يبدو إن مشاكل مدينة عتق المزمنة استعصت على كافة المسئولين الذين تولوا قيادة محافظة شبوة منذ زمن بعيد حتى أصبحت أرق يقض مضاجع سكانها باستمرار من خلال ما خلفنه وتخلفه من انعكاسات سلبية صحية وبيئية خطيرة ونفسية كذلك الثلاثي القاتل الذي يعد خطر حقيقي محدق بالمدينة الكبيرة الموسومة عاصمة لمحافظة شبوة النفطية يتمثل في القمامة المتراكمة في كل شبر وكل زاوية من شوارع وأزقة المدينة ومياه الصرف الصحي الزاكمة لأنوف السكان ومستخدمي شوارع عتق حتى الزائر لعتق يجد مياه الصرف الصحي السائلة بأريحية دون حسيب أو رقيب على أسفلت الشوارع أول المستقبلين له
وثالثهما طبعا هو نتاجهما أو مولدهما الحتمي المتمثل في حشرة البعوض (النامس) المنتشر بكثافة في أجواء المدينة وعلى أجساد سكانها الذين بحت أصواتهم من الشكوى وجفت أقلامهم من المناشدات التي لم تجد ملبيا لها منذ زمن بعيد حتى اللحظة. ثلاثي القمامة والمجاري والبعوض نسج علاقة طيبة ووطيدة بالمدينة التي تحتضن مقر وسكن محافظ شبوة وإدارة مكتب الصحة والسكان ومكتب الأشغال العامة وووووو كل فروع المكاتب والمؤسسات والمصالح والهيئات الحكومية بالمحافظة وأصبح ضيف ثقيل على سكانها كل يوم وكل ساعة وكل ليلة .
- طفحت البيارات فسالت سيولها:
بالتأكيد عن مدينة عتق شهدت خلال السنوات العشرين الأخيرة المنصرمة توسع عمراني كبير وبواقع 500% تقريبا فهناك أحياء سكنية جديدة ولدت كما أرتفع عدد السكان فيها خلال تلك الفترة بما نسبته 200% عما كانت عليه في السابق وذلك لعدة عوامل أبرزها على الإطلاق هجرة سكان المديريات والمناطق الريفية النائية أليها بحثا عن التعليم والخدمات الأساسية كالماء والكهرباء والصحة والاتصالات التي يفتقرون لها في مناطقهم ناهيك عن مئات المنتسبون للقطاع الحكومي من خارجها الذين جلبوا أسرهم للإقامة معهم في عتق.
فمقابل هكذا ارتفاع وزيادة في عدد السكان لم تشهد العاصمة الشبوانية أي تحسن على مستوى خدمة الصرف الصحي حيث ضل المشروع القديم الذي أنشئ في منتصف السبعينات من القرن الماضي كما هو وبقي هو المستوعب الوحيد للكميات اليومية الهائلة من المنازل والفنادق والمرافق الصحية والمطاعم والبوفيات ومغاسل السيارات والملابس وغيره الشطي الذي جعل منه غير قادر على مواجهة التدفق الكبير من مياه الصرف الصحي وبالتالي طقح البيارات بما فيها وإرساله دون تردد إلى الشوارع العامة والأزقة الفرعية في إحياء المدينة وبالذات عتق القديمة .
والشئ المؤسف حقا هو مشاهدة برك المياه الراكدة والمستنقعات بالقرب من المرافق الصحية وبالتحديد مستشفى عتق المركزي.
أتذكر إنني منذ عام 96م تقريبا وأنا اسمع عن مشروع الصرف الصحي لمدينة عتق وضواحيها وتكرر على مسامعي سماع كلمات وأخبار كثيرة عنه من قبيل تم الأنتهى من الدراسات للمشروع و قريبا سيبداء العمل في المشروع ووووووووو الخ ولكن كل ذلك اتضح انه مجرد وعود لم تأت بمشروع الصرف الصحي ولم تجنب سكان عتق ويلات ومصائب المجاري ومياهها ألسائله في كافة أنحاء المدينة.
- القمامة .. يا قلبي لا تحزن:
مشاهد أكوام القمامة في عتق أمر مألوف لكل عين فاينما ذهبت أو جلت بناظرك سترى كوما من القمامة بكل أسف وانتشارها بذلك الشكل يعطي انطباع بأنعدام جهود النظافة المسئول الأول عنها صندوق التحسين والنظافة بالمحافظة أسما فقط على اعتبار إن كل موارده يتم تسخيرها وصرفها في رحاب العاصمة (عتق) وحرمان بقية مديريات شبوة ال 16 مديرية منها .عموما موضوع القمامة لا يختلف عن سابقه في شي وأصبح هو الآخر مشكلة تهدد عتق ومن فيها بمخاطر صحية وبيئية على السلطات في المحافظة والمجلس المحلي بمديرية عتق وضعها في الاعتبار والتعامل معها كمشاكل خطيرة تهدد حياة سكان العاصمة.
- البعوض ..جهود متأخرة وغير كافية: كما أسلفت إن النتاج الطبيعي لانتشار مياه الصرف الصحي والقمامة هو مولود طبيعي يسمى البعوض أو بلهجتنا الدارجة يسمى الحاس فحقيقة أنتشر البعوض بكثافة في الفترة الأخيرة وولد وضعا صعبا لسكان المدينة خصوصا إن أانتشاره يتزامن مع أنقطا عات كهربائية تخيم على ليل ونهار المدينة بين الحين والآخر .
وإحقاقا للحق فقد تفاعلت السلطة المحلية مع الموضوع ونظمت عبر مكتب الصحة والسكان بالمحافظة حملة رش وقائي تهدف إلى مكافحة البعوض والحد من انتشاره وأضراره الصحية والبيئية ولكن تلك الجهود لم تكفي أذا لم تستهدف الضاء على أسباب توالد وإنتشار البعوض المتمثله في مياه الصرف الصحي والقمامة .