في اذار /مارس 2019 ، عاد العم "علي المجرفه " الشخصية المعروفة في حي السعادة بخور مكسر بمدينة عدن ، من عمله مساء ليلة الخميس ، منهك الجسد، يحمل اغصان القات، ويفكر بزاوية يستند لها ،علها تعيد جزء من حيويته بعد يوم عمل شاق في المدينة . وصل باب الشقه ، لكن بكاء" نيرمين" ابنته ذات التسعه اشهر يملئ المكان ، لملم" المجرفه" اتعابه وسارع لأحتضان "نيرمين " .. الكهرباء طافيه منذ الظهيره ، حرارة الشقه تتجاوز ال(40) درجه ، حمى لا يطاق ، وظلام حالك ... اخذ " نيرمين" في حضنه، وصعد بها الى سطح المنزل ، عله يجد نسمه هواء خفيفه ، تأتيه من الجهة الشرقية (ساحل ابين) ، من شأنها قد تلطف الجو ويهدأ روع ابنته ، متناسياً تعبه وعرقه المتصبب طيلة النهار نتيجة العمل، يدور بإبنته والهواجس تأخذ كيانه ... هدأ صوت" نيرمين" ، وتهادت خطوات" العم علي " صوب الهاويه دون وعي .... يقول" العم علي " على لسانه ، مستذكرا اللحظه التي وصفها ، بعدم مقدرته على نسيانها مهما حدث له في المستقبل؛ "عاد لي عقلي، شعرت ان قدماي انزلقت من السطح صوب الهاويه ،كل ما فكرت به في تلك الاثناء ، ان اضم "نيرمين " الى صدري ، وأحوطها بأقصى ما يكون من جسدي ، خوفاً ان يصيبها اي مكروه ، لم أبالي بحياتي مطلقا ، عندها شعرت بإرتطام رأسي في احدى الأعمدة ، خرجت عن الوعي .... افقت من غيبوتي وانا في السيارة التي تقلنا صوب المشفى اصرخ " اه اه ، رأسي ، وجع شديد في ظهري ، عظامي مكسره ، اه اتذكر "نيرمين" ابنتي اين هي .." الجميع من حولي يحاولون تهدئتي ، يطمئنوني انها بخير انها بخير .... وصلنا المشفى ، ادخلونا قسم الطوارئ ، عملوا على تطبيب جراحنا على عجاله ، الامور على مايرام ، لله الحمد .. تجاوزت نيرمين المحنه ، ونجت بأعجوبه ... اما والدها .."العم علي" تعرض لأصابة بليغه في عموده الفقري ، يجب ان يخضع لعمليه جراحيه بأسرع وقت ، شرع الاطباء في العمليه .. المشكلة في احد فقرات العمود السفلية ، تأثرت اثناء السقوط ... نجحت العملية وخرج "العم علي "من المشفى بحمد ٍمن الله، يتشافى رويدا رويدا وهو على فراش المرض ، خمسه عشر شهرا يرقد في بيته دون اي ضجيج ، بينما خدمة الكهرباء ما تزال في اسوء حالتها ، ناهيك عن ان "نرمين " لم تكف عن البكاء ....