صباح اليوم الخميس التقيت العميد طيار حربي ميج 29 عيدروس المنصب في مقهى شاهي مليط الشهيرة بالتواهي كان في حالة يرثى لها بعد أن أصيب بحالة نفسية. التقطت الصورة للطيار البطل عيدروس لكي اكتب عنه وعن الحال المفجع والموجع والمحزن الذي وصل إليه انقى وانبل وأشرف عظماء الجيش الجنوبي ، لكن صدمني النباء المؤلم والصادم بوفاة العميد طيار حربي عبدالعزيز علي محمد حسين الصبيحي الملقب (الدامر). مات العميد البطل طيار عبدالعزيز واقفأ كالأشجار المثمرة التي تموت واقفة كان بين زملائه وأصدقائه ورفاق دربة الطويل في مخيم الاعتصام قبالة مقر التحالف والذين يقضون للشهر الثالث على التوالي للمطالبة بإطلاق روابهم. كان الشهيد واعتبره شهيد لأنه بقي صامدأ وهو يعاني من مرض القلب حتى فاضت روحه إلى بارئها ليخيم الحزن الشديد بين زملائه في مخيمات الاعتصام وخارجها. لقد عجز المغفور له عن شراء الدواء لتخفيف وتسكين الألم ، كيف وقد صار بدون راتب لخمسة أشهر. يقينآ العشرات من أمثال عبدالعزيز من كبار قادة وضباط وأبطال الجيش ماتوا في بيوتهم ومات أطفالهم لعجزهم عن علاجهم ، وقلت وكررت هذا الكلام في أكثر من مقال ومنشور وتغريدات وأخبار والبعض لم يصدق . إن الموت يفتك برجال الجيش جراء الفقر والجوع والمرض بسبب سوء التغذية ، أخبرني كثير من زملائي القادة والضباط على استحياء انهم قلصوا وجبات الأكل الثلاث إلى وجبتين وأحيانا وجبه واحده ولايذوقون الدجاج والسمك لأسابيع وأشهر اما اللحم من المستحيلات ، هكذا وصلت حياة وأحوال من افنوا سنوات العمر في خدمة الوطن اليوم ، بينما البلاطجة والسفهاء والانذال يتقاسمون ثروات البلاد ويستبيحون الأراضي والممتلكات العامة ويتاجرون في البيع والشراء ويخزنون في اليوم براتب ضابط كبير في الجيش أو الأمن الذي حرم من معاش أولاده ليأتي له اليوم القائمون على البنك المركزي براتب شهر من اصل استحقاقات خمسة أشهر وعاد عملية الصرف تستغرق أكثر من عشرة أيام وفوقها يرابط مدير الدائرة المالية العميد عبدالله عبدربه ونائبة العميد علي الضبي وآخرين صباح كل يوم عند نائب مدير البنك المركزي شكيب حبيشي يسلمون عليه ويتحدثون معه بلطف دون شيطنته ، وكأنه الحاكم الناهي بينما هذه حقوق لاتقبل المساومة ولايحق له المماطلة والتسويق إلا إذا خلي البنك من السيولة أو توقيفها من أصحاب القرار ومع ذلك يوضح الأسباب. حسنأ لقد بات العسكريين يتوسلون رواتبهم وبصورة مهينة ومذلة ، يقفون منذ ثلاثة أشهر أمام التحالف ولم يجدون الإجابة ، يموتون جوعأ ولم يجدوا حتى الإجابة من التحالف ولا الشرعية ولا الانتقالي ، كلهم مشتركين في موت أشرف الرجال. شخصيآ أشعر بالقهر وانا ارى تلك الهامات العسكرية الوطنية بتاريخها النضالي معتصمين وعلى رأسهم اللواء المناضل صالح علي زنقل رئيس الهيئة العسكرية العليا للجيش والأمن ، والرجل يعاني من القلب ولكنه بكبريائه وشهامته ابى إلا يكون بين زملائه لرفع معنوياتهم. الليلة أصدرت الهيئة العسكرية بيان نعت فيه الطيار الحربي العميد عبدالعزيز الصبيحي ، وأصدرت منذ تدشين الاعتصام العشرات من البيانات ، لكن المعنيين لم يلتفتوا إلى هذه البيانات ، وسبق وان دعيت مرارا إلى التفكير في آلية أخرى للتصعيد السلمي للاعتصام ، واختيار اللحظة المناسبة كون هولأء بلأ ضمير ولا شعور بالحد الأدنى من المسؤولية والأخلاق. رحم الله المغفور له العميد طيار عبدالعزيز الصبيحي واسكنه الفردوس الأعلى من الجنة والله أهله وذويه الصبر والسلوان. انالله وانااليه راجعون