحصار والنكبات والأمراض والاوبئة المختلفة وعليه يبقى استمرار تعطيل التعليم بعدن والجنوب للعام الثاني وصمة عار في جبين سلطة الأمر الواقع بعدن وماحولها ودليل تهرب سياسي فاضح من الجميع عن مسؤوليتهم الوطنية تجاه ضياع مستقل الجيل الجنوبي المهدد اليوم بأمية قراءة وكتابة في عصر تكنولوجي رقمي تتنافس فيه الدول على غزو الفضاء وحجز مساحات لها في المريخ والكواكب الأخرى. وهنيئا للجنوب دولة الجهل والتجهيل والظلام المقبلة اذا كان هذا القرار التعطيلي الكارثي صادر من نقابة معلمين جنوبيين.